أعاد الممثل السوري الكبير دريد لحام إحياء شخصية "غوار الطوشة" الشهيرة التي قدمها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، من خلال حفل مسرحي غنائي راقص حمل عنوان "هنا لنا2 - نتذكر" نظمته مبادرة "أحباب يا بلدي".
تذكر الحفل بنصفه الأول رائد المسرح والغناء في سورية والوطن العربي أبي خليل القباني من خلال الغناء والموسيقا التي تولى إعدادها وتوزيعها الموسيقار سمير كويفاتي، إضافة إلى الرقص التعبيري لفرقة جلنار بإدارة علي حمدان.
وقدم الممثل علي كريّم مادة سردية على شاشة عملاقة مجسداً شخصية القباني منذ ولادته في حي باب سريجة بدمشق عام 1833، وحتى وفاته عام 1903.
وغنى الفنان خلدون حناوي الموشح الأول للقباني الذي حمل عنوان "محبوبي"، بينما غنت الفنانة ميادة بسيليس موشح "ما احتيالي"، ثم قدمت فرقة كورال سورية أداءً جماعياً لبقية الموشحات وهي "يا مسعدك صبحية"و"غصن نقا" و"بالذي أسكر" و"يا طيرة طيري".
وأحيا النصف الثاني من الحفل التجربة الغنية لعمر حجو في "مسرح الشوك"، بمشاركة دريد لحام وحسام تحسين بيك وكندا حنا ومحمد خير الجراح ويزن السيد ويحيى بيازي ومعن عبد الحق وراكان تحسين بك وطارق الشيخ.
وقدم الممثلون أربع لوحات هي "تحقيق" و"مسرحية حديثة" و"جمارك الحدود" و"الصيادة"، علماً أن لحام قدم شخصية "غوار الطوشة" في اللوحة الأولى.
وخلال الحفل، استعار لحام عبارات من مسرحية "كاسك يا وطن" فقال: "الوطن غلطان أنا معو، بردان أنا تيابو، تعبان أنا عكازتو، لك حفيان أنا صرمايتو لأنو وطني وتاج راسي".
وختم جميع المشاركين في الحفل عرضهم بترديد قصيدة "يا تراب الوطن" التي كتبها بشارة الخوري، ولحنها الأخوان فليفل.
وعبر دريد لحام لموقع "الفن" عن مدى سعادته بالمشاركة بهذه الفعالية، لشدة حبه للمسرح الذي وصفه بالحياة، ولأن الهدف إنساني موجه إلى أبناء الوطن للوقف إلى جانبهم في المحنة الكبيرة التي مروا بها، مؤكداً أن ما يلزم المسرح للنهوض إلى عالم الازدهار هو الاهتمام من قبل الجهات المعنية وتقديم الدعم المادي المطلوب.
وعبرت كندا حنا عن سعادتها بالوقوف أمام الكبيرين دريد لحام وحسام تحسين بيك على خشبة واحدة، وخاصة أنهما صاحبا تاريخ كبير، وقد استفادت منهما ومن تجربتهما الغنية.
وأكد حسام تحسين بيك أن العرض برمته والجهود المبذولة تحمل طابعاً إنسانياً ووجدانياً ووطنياً، بتكريم أشخاص أصحاب تاريخ كبير لكنهم غائبون عن الذكر.
وقال محمد خير الجراح: عاصرت "مسرح الشوك" في أيامه الأولى وفي بداية التسعينات كان لي عرض مسرحي مع الراحل عمر حجو بعنوان (براويظ)، وقد تعلمت منه العمق ببساطة الأداء والكلمة والفكرة وإيصال رسائل عميقة.
ويشار إلى أن الحفل الذي حضره الفنان القدير صباح فخري مع نجله ذهب ريعه إلى عمال النظافة والإسعاف والإطفاء في مدينة حلب.
لمشاهدة ألبوم الصوراضغط هنا