بين العالم الإفتراضي و الواقعي شعرة، وهو أكثر من عرف كيفيّة المحافظة عليه للإنتقال من شهرة التغريد و العالم الوهمي، إلى واقعيّة النجاح المُبهر. لم يعد "تبع هشام" بل أصبح اليوم "تبع نفسه" هو خلق لنفسه خطاً كوميدياً لم تعرفه الساحة اللبنانيّة من قبل، موسيقى غيتاره لا تعلو فوق صوت ضحك الناس و التصفيق لجرأتهِ، ما يقوله على المسرح من نكاتٍ لا يجرؤ أيّاّ كان من قولها، كسر الفوبيا الإجتماعيّة ، تخطى مشكلته مع مواجهة الجمهور، وأصبح ممثلاً من التغريد إلى المسرح وإلى السينما دُرّ. جاد بو كرم يخصّ موقع الفن بهذا اللقاء، بعد عرض مسرحيّة laugh story.
سنبدأ بالأسئلة الجريئة، لاحظنا نحن أهل الصحافة أنك كنت تعاني ببدايتك من الخجل، اليوم بات من الواضح أنك كسرت هذا الخجل، كيف كسرته؟
الفارق اليوم هو أنني إضطررت لكسر الخجل، في التلفزيون كان يظهر عليّ الخجل خصوصا بسبب الكاميرات الموجّهة ، أما الآن فعلى المسرح يختلف الوضع، الناس يشاهدونك مباشرةً و يتفاعلون معك كما أنني أعمل الى جانب أسمين كبيرين كهشام حداد و طوني أبو جودة هما أسطورتان في الكوميديا، لذا لا يمكنني أن أخذلهما . "إشتغلت على حالي" و كسرت الخجل وأتمنى أن اكون قد حظيت بمحبة الناس.
لمن لا يعلم، أنت تعمل في مجال خلال النهار مختلف تماماً عن المسرح و الكوميديا وهو مجال الإدارة في إحدى الشركات المهمّة، كم الفارق كبير؟ و أين تجد نفسك أكثر؟
كل مجال مختلف عن الآخر، الأول ضروري لإستقرارك المادي و العائلي، أما الفن فيتوقّف عند أصغر أزمة في البلد. لكن طبعاً أحب الفن أكثر، الكوميديا تسري في عروقي منذ أن كنت صغيراً.
تعوّدنا عليك بأسلوب موسيقى الغيتار المترافقة مع النكات، شاهدنا هذا الأسلوب اليوم كما شاهدنا أسلوبا جديدا لجاد وهو التمثيل. كيف تقررت هذه النقلة النوعيّة؟
أنا طلبت منهم تحقيق هذا الأمر، في البداية كان المطلوب مني أن أفتتح هذه المسرحيّة بتقديم عرض one liners ، لكنني قررت أن أتحدى نفسي فطلبت أن يكون لي دور في مشهدٍ آخر.
أنت من طلب؟!
نعم، وهم إستجابوا لطلبي بإيجابيّة.
من الذي إستجاب؟ هشام؟
هشام و طوني .
توافقا على ذلك؟ من كتب السيناريو؟ أهو هشام حداد؟
جميعنا تشاركنا بالنصّ، كنا في الأردن لمدة شهر وكتبنا المسرحيّة بأكملها و نحن متواجدون هناك. مشهدي أنا قمت بكتابته، مشهد هشام هو من كتبه، ومشهد طوني كتبه هو. وتعاونا جميعاً في النصوص، لذا فالعمل جماعيٌ بإمتياز.
هل تقومون بأيّة تغييراتٍ في المسرحيّة، أم أنها تبقى على حالها طوال مدة العرض؟
أُسس المشاهد تبقى على حالها، ثم نقوم بإختبار ردّة فعل الناس. فالمشهد أو النكتة التي لا تلاقي ردة فعل عند الناس نقوم بتغييرها. طبعاً هناك تفاعل مع الناس لكن الاساس ثابت.
هل بدأت بتلمّس الشهرة؟
نعم، منذ بداياتي في التلفزيون.
هل تغيّرت؟ كل من يختبر الشهرة يقول لن أتغييّر ، فهل أنت مثلهم؟
لا أعرف ما إذا كنت سأتغير أم لا، هذا الأمر لا يمكنني أن أحكم عليه بنفسي، يجب على الآخرين أن يقولوا لي إن كنت قد تغيّرت أم لا.
هل أصبحت أكثر عنجهيّةً؟
لا ، لا أزال أخجل كثيرا. عندما يطلب مني أيّ شخص أن يتصوّر معي، يظهر عليّ الخجل.
بمعلومات خاصة بي، أعرف أنك كنت تعاني من عقدة السوشيل فوبيا، أيّ الرهبة من الناس...
صحيح، لو لم أكن أعاني منها لما كنت أنتظرت إلى أن أصبح عمري خمس و ثلاثون عاماً لكي أقف على المسرح لأول مرة. أنا أكتب الكوميديا منذ زمنٍ بعيد، أما صعودي على المسرح فجاء بعمر الخامسة و الثلاثين. لذا أقول للناس إن كنتم تحبون أيّ عملٍ، فحققوه الآن.
لولا "تويتر" هل كنت لتكون هنا اليوم؟
لا طبعاً، التوتير عرّفني على هشام الذي طلب مني أن أصبح ضمن فريق عمله و أكتب في برنامج "حرتقجي"، وهناك تعرّفت على كثيرين من الكوميديين في المجال، وهم من أفسحوا لي فرصة الصعود على المسرح ووصلت إلى المرحلة التي أنا فيها اليوم.
جرّبت المسرح و التلفزيون، إلى ماذا يطمح جاد؟
التمثيل، مسلسلات، أفلام.
هل هناك مشروع قريب؟
عُرض عليّ لكنني كنت مشغولاً .
ماذا عُرض عليك؟
فيلم سينمائي. لكنني رفضت لأنه يتطلّب مني التفرّغ عشرين يوماً وأنا لا يمكنني أن أترك عملي طوال هذه المدّة.
تُعطي الأولويّة لعملك الأساسي؟
بالطبع، أنا معهم منذ عشر سنوات.
بعيداً عن الطموح المهني، ما هو الطموح الشخصي لجاد؟
(ممازحاً) "عم فكّر أتزوّج" ، لكن لا تنشر هذا الكلام فزوجتي صديقتك. طموحي هو المسرح وعملي ، و أفضّل السينما على الدراما التلفزيونيّة .
هل ممكن أن تغيّر شكلك الخارجي الذي عُرفت به؟
بصراحة لديّ رغبة بالتغيير، لكن لا يمكنني الآن لأننا سنبدأ بالموسم الثالث من برنامج "لهون وبس" و الناس أحبّتني بهذا المظهر.
كلمة أخيرة
أريد أن أقبّل الإعلامية هلا المر التي دعمتني منذ بداياتي ، وشكراً للجميع، لكل من دعمني و أحبني.