أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي عن المجموعة الأولى من الأفلام القصيرة المشاركة في مسابقة "المهر القصير" في الدورة الـ14 للمهرجان والمُقرّر إقامتها في الفترة ما بين 6 و 13 ديسمبر 2017.
وتتضمن هذه القائمة سبعة من أحدث وأفضل الأفلام القصيرة من العالم العربي. ومنذ انطلاقتها في العام 2006، أصبحت مسابقة "المهر القصير" منبراً لاكتشاف المواهب النامية في السينما العربية، وفضاءً للمبدعين العرب يعرض مجمل الإشكاليات الثقافية في عالمنا العربي. وقد قدّمت المسابقة خلال سنواتها إلى الجمهور العالمي المواهب العربيّة المتنامية، إضافة إلى إتاحتها الفرصة أمام الفيلم الفائز بجائزتها الأولى بالترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم قصير في عام 2019.
وأول أفلام الدفعة المُعلنة هو فيلم "رجل يغرق" (دراوننغ مان) للمخرج الفلسطيني الدانماركي مهدي فليفل. يصوّر الفيلم حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء من خلال قصة فتّاح الذي يذرع شوارع أثينا محاولاً إيجاد أموالاً كافية تمكّنه من مواصلة العيش. ويختبر فتّاح خلال ترحاله المتواصل، الحكمة والخيبة اللتان تلفّان المكان وتحدّدان وجوده. كما يصوّر الفيلم مآلات القضيّة الفلسطينية ويلخصها في 15 دقيقة.
وتعرض الكاتبة والممثلة والمخرجة التونسية نضال قيقة فيلمها القصير "أسترا" في عرضه العالمي الأوّل، وتدور أحداثه حول رجل اسمه دالي يقرر، رغم اعتراضات زوجته، اصطحاب ابنته دوجة، المصابة بمرض متلازمة داون، إلى فضاء للألعاب الترفيهية اسمه أسترا.
ويشارك المخرج الفلسطيني ركان مياسي، الذي ترعرع في الأردن، بفيلمه القصير "بونبونة"، الذي تتمحور أحداثه حول أسير فلسطيني تزوره زوجته في مُعْتَقلٍ إسرائيلي يُحظر فيه أيّ اتصال جسدي بين السجين والزائر، فيستنبط الزوجان خطة جريئة، ويواجهان، من أجل بلوغ ذلك، سلسلة من العوائق التي تهدد خطّتهما بالفشل. فهل سينجحان في إتمام المهمة؟.
ويعرض المخرج، ومؤسس مهرجان لبنان السينمائي للرسوم المتحركة (بيروت أنيمتد)، فادي باقي، فيلمه القصير "آخر أيام رجل الغد"، في عرضه الدولي الأول، الذي يروي فيه قصة مخرجة شابة، تسعى إلى إنجاز فيلم وثائقي يُميط اللثام عن أسطورة منسيّة تخص مانيڤيل، الإنسان الآلي الذي تم اهداؤه إلى مدينة بيروت بمناسبة الاستقلال في عام 1945، والذي ما يزال مركوناً في مكان مهجور في بيروت. ويواكب الفيلم يوميات رجل الغد، الخارج من عزلته ليخبرنا عن سيرته ويتعرف على لبنان اليوم. وسرعان ما تتعارض ذكريات مانيڤيل مع الواقع كما يرويه من عرفوه في ماضيه.
ومن تونس يشارك المخرج عبد الحميد بوشناق بفيلمه "كعبة حلوى" (لو بونبون)، الذي يروي قصة مهدي، الشاب حديث التخرج، والطموح والمتفائل، والذي يحظى بدعم وتشجيع كبيرين من قبل أمه.
يستعدّ مهدي بحماس كبير لعمله مأمور محضر، إلاّ أنّه يُفاجأُ منذ اليوم الأول بواقع لم يترقّبْه: تسلطٌ من قبل رئيسه في العمل وتجاهلٌ من قبل زملائه وسوء معاملة يتلقّاها من قبل الجميع. يُدرك مهدي بأن عليه ضرورة تحمّل كل ذلك من أجل الاستمرار في العمل. وحين يُحقّق ما يرمي إليه، يفقد نقاءه، وصولاً إلى اليوم الذي يتغير فيه كل شيء.
وتقدم المخرجة الفلسطينية-الأردنية ياسمينا كراجة، من خلال الفيلم القصير "رابتشر"، في عرضه الدولي الأول، قصة أربعة صبيان لاجئين يبحثون عن حمام سباحة عام في مدينتهم الجديدة في يوم حار. يُتيح لهم التجوال الطويل في المدينة إعادة رسم خبراتهم الشخصية كمراهقين ناجين من الحرب، ويصوّر الفيلم مقدار قسوة الحياة الأليمة على صغار السن.
كما يشارك في المسابقة فيلم "الخادمون" (ذي سرفنتس) في عرضه العالمي الأول للمخرج اللبناني مروان خنيصر، ويروي تفاصيل حول مجموعة من المنتفعين من الأحزاب اللبنانية إبان الحرب، حيث تلقي في فيلا مهجورة تلك المجموعة لاحتفال ما، وخلاله يلتقي أحد المشاركين بحارس الفيلا نبيل، ويستعيد كلاهما ماضيهم المشترك والعنيف.
وفي معرض تعليقه حول الأفلام المشاركة في مسابقة المهر القصير، قال المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمرالله آل علي، بأن المسابقة "تُسهم في تحفيز نمو صناعة السينما العربية، حيث تعزّز الأعمال المُختارة الإبداع والابتكار، وتشجّع على تقديم قصص جذابة وجديرة بالمشاهدة، وتحفّز صناع الأفلام على البحث الدؤوب والمتواصل عن التميز". وأضاف: ”فخورون حقاً باستثنائية الأعمال المشاركة هذا العام، وكلنا ثقة بأن جمهور المهرجان سيكون سعيداً باستكشاف هذه المواهب المبدعة".
بدوره، قال مُبرمج الأفلام القصيرة في مهرجان دبي السينمائي الدولي صلاح سرميني بأنّ "صناع الأفلام هذا العام يمثّلون مستوى جديداً من العمق الثقافي للمهرجان“، وأعرب عن ثقته بأنّ ”التنوع والإبداع في الأعمال المشاركة في مسابقة المهر القصير سيأسران المشاهدين إلى أبعد حدود، وبشكلٍ لم يسبق له مثيل".