كثّرٌ هم من يبكوننا في هذه الأيام، وقلّة هم من يبلسمون أيامنا بنعمة الضحك.
و الأكثر أقليّة هن النساء اللواتي يسعين إلى إضحاك الناس بموهبتهنّ التمثيليّة، فبتنا نعاني من شحٍّ نسائي في المجال الكوميدي، لأن الدراما تستحوذ النسبة الأكبر من طموح ممثلات هذا العصر. أما بونيتا سعادة، فلم تبدلّ ، لم تدخل التمثيل من بوابة الدراما، بل كانت نقطة بدايتها الكوميديا، فأصاب إختيارها إصابة مباشرة في سجلات الكوميديا اللبنانية، و أصبحت من ضمن القلائل اللواتي ينتمين إلى دنيا الضحك و السعادة. ليست كالكثيرات من عضوات فرق الكوميديا، "إمرأة جفصين" تُستخدم لتلطيف الجو و كسر الملل الناتج عن "البياخة" لكنها أساسٌ لا يُستغنى عنه من نص السيناريو إلى التركيبة المشهدية، و ها هي اليوم في مسرحية laugh story تزيّن الضحكة بتاء التأنيث. بعد عرض المسرحيّة، كان لنا معها هذا اللقاء.
بونيتا مبروك العمل الجديد، عرفناك كمقلّدة في السابق، اليوم نتابعك كممثلة، ماذا تخبريننا عن هذه النقلة؟
نعم، أنت تقصد في مشاهد "ماريا مرسيدس" و تمثيل مشهد من برنامج take me out ، حيث جسّدت شخصية الفتاة الغبيّة و اللعوب ، لقد رغبت في إظهار موهبتي التمثيليّة في هذا العمل وليس عبر التقليد فقط. لقد سبق لي أن شاركت في مسلسل "كاراميل" ، شخصية "نغم" تشبهني الى حدٍ بسيط ، فمن المفضّل عند إختيار أول دور تمثيلي أن تتمّ عملية الأختيار على اساس شخصيّة تشبه الممثلة ولو إلى حدٍ بسيط، و من بعدها تنتطلق الممثلة في تجسيد كل أنواع الشخصيات.
هل كنت أنتِ وراء فكرة تقديم شخصيات تمثيليّة في المسرحيّة، أم هي فكرة هشام حداد؟
جاءت الفكرة عن طريق التدرّج. فقبل المسرحيّة ، قمنا بعدة سفرات لتقديم العروض الكوميديّة في الأردن، دبي و أبو ظبي، كنت اشارك هشام عبر التلقيد من بعد هذه التجارب العديدة ، جاءت فكرة المسرحيّة . هنا بدأنا بعملية إعادة صياغة النصوص و زيادة المشاهد التمثيليّة.
أنت إسم جديد في الكوميديا، هل العمل مع أسامي كبيرة كهشام حداد و طوني أبو جودة هو بمثابة دعم لك أو من الممكن أن يُسبب الخوف و الرهبة؟
لا، لم أعد أخاف. "اذا بتهوّنها بتهون"، كما أنني شاركت مع ماريو باسيل في مسرحيته عام 2001 "العد العكسي"، بالإضافة إلى مشاركتي بعدة برامج كوميدية على التلفزيون. لست بجديدة في الفن، لكن اليوم و بفضل مواقع التواصل الإجتماعي ، تمّ تسليط الضوء أكثر على إسمي، خصوصا في الدول العربيّة و دول الإغتراب. صحيح أن التجربة صعبة، لكنني دائماً أردد الكلام لنفسي و أقول: لقد إنتظرت كل هذه الفترة الطويلة فلا يجب أن تخافي.
هل تتضايقين في حال لم يضحك الناس على النكتة التي قلتها على المسرح؟
لا، لا أزعل. بالمبدأ نحن و كما يقولون "مبكلينها"، إذا وجدنا أن الناس لم تضحك بالشكل المطلوب، نعيد النظر ربما في الطريقة التي أَدّيت بها المشهد ، نعمل حينها على تحسين الطريقة.
اذاً المسرحيّة تتحسّن مرة تلو الآخرى؟
صحيح، فبعد كتابة النص مثلاً ، لا يمكننا الجزم أن النكتة التي أضحكتنا نحن فريق العمل سوف تُضحك الناس بالضرورة. لذا نتحسّن في كل مرة.
الكوميديون في لبنان كثر، لكن الكوميديات قلائل، لماذا برأيك؟
برأيي، لو أن المعنيين يجرون تجارب للأداء casting فسوف يجدون الكثير من المواهب الكوميديّة لدى العديد من النساء، لكن ليس هناك من يساعد هذه المواهب.
لكن في الدراما هناك العديد من النساء.
يمكن أن تكون بينهنّ صاحبات مواهب كوميديّة، الا انهن لم تلفتن نظر مخرج أو منتج ما. أنا على سبيل المثال فاجأتهم بموهبتي الكوميديّة، عندما ظهرت مع هشام حداد، قبل الحلقة عملت جاهدةً على كل التفاصيل من حيث النص و الأداء و التمرين، هكذا نجحت في فرض نفسي على الناس . نجحت في تسليط الضوء على شخصيتي، من بعدها عرضوا عليّ الدور التمثيلي الدرامي . لذا يمكن أن تكون هناك من بين الممثلات البعض من اللواتي يتمتّعن بموهبة كوميديّة ، لكن يجب أن يسعيّن إلى تبيان هذه الموهبة. أصلاً، لا توجد أعمال كوميديّة، هناك برامج ومن هي التي تستطيع أن تدخل على خط "رلى شاميّة"؟ هي ضمن فريق "مشدشد" لا يمكن لأحد إختراقه، هناك "كتير سلبي" يضم فتاتين ، هذه الفرق قائمة على ال click لا يمكنك إختراقها.
هل ممكن أن تفرضي نفسكِ في المستقبل لأدوار دراميّة؟
لا، في المبدأ لم أحب مجال التمثيل.
لماذا؟
لأنه يتطلّب الكثير من الوقت ، ولم يعد يعنيني الموضوع. كنت في السابق أتشوّق للمشاركة بعمل كوميدي-رومنسي وتحقق لي ذلك.
فشّة خلق؟
نعم فشّة خلق، وأعتقد أنها كانت ناجحة.
تتحدثين عن "كاراميل".....
صحيح، و يُقال إنني أدّيت بشكلٍ طبيعيّ. لذا إن رغبت في المشاركة في عملٍ ثانٍ، فيجب حينها بالأساس أن أسأل من المشاركين بالعمل . تهمّني الأسماء التي سأعمل معها، أيّ أنني "شحادة و مشارطة".
أيّ أن بونيتا أصبحت تفرض شروطها...
(مقاطعة) لا لا، أنا من الأساس هذا ما أريده منذ أن كنت صغيرة . وبفضل هذا التفكير أصبحت هنا أعمل مع هشام و طوني، و دخلت في عمل "كاراميل" مع طلال الجردي.
ثقتك بالنفس ساعدتكِ؟
"عارفي شو بدّي".
شو بدّك؟
أريد أن أحقق نجاح في المسرحيّة، أن أحقق نقلة نوعيّة و ناجحة و أغيّر التفكير السائد الذي يقول أن بنات المسرح هم فقط "أفخاذ" ؟ فها أنا أغيّر هذا التفكير عبر الحضور اللائق.
لماذا المسرحية بعيدة عن السياسة؟
هذا القرار يعود لهشام، لا أدري إن كان سيقرر إدخال السياسة إلى المسرحيّة بعد عدة عروض.
هل هذا أفضل؟
لا، أنا مع إدخال القليل من السياسة، من أجل الأشخاص الذين يحبون المواضيع السياسيّة.
أنت تقلّدين جيداً النائب ستريدا جعجع
صحيح، في حال تمّ إدخال مشهد تقليدي للدكتور سمير جعجع حينها سوف أقلّد ستريدا.
ماذا تقولين للذين يعتقدون أن المسرح الكوميدي يتكرر في لبنان، كيف تشجعينهم على حضورمسرحيتكم؟
أقول لهم ، تعالوا و شاهدوا مسرحيتنا و ستكتشفون أن المسرح الكوميدي لا يكرر نفسه. و شكراً لكم.
