عرض سينمائي شيق وممتع من صميم الواقع المأساوي الذين يعاني منه الشعب الفلسطيني إزاء الاحتلال الصهيوني لبلاده.
رائد انضوبي، من الجيل الشاب الباحث عن رؤيا سينمائية تعبر عن الواقع الاليم وبالتالي تنقل الحقيقة للمشاهد وتكون جزء من مشكلة وطنية قومية، هذا ما حاول هذا المخرج الشاب ان يجسده في فيلمه "اصطياد اشباح"، الذي تم عرضه عرضا خاصا للاعلام في سينما امبير سنتر صوفيل الاشرفية.
استرجاع ....الزمن
عانى انضوني ما عاناه من نيران الاعتقال الاسرائيلي وهو بعد في الثانية عشر من عمره، وظلّت هذه المعاناة راسخة في ذاكرته حتى بدأ تجربته السينمائية، حيث استعاد ذاك الماضي الموجع عبر رؤية سينمائية، فبنى معتقلا شبيها بمعتقل المسكوبية مقر المخابرات الاسرائيلية في شاباك، ثم سرّب اعلانا عن وظائف شاغرة للمعتقلين السابقين في هذا المعتقل القريب من رام الله، وراح ينقل بالمشهدية معاناة العذاب والقهر والتنكيل الذي كان يصيب المعتقلين. استعان المخرج والى جانب حضوره كممثل، بكوادر وعناصر بعيدة عن التمثيل واظهر المهن والحرفيات التي كان المعتقلون يقومون بها . فجاءت المشهدية رائعة خصوصا وان المخرج اعتمد على لعبة الضوء وبشكل خاص في مشاهد التحقيقات التي كان الاسرائيليون يمارسونها .
يعتبر هذا الفيلم من الافلام النخبوية ذات البعد الاستخباراتي السياسي، وهو من الافلام المغلقة التي صُورت بكاميرا واحدة من خلال "لوكيشن" واحد وكأنه عمل ممسرح اعتمد فيه المخرج على محتوى النص ولعبة التصوير. استطاع انضوبي نقل الواقع بحرفية عالية واستطاع ان يقدم عملا سينمائيا يستحق النجاح .