هي واحدة من أهم إعلاميات مصر وممن ساهموا في إثراء الحركة الإذاعية والتليفزيونية حيث تولت مهام مديرة لعدد من المحطات التي كانت سببا في نجاحها إلى جانب أنها شاركت في تأسيس محطات عديدة اخرى، اضافة الى انها المصرية الوحيدة التي عملت في إذاعة مونت كارلو الفرنسية، أجيال كثيرة تربّت على برامجها التي كانت مؤثرة فيهم.. هي الإعلامية سناء منصور التي تتحدث لـ"الفن" عن سبب غيابها عن تقديم البرامج لثماني سنوات ورأيها في أوضاع ماسبيرو، وموقفها من توجه الفنانين لتقديم البرامج وطموحاتها، وأمور كثيرة أخرى في اللقاء التالي:
في البداية.. بعد غياب ثماني سنوات عن كرسي المذيعة.. عدتِ من خلال برنامج "السفيرة عزيزة"، فهل وضعت شروطك قبل هذه العودة؟
لم تكن لدي أي شروط للعودة الى الجلوس على كرسي المذيعة، بل كنت أبحث عن تواجد مميز من خلال برنامج اجتماعي خدماتي، وحينما وجدت الفكرة المناسبة، قررت العودة من دون شروط، وبالفعل تناقشنا في فكرة البرنامج وخططنا لتقديمه بأفضل شكل ممكن حيث وضعت في خيالي أن أُقدم برنامج مفيد للناس فيه النصائح ومناقشة الأمور الاجتماعية في ظل تغير الفكر والثقافة في يومنا هذا.
ما سبب غيابك عن كرسي المذيعة لأكثر من ثماني سنوات؟
السبب يتمحور في أنني لم أكن ارغب في تقلّد مناصب إدارية كما كُنت من قبل، حيث قُدمت لي عروض كثيرة لتولي مناصب مديرة بعض القنوات واعتذرت، لأن هدفي الأساسي كان يتمحور في العودة إلى عملي الاساسي كمذيعة، وخصوصا لأن علاقتي طيبة بالجمهور في الشارع وكنت ارغب في التواصل مع الناس من خلال برنامج جديد يناقش أوضاع المجتمع المصري.
ولماذا لم تعودي ببرنامج عن المرأة بل ببرنامج إجتماعي، علما ان إسم "السفيرة عزيزة" يوحي بمخاطبة المرأة رغم أنه ليس كذلك؟
لم أكن أريد تقديم برنامج عن المرأة أو خاص بشريحة معينة من الجمهور، واعتذرت عن برنامج منوعات لأنني كما ذكرت لك، كُنت أرغب في تقديم برنامج يخاطب المجتمع المصري لأن هدفي الاساسي هو إفادة المجتمع بأي شكل من الأشكال، كما أن "السفيرة عزيزة" لا يوحي بأنه برنامج عن المرأة وهدف البرنامج ورسالته كانا واضحين منذ البداية، وأنه عن جيل يُخاطب جيلا آخر ويوجه له النصائح والرسائل من خلال الحديث عن الثوابت في الأخلاق والتراث الذي تربينا عليه، وهذا النوع من البرامج إفتقدناه، ولهذا إنجذبت للغاية لفكرة البرنامج.
أنت واحدة من الاشخاص المؤثرين في مبنى الاذاعة والتلفزيون المصري "ماسبيرو".. فكيف ترين الأزمات التي لاحقته حتى أن كثيرين يرون انه ضائع وسط الفضائيات الأخرى؟
هناك عدد كبير ومهول من العاملين بماسبيرو وصل الى حوالى 40 ألف عامل، كما أن عدد المذيعين كبير جدا وليس هناك سوى عدد قليل من البرامج، هذا إلى جانب أن عدد العاملين مع المذيع الواحد كبير للغاية وهذا أمر غير جيد وخصوصا اذا ما قارنّاه بالماضي حين كان يعمل معنا أربعة أشخاص كحد أقصى. انا لا أقصد قطع أرزاق الناس ولكن من الضروري وجود حل لهذه الأزمة.
وهل صحيح أنك لا تتابعين الإذاعات والفضائيات التي عملت بها من قبل؟
هي فلسفة خاصة بالنسبة لي، فمنذ أن تركت إذاعة الشرق الأوسط رغم ما حققته فيها من نجاح، لم أعد أتابعها وكذلك الأمر بالنسبة لإذاعة مونت كارلو الفرنسية، والأمر بالنسبة لي يتعلق بأنها مراحل عشتها وانتهت.
من أشهر برامجك "كوكب الشرق" و "العندليب الأسمر".. حدّثينا عن ذكرياتك فيهما؟
لا أستطيع أن أنسى ذكرياتي الجميلة في هذين البرنامجين وخصوصا لأنني أحدثت طفرة كبيرة في البرنامج الاول من خلال إختصار أغنيات ام كلثوم لعدد قليل من الدقائق من دون حذف أي مقاطع منها، وهذا أمر أحبه المستمعون للغاية. كما ان برنامج "العندليب الأسمر"، تم إعداده بمساعدة من عبدالحليم حافظ نفسه، وهو لم يبخل على الإطلاق بأي معلومات كُنت أطلبها منه، لذلك ذكرياتي جميلة في هذين البرنامجين.
وماذا تقولين عن الفنان الراحل عبدالحليم حافظ بما أنك كُنت قريبة منه؟
فنان مهذب وموهبة كبيرة لا غبار عليها وإنسان يمتلك قلبا ابيض، وكان دؤوبا وقريبا من جمهوره ويسعى دائما لمتابعة آرائهم من خلال الرسائل التي كان يتم إرسالها، ورغم أنني كُنت أطلب منه في كثير من الأحيان بأن سأقوم أنا بإعداد الحلقات، إلا أنه كان يُصر على المشاركة في هذا الأمر.
برأيك.. هل ظاهرة توجه الفنانين لتقديم البرامج صحية أم لا؟
لا اراها صحية على الإطلاق وأنا ضد هذا الأمر للغاية لأنه كما يقول المثل: "إعطي العيش لخبازه"، وفكرة تقديم الفنانين للبرامج هو بمثابة قضاء على المواهب الإعلامية الشابة والمتميزة، وأنا برأيي الشخصي، أعتبر الأمر إعطاء برامج لأشخاص لا خبرة لديهم ولم يدرسوا الإعلام! وهذا أمر سيء للغاية ولا يحق فيهم القول الا أنهم دخلاء على الإعلام.
وكيف ترين برامج ال"توك شو" الموجودة على الساحة في الوقت الحالي؟
الأمر الأكثر غرابة بالنسبة لي هو وجود برنامج واحد فقط على كل قناة من نوعية ال"توك شو" وهذا أمر غير مقبول، فمن الضروري وجود أكثر من برنامج "توك شو" على القناة الواحدة، ولكن الأهم هو أن يكون البرنامج فن حقيقي ويحتوي على رسائل ومناقشات وقيمة من خلال البرنامج نفسه.
وفي النهاية.. هل مازالت بداخلك طموحات لم تُحققيها؟
ليست لدي أمنيات شخصية سوى أن أرى بلدي في أفضل حال، فأنا حققت أحلاما كثيرة في حياتي وسعيدة وراضية بما حققته.