مرة جديدة تسلط الأضواء على مدينة الشمس بعلبك ويجتمع فيها عشاق الفن والحياة. وستحتضن جدران معبد باخوس الأثري في هذا المكان التاريخي، الدورة الأولى من مهرجان بعلبك الدولي للأفلام القصيرة التي تنطلق في 8 أيلول وتستمر حتى 11 ايلول 2017.

وقد أعلنت لجنة المهرجان تفاصيل الدورة الأولى، في مؤتمر صحفي عقد في نادي الصحافة بحضور أعضاء لجنة تحكيم المهرجان المؤلفة من الممثلة جناح فاخوري، الممثلة دارين شاهين، الممثل مجدي مشموشي، المخرج هادي زكّاك ومدير التصوير ميلاد طوق.

وسيتنافس في هذا المهرجان 38 فيلماً قصيراً من 24 دولة من العالم، منها :" لبنان، سوريا، مصر، العراق، ايران، ايطاليا، المغرب، اليابان، بريطانيا، تركيا، الأرجنتين، بنغلاديش، الصين، فرنسا، اسبانيا وغيرها. وفي ختام المهرجان سيتم الاعلان عن الفائزين بجوائز : أفضل فيلم قصير، أفضل فيلم وثائقي قصير، أفضل فيلم رسوم متحركة قصير، أفضل تصوير سينمائي، أفضل تمثيل وأفضل سيناريو.

القائمة على المهرجان مي عبد الساتر

قالت مي عبد الساتر في كلمتها خلال المؤتمر: " انطلق مهرجان بعلبك الدولي للأفلام القصيرة منذ نيسان/أبريل الماضي، عندما فتحت الباب أمام المخرجين لتسجيل أفلامهم في المهرجان من كل بلدان العالم... وفي 30 حزيران أقفلنا باب الترشيح واخترنا 38 فيلماً من أصل 3500 فيلم تقدموا بطلب المشاركة. ويمكن القول انه من 8 إلى 11 ايلول أصبح لدينا مهرجان سينمائي عالمي راقٍ جداً في قلعة بعلبك على مُدرّج معبد باخوس".

وكشفت مي، كيف تمت عملية اختيار الأفلام وقالت:" تم اختيار الأفلام من قبل لجنة متخصصة عملت بسرية من أجل الحفاظ على مصداقية وشفافية المهرجان. تم تقييم الأفلام التي وصلتنا بناء على معايير معينة ومن بعدها تم اختيار أفضل الأفلام لتشارك".

وعن العدد الكبير للافلام المشاركة على الرغم من أن المهرجان هو بدورته الأولى:" اعتقد عندما يوضع اسم بعلبك في أي مكان يضيف الكثير. هذا المكان له وزن وقيمة كبيرتين. كما ان الطريقة التي قدمنا فيها المهرجان للناس كانت محترفة جداً وهذا ما جذب العديد من المخرجين لارسال أفلامهم، هذا الأمر اعطانا دفعاً كبيراً ".

وقد اجاب أعضاء لجنة التحكيم على مجموعة أسئلة خاصة بموقع الفن :

الممثلة جناح فاخوري:

"انا سعيدة جداً بالمشاركة في هذا المهرجان السينمائي لأنني من عشاق هذا الفن. بالاضافة إلى أنني أحب المنطقة كثيراً وللأسف آخر مرة كنت هناك كان في العام 1975 في حفل الراحلين وديع الصافي وصباح ومنذ ذلك الحين لم أقصد المنطقة. انا أشجع الشباب الذين يسعون من أجل اعادة عز بعلبك".

اما عن المعايير التي ستتبعها في تقييم الأفلام فتقول:" سأركز بالتأكيد على الفكرة وما هي الرسالة التي ستصلني من كل عمل وكيف تم تنفيذها وكيف وصلتني. وأنا مهتمة جداً بالأفلام المتحركة".

الممثلة دارين حمزة:

"انا سعيدة جداً بوجود هذا المهرجان وفخورة بخطوة هؤلاء الشباب من أجل اعادة عز بعلبك السينمائي من خلال هذا المهرجان، خصوصاً أنه لا توجد أية صالة سينمائية في المنطقة. انا سعيدة جداً بهذا الحدث كممثلة لبنانية وكشخص يدعم كثيراً السينما وكانسان محترف واكاديمي بهذه المهنة... نحن بلد نحب الفن ونتنفسه ! اشجع كل اللبنانيين ان يشاركوا و أن يزيد عدد الأشخاص الذين يحبون الفن ولندعم المنطقة ونجتمع مجدداً في ليالي الثقافة والفن".

وعن سبب غياب جائزة للموسيقى التصويرية تجيب :" انا اعتقد أن الجوائز التي خصصها المهرجان كثيرة بالنسبة لمسابقة أفلام قصيرة. يمكن أن تضاف في المستقبل ! ولكن أنا بصراحة فوجئت بعدد الجوائز فهناك مهرجانات مخصصة للأفلام الطويلة لا تتضمن هذه الجوائز".

وعن دمج الأفلام اللبنانية مع الأفلام الأجنبية في فئة واحدة علّقت دارين:" عندما تضع أفلاماً لبنانية مع أفلام عالمية فأنت ترفع من شأن ومستوى الفيلم اللبناني وهذا يخلق نوعاً من التحدّي لدى المخرجين اللبنانيين ويدفعهم للمثابرة والاجتهاد وبالتالي انا أرى ان هذا الأمر هو دفع إلى الأمام. من جهة ثانية، حين يتعلق الأمر بالأفلام القصيرة، يمكن اعتبار أن كل هذه الأعمال متقاربة لأنها غالباً ما تكون أفلام طلاب جامعيين ولا تُخصّص لها ميزانيات ضخمة وبالتالي يؤدي ذلك الى ظهور الابداع الموجود عند صاحب العمل".

وعن غياب الأعمال السينمائية الخليجية (الاماراتية والسعودية)، مقابل تواجد الأعمال الايرانية تقول:" ببساطة لأنه لا توجد صناعة سينمائية في السعودية. وفي المقابل الأعمال الايرانية تحصد الجوائز العالمية والسينما صناعة متطورة جداً لديهم. لا يوجد أي تبرير سياسي لهذا الموضوع لأنه فني بحت".

وختمت:" سأركز في تقييمي للأفلام على الشفافية في العمل وكيف استطاع الكاتب والمخرج أن يوصل فكرته من دون تضخيمم. من الجيد أن يكون المخرج ملم تقنياً ولكنني أميل إلى المخرج الذي لديه ما يقوله وهو صادق مع نفسه والذي يستطيع ان يوصل رسالته بطريقة ذكية وصادقة".

المخرج هادي زكّاك :

"هذه المبادرة اليوم، تندرج في اطار اعادة السينما إلى المجتمع خصوصاً انها ليست فقط ترفيهية وانما ذات علاقة بالشأن الثقافي. وللأسف هناك العديد من المناطق في لبنان التي لم يعد فيها صالات سينمائية كما باتت الأفلام شبه محصورة بالأفلام الأميركية التجارية. وأهمية هذا المهرجان تكمن أيضاً في اعادة السينما إلى بعلبك، هذه المدينة التي أصبحت مرتبطة بصور محددة وبات المهرجان الفني الصيفي ضيفاً عليها من دون أن يتفاعل معها بشكل مهم. من هنا أهمية هذه المبادرة الصادرة من أهل بعلبك من أجل اعادة السينما إلى مدينتهم".

وأضاف:" انا ساحاول عند تقييم الأفلام على الدمج بين الناحية الاكاديمية والعملية. وسأركز على كتابة النص، التصوير والصوت واستخدام الموسيقى ... كما سأرى كيف تم استخدام كل هذه المكونات في الفيلم".

​​​​​​​مدير التصوير ميلاد طوق:

"عندما طلبوا مني المشاركة في لجنة التحكيم لم أتردد أبدا لعدة أسباب منها أنني احب بعلبك وأحب أهل هذه المنطقة وأهل السينما أيضاً. بالاضافة إلى أننا في لبنان أصبحت كل نشاطاتنا تنحصر في منطقة واحدة وهي بيروت. اعتقد أهمية هذا المشروع هي بابتعاده عن بيروت وأنه يحصل عند أشخاص يستحقون أن يشاهدوا السينما".

وتابع:" من الصعب جداَ أن تكون حكماً وتحكم على عمل مخرج من دون ان تعرف كيف كانت ظروف تحضير العمل وما الذي مر به المخرج. فنحن نرى النتيجة في النهاية. لقد شاركت في العديد من المهرجانات وكنت ضمن لجان تحكيم ولكنني وجدت أن هذا المهرجان مميز وفيه الكثير من الأفلام التي تستحق الجوائز، وأظن ان المهمة ستكون صعبة جداً".