حمل خبر الاعلان عن استشهاد العسكريين المخطوفين رحاله من خيمة الاهالي الى باحة سراي بعبدا الاثري، وكاد الحزن الشديد ان يسبب بإلغاء الليلة الاخيرة من مهرجان بعبدا الصيفي ولكن ارادة الحياة حالت دون ذلك، اطلت عضو بلدية بعبدا-اللويزة الاعلامية سينتيا الأسمر على المسرح امام جمهور اكتظت به المدرجات مفتتحة الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ، تلاه الوقوف دقيقة صمت على راحة انفس شهداء الوطن ، ووجهت الاسمر تحية لأهالي العسكريين الابطال الذين رفعوا بشهادتهم جبين الوطن وسطروا بدمائهم اسمى معاني البطولة.
والبداية كانت حدثاً، إذ أشعلت الفنانة باسكال صقر الحضور على وقع اغنية "رشوا الفل العسكر طل" وبوابل من التصفيق اكملت بحرفية وتميّز بأغنياتها الوطنية: "وطني"، "صبوا فوقك النار"، "ارضك الكرامي"، " يا حامي الحمى"، "من قلب الدمار" وغيرها وبطلب من الجمهور وقوفاً ادت بصوتها الرائع اغنية "وعد يا لبنان" للرئيس الشهيد بشير الجميّل، كما وجهت تحية للموسيقار ملحم بركات من خلال اغنية "غربوا" فأبكت الحضور بإحساسها العالي حين خفتت النوتات الموسيقية بقيادة المايسترو جاك حداد لينسكب صوت باسكال كالماس على انغام مقطع "بكيت الياسمينة خلف حجار الدار..." لتثبت مرة جديدة بحضورها الآسر وصوتها الكبير أصالتها بالطرب والفن الحقيقي النادر.
واهتزت بعبدا على وقع اقدام الفرسان الاربعة سيمون عبيد، ايلي خيّاط، جيلبير جلخ ونادر خوري الذين اعتلوا خشبة المسرح فبهروا بشعاع أنوارهم ليل الوطن على انغام "نزل الجيش" فوقف الجمهور وعلّت ألاصوات متأثرة بحضورهم الكبير الاستثنائي، وتوقفت الموسيقى ليوجهوا تحية إجلال وإكبار الى ارواح شهداء المؤسسة العسكرية بكلمات مؤثرة وغصّة كبيرة، وبحناجرهم الذهبية استكملوا فغنوا الحب والوطن وحنين الفولكلور ومجد الطرب، فتميّز كل واحد منهم: سيمون عبيد بصوته الرائع الاستثنائي الحنون وبحضوره الراقي الذي يحملك الى الحنين للعصر الذهبي للأغنية اللبنانية، ايلي خياط بشموخه وعظمة صوته الطربي المميز الذي يأسر المتلقي بين الحلم والحقيقة ليعلو به الى حيث النجوم، جيلبير جلخ بالإضافة الى رخامة حنجرته وأصالة صوته الذي يفوق اعلى الطبقات تميّز بهضامته وخفة ظله على المسرح، اما نادر خوري حيث الطرب الاصيل وخشوع الصلاة يولدان معاً في حنايا صوته النادر دخل القلوب من دون استئذان، فكان الفرسان الاربعة مسك ختام مهرجان بعبدا الصيفي 2017 الذي نظمته بلدية بعبدا-اللويزة للسنة الثانية على التوالي من اخراج جان كيروز.