في بيت الدين اللقاء، من حيث حكم الأمراء ، وفي المهرجانات التي كانت من أوائل الإحتفالات اللبنانيّة بالحياة بعد إنتهاء الحرب.
صعدت ماجدة الرومي على المسرح الذي بات يعرفها جيداً، ويستعد بكل قواه الإبداعيّة لسماعها تغنّي حتى يستحيل الفجر بدجاه. لفتنا جداً أداء ماجدة الرومي التي وإن شاهدتها في عدة مهرجانات، تشعر في كل مرة بأنها أول مرة تشاهدها في حفلٍ عام، لأنها متجددة كالصوت النابع من عمق الروح. جماهيرها حضرت بشغف الإعجاب، التحضيرات إكتملت بمهنيّة العمل، والآذان تحضّرت كما القلوب والعقول للإستماع إلى "السيّدة" تغنّي.
"لا تسأل" من الأغاني التي إعتقدت ماجدة الرومي أنها ليست بشهرة باقي الأغاني، وقد أبدت إستغرابها من معرفة الناس بها وتردادها معها، الأغنية والتي هي من إبداع مروان خوري و توزيع ميشال فاضل، رافقتها أصوات التصفيق ودندناتٌ جماهريّة. "كلمات" الأغنية المدموغة في ذاكرة الناس و التاريخ الفنّي ، أدّتها ماجدة بروعةٍ أكبر، فالتوزيع الموسيقيّ كان مختلفاً بسبب وجود فرقة أوركستراليّة كبيرة ، التغيير في التوزيع طبعاً إنطبق على كل الأغاني "أنت و أنا"، "عيناك" ، غزل" ،"غمض عينيك" ، "لا تغضبي" وهي الأغنية التي تعتبرها ماجدة من أهمّ إبداعات والدها حليم الرومي، فذكرته وقالت إنه حاضر دائماً. ماجدة التي تعتبر المسرح منبراً للصوت غناء وكلاماً، أبدت سعادتها ورضاها بموهبة الصوت لأنها نعمة من الله تُسعد صاحبها والناس أجمعين، كما أضافت قائلةً :"أتمنى أن أحافظ على هذه النعمة". ماجدة التي تتحدث كما تُغني بعمقٍ وروحٍ فلسفيّة ، صرّحت بأنها تُحب الآلة لكنها تفضّل القلب. الخاتمة مسك مع الماجدة، التي غنّت "يا بيروت" فغابت الدنيا عن لحظتها، وصارت اللحظة لحماسة الحياة، جرح الماضي وأمل الغد.
ولأن مشاعرنا وآذاننا كانت موجّهة الى ماجدة، أعطينا الفرصة لأعيننا للتركيز على الإضاءة الرائعة، والتي تدلّ على حرفيّة كبيرة في التنظيم . الهندسة الصوتيّة مضبوطة وموجّهة بإمتياز التركيب، كما أن التنظيم اللوجستي كان محترفاً أيضاً ، يعود الفضل طبعاً للجنة التنظيميّة ، وعادةً ما تكون هذه التفاصيل هي الأهمّ في تصنيف المهرجانات في لبنان.