فادي حداد، اسم لمع في مجال تصوير الأغاني، حيث وقّع العديد من الاعمال لعدد من أهم الفنانين اللبنانيين والعرب. وعلى مدى سنوات، استطاع فادي ان يؤسس شركته الخاصة التي تعنى بمجال انتاج وتصوير كل الأعمال. ولكن ماذا يقول اليوم عن الأزمة التي يشهدها مجال تصوير الأغاني خصوصاً في ظل اعتماد عدد كبير من الفنانين على ما يعرف بالـ "Lyrics Video" ؟ وهل يفكر جدياً بخوض تجربة درامية بعد امير الليل ؟ وماذا عن الفيلم السينمائي الذي انتهى من كتابته؟ كل التفاصيل في هذا اللقاء الصريح والمميز مع المخرج فادي حداد.
نلاحظ في الآونة الأخيرة، اعتماد الفنانين على ما يسمى "Lyrics Video" للترويج لأغنياتهم، هل نحن على مشارف انتهاء وزوال مجال الأغاني المصورة "الكليبات" ؟
هذا المجال ليس إلى زوال أبداً ! هذا النوع من الفيديوهات بدعة اخترعوها وهي عبارة عن تنفيذ فيديو يتمضن صور الفنان مع كلمات الأغنية، ولكن هذه الفيديوهات لا تُغني عن تصوير الكليبات ابداً.
ولماذا يعتمدها الفنانون ؟
هذا النوع من الفيديوهات، هو هروب من تصوير الكليبات كي لا يتكلف الفنان المال على تصوير أغنيته، من يستمتع بمشاهدة كلمات
الأغنية !؟؟
وهذه الفيديوهات تضر بسوق الكليبات ؟
بالفعل يتأثر مجال تصوير الكليبات بهذه الموجة، وكل صناعة تمر بمرحلة جيدة وأخرى سيئة فتصوير الكليبات هو صناعة، ولكن برأيي لا يمكن الاستغناء عن الأغاني المصورة.
اذا هناك مشاكل في مجال تصوير الأغاني ؟
أكيد هناك مشاكل مادية في كل السوق. ولكن نحن لا نزال نحارب من أجل بقاء هذا المجال والجمهور يطالب الفنانين بكليبات لكن ليس كل الفنانين يدفعون من أجل تصوير اغنياتهم بسبب غياب شركات الانتاج والاعتماد أكثر على الشركات الراعية "Sponsor" والا فإن الفنان لا يستطيع تصوير كليب.. وبالتالي، بعض الفنانين لا يريد أن يدفع من ماله الخاص من أجل تصوير كليب بل ينتظر تأمين "sponsor" من أجل تصويره.
كنا نلاحظ في السابق أنه على مدار السنة هناك كليبات تطرح.. بينما تمر اليوم فترات لا نشاهد فيها أي كليب على الشاشة، حتى ان بعض الفنانين يطرحون ألبوماتهم من دون دعمها بكليب !
كما سبق وقلت، هم يعتمدون الفيديوهات "Lyrics Video"، ويطرحون 8 كليبات من هذا النوع دفعة واحدة. ويلجأون في هذه الفيديوهات إلى اعتماد صور من جلسة تصوير خاصة تكلفهم أقل بكثير من ثمن كليب واحد. ولكن اريد أن الفت النظر إلى ان هذا الأمر لا يحصل فقط في لبنان وانما أصبحت هذه الظاهرة عالمية. في المقابل، أنا واثق من ان مجال الكليبات سوف يعود إلى سابق عهده. نحن نحارب من أجل بقاء هذه الصناعة !
الا يتحمّل المخرجون مسؤولية في هذا الأمر ؟
كلا، لا أحد يتحمل المسؤولية ! الوضع الاقتصادي في الشرق الأوسط هو السبب. ونتيجة هذا الوضع أصبحت شركات الانتاج لا تصور الكليبات الا بوجود رعاة وفي المقابل مل الفنانون من وجود "sponsors" في كليباتهم في كل مرة، فلم يعد من المستحب ادخال 2 أو 3 "سبونسيرز" في كل كليب. ولا تنسى أيضاً ان الحفلات الفنية إلى تراجع أيضاً في العالم العربي وبالتالي مدخول الفنانين أيضاً يتراجع.
وما هو الحل ؟
الحل في دراسة جديدة أقوم بتحضيرها حالياً تهدف إلى تخفيض سعر تصوير الكليب من دون تراجع النوعية. نتواصل مع كل السوق والصناعات المرتبطة بمجال عملنا، من أجل خفض الأسعار لكي يتمكن الفنان من تصوير كليب بكلفة أقل ولكن بجودة ونوعبة عالية. ومن اهدافنا أيضاً إعادة سوق تصوير الأغاني إلى لبنان لأنه في الآونة الاخيرة بدأنا نلاحظ توجه بعض الفنانين إلى تصوير اعمالهم خارج لبنان.
انت من المخرجين الذين يصوّرون خارج لبنان ؟
لأن كلفة التصوير أقل ! أنا أول من توجه للتصوير في اوروبا وتركيا وأوكرانيا ورومانيا ! بصراحة انهم يقدمون عروضا مخيفة ! هنا لا تزال الأسعار مرتفعة جداً وأنا أقوم بدراسة لمحاولة خفض الاسعار ليعود سوق الكليبات إلى لبنان. انا من ناحيتي لدي خطة ولن أسمح بان يموت السوق في لبنان. وقد جهزت 6 مشاريع، من دون ذكر أسماء، ستعيد المنافسة إلى المجال وستشجع العديد من الفنانين والمخرجين على تصوير الأعمال مجدداً.
لديك الاستديو الخاص بك ولديك فريق عمل كبير، هل تستطيع الاستمرار بهذه الظروف ؟
انا المخرج الوحيد في العالم العربي، الذي يملك أكبر "Production House" يحتوي على كل أدوات التصوير والانتاج. وهذه الأدوات انا اشتريتها ويتوجب علي ان أفي ثمنها. ولكن أنا لن أقبل أن ينتهي هذا المجال.. بل أفكر يومياً بالطريقة التي تخوّلني الاستمرار من خلال تخفيض الأسعار من دون التراجع بالنوعية، لن أدع هذه الصناعة تموت !
من سيكون أول المستفيدين من هذه الخطة ؟
كما قلت لك، لدي 6 كليبات قيد التحضير لكنني أتحفظ حالياً عن ذكر الأسماء. لكن عندما تُطرح هذه الأعمال سوف تشاهدون أفضل نوعية كليبات بأسعار مدروسة جداً تناسب الطرفين. هدفي ليس فقط السوق المحلي بل أريد أن اشجع الاجانب على الحضور إلى لبنان والتصوير هنا. انا عتبي على وزارة السياحة التي لم تقم بحملة حقيقية لتشجيع السياحة في لبنان.
هل هذه رؤية مشتركة بين كل المخرجين؟ هل انتم متّحدون حول هذه المبادئ التي ذكرتها ؟
ظروفي مختلفة، فأنا لديّ شركتي وخطّي في العمل. انا أشعر بالسعادة عندما يُصوّر أي مخرج عملاً في لبنان وليس لديّ مشكلة مع هذا الموضوع. كان الأشقاء العراقيين يصوّرون اسبوعياً 12 او 13 فيديو كليب في البلد، لكنهم غادروا بعدما رُفعت الأسعار بشكل كبير. هذه مصلحة كبيرة جداً من المؤسف الا تدعمها وزارة السياحة وتشجع الناس على التصوير في لبنان، أفضل كليبات في الوطن العربي تخرج من لبنان !
بعد اعتذارك عن تصوير مسلسل "امير الليل"، متى سيدخل فادي حداد مجال الدراما والسينما؟
أنا يجب ان أدخل مجال الدراما. لم أُوفق بأمير الليل، ولكن اليوم لدي نصّين بين يدي قيد الدرس، أحدهما سوري والآخر لبناني. وأفكر جديًا بفتح قسم في الشركة خاص بالدراما والمسلسلات. ولكن هدفي الأساسي ان أدخل هذا المجال وأقدم شيئاً جيدا وليس لمجرد خوض التجربة. اما في ما يتعلق بالسينما، فكل مخرج يطمح الى تصوير فيلم من توقيعه. انا كتبت فيلمين منذ أربعة أعوام وارغب كثيراً بتصويرهما ولكنني أنتظر الوقت والظرف المناسبين للتصوير. كما أنني اتطلع الى ألا يكون انتاجهما شخصياً لأن وضع البلد لا يسمح بل اتمنى أن أجد شركة انتاج تتولى هذه المهمة.