بعد سنوات من المعاناة مع المرض، توفي المخرج اللبناني جان شمعون مساء أمس في منزله بـ بيروت.
ولد جان شمعون في البقاع شرق لبنان في العام 1944، ودرس السينما في بيروت ومن ثم في فرنسا حيث تأثر بأجواء الثورة الطلابية في فرنسا (أيار/مايو 1968)، وأخرج مجموعة من الأفلام منها ما نال جوائز في مهرجانات عالمية.
وهو متزوج من المخرجة الفلسطينية مي المصري ولهما مجموعة من الأفلام المشتركة.ومن أعماله “طيف المدينة”، و”رهينة الانتظار”، وأحلام معلقة”، و”بيروت جيل الحرب” و”مصابيح الذاكرة”، و”يوميات بيروت”.
يُقام قداس وجناز لراحة نفسه يوم السبت 12 آب الجاري، في كنيسة مار تقلا الحازمية، عند الحادية عشرة قبل الظهر. وتُقبل التعازي قبل الدفن وبعده في صالون الكنيسة. كما تُقبل التعازي يوم الأحد 13 آب في "جمعية خرجي الجامعة الأميركية" - الوردية، بيروت، بين العاشرة صباحاً والسابعة مساءً.
يعد شمعون من مؤسسي السينما الوثائقية في لبنان الذي صور في أعماله محطات من الحرب وما تفرّع منها من قضايا ما زالت شائكة في هذا البلد، فقد وثّق جان شمعون في أفلامه محطات مهمة من تاريخ الحرب اللبنانية (1975-1990)، منها الإجتياح الاسرائيلي وحصار بيروت في العام 1982، وحصار ميليشيات لبنانية للمخيمات الفلسطينية بعد منتصف الثمانينيات، وقضية المخطوفين والمختفين في سنوات الحرب.
شارك الراحل في البرنامج الإذاعي "بعدنا طيبين، قول الله" في بدايات الحرب الأهلية، وقد شكّل شمعون مع زياد الرحباني ثنائيّاً ناجحاً من خلال تناولهما الوضع السياسي والاجتماعي لبنانياً وعربياً بأسلوب ساخر، أقنع السيدة فيروز بتصوير فيلم عنها وقبلت بعد محاولات عديدة إلا أنه لم يكمل الفيلم بسبب تصاعد حدة الحرب وانهماكه بالأفلام الوثائقية.
وينتمي شمعون لجيل من الفنانين اللبنانيين، والسينمائيين خصوصا “التزموا القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، في أعماله.
بعد عام على الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، أنطلق جان شمعون مع نادي “لكل الناس″ في جولة على القرى اللبنانية في مختلف المناطق لعرض فيلم “طيف المدينة” الذي كان “يثير قضايا الحرب ويفتح باب الأسئلة والنقاش مع الناس حول ما جرى خلالها بشكل لا يخلو من الانتقاد، وإذا كانت الجديّة تطبع أعمال جان شمعون التي تتمحور حول القضايا التي كان يؤمن بها، والهواجس والأسئلة تساوره بإستمرار، إلا أنه في حياته اليومية كان “سيّد السهرات في المزاح والسخرية، وكانت روح النكتة هي الطاغية على شخصيته”.
من أسرة الفن نرجو من الرب أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.