لقاء الفنان العراقي كاظم الساهر مع الجمهور اللبناني أصبح موعداً سنوياً ينتظره كثيرون. ومما لا شك فيه، ان حفل الساهر ضمن مهرجانات اهدنيات له وقع خاص وسحر يترجم بنفاذ البطاقات منذ الاعلان عن الحفل.
يقف القيصر سنويا، وسط طبيعة اهدن، أمامه الجمهور، خلفه الأشجار وفوقه السماء والنجوم والغيوم .. قد يعتبر البعض أن هذا الكلام مجرد وصف لكنه بالفعل لوحة تُرسم سنوياً لليلتين متتاليتين.
للسنة الخامسة على التوالي، يستقطب الساهر جمهوراً كبيراً تخطى 8 الاف شخص، يتوافدون من جميع المناطق اللبنانية وحتى من الدول العربية والاغتراب، ليسهروا معه في ليلة رومنسية بكل تفاصيلها.
قدّم الساهر باقة من أغنياته القديمة والجديدة، فغنّى "أراضي خدودها"، "زيديني عشقاً"، "كوني امرأة خطرة"، "شؤون صغيرة"، "عيد العشاق"، "هل عندك شك"، "هذا اللون"، " مستبدّة"، "لجسمك عطر"، "يا رايحين لبنان"، فأخذ جمهوره الى عالم من الرقة والابداع والخيال.
وطبعاً لا يكتفي الجمهور بما قدمه الساهر، بحيث تسمع دائماً في المدرّجات امرأة تصرخ بأعلى صوتها وتطلب منه أغنية من أغانيه مثل "المحكمة"، "ليلى"، وغيرهما، وكان الساهر يردّ بخجل :" ألا تريدون سوى القصائد .. هذا يتعبني !". ولكن تبقى الأصوات تصدح في المكان مطالبة الفنان العراقي بأغانيه الرومنسية التي غنّاها من قصائد الشاعر الراحل نزار قباني.
من ناحية أخرى، اعتلاء الساهر مسرح اهدنيات أصبح يشعره براحة كبيرة تظهر بشكل جلي على ادائه. فهو كان يقف مرتاحاً على المسرح، يتبسم ويحاول اختراق قوة الاضاءة واستراق النظر الى وجوه بعض الحاضرين. بالفعل كان الفنان كاظم الساهر هو المضيف في هذا المهرجان، كما قال المنظمون. حتى انه اقدم على لفتة جميلة تجاه جمهوره الكبير، واعتقد انها المرة الأولى التي يقوم بها، اذ توجّه اليهم طالباً بكل رقيٍّ وتواضع: " ممكن ناخذ الصورة سوا"؟ فردّ محبّوه بتصفيقٍ حاد مُرحّبين بهذه الفكرة.
ويبقى الفنان العراقي كاظم الساهر، واحداً من أهم الفنانين الذين يُحيون حفلات في لبنان تلقى اقبالاً كبيراً ولا تضطر فيها ادارة المهرجان إلى "تأمين جمهور" في الساعات الأخيرة من أجل دعم الحفل وانقاذ صورة الفنان الذي يظنه البعض شباك تذاكر !