كثرت هذا العام المهرجانات اللبنانية وهذا طبعا دليل صحة، ونحن بدورنا لطالما دعمنا مهرجانات بلادنا وشددنا على ايادي كل من يقيم حركة فنية سياحية بوجه الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد.
ولكن هل القيّمين على هذه المبادرات والمهرجانات يبادرون بالمثل؟ الجواب هو لا ، وهذا ما حصل مؤخرا في مهرجانات الارز الدولية، التي تعتبر الاضخم من حيث الانطلاقة هذا العام ، الا ان الضخامة لا تعني الحرفية في التعامل، مثلا لنروي واقعة حصلت فعلا مساء السبت، اي عند انطلاق المهرجان في الاوبريت الفني الوطني. كان من المقرر ان ندخل لكواليس الحفل حسب ما أكدت المنسّقة الاعلامية للمهرجان، لنقوم بالانتقال مع فريق عملنا بالكامل من بيروت الى بشري، وقبل وصولنا، اتصلنا لنؤكد حضورنا، وكانت المنسّقة تُرحّب بنا وتنتظرنا. وإذ، ولدى وصولنا الى المدخل المخصص لنا، عرفنا ان الاسماء غير موجودة وعلينا ان ننتظر لدقائق عديدة كالمتهمين بجريمة، وإضافة الى ذلك والاهم، أنهم فجأة ومن دون سابق انذار، قرروا عدم السماح بإدخال الكاميرا الى الكواليس، خلافا عن الاتفاق المسبق، والحجة كانت: "اتخذنا قرار عدم التصوير في الدقائق الاخيرة، ولا يمكننا مجادلة الأمن، عذرا".
وبعد المحاولات التي باءت بفشل التصوير، اكتشفنا ان مقاعد الصحافة هي في آخر المدرّجات أي أن المسرح يبعد امتارا عديدة ولا يمكننا الرؤية بوضوح.
أي ضخامة هذه الخالية من الحرفية ؟! أيعتقد أولئك أن الصحافة مجرد وسيلة للترويج لاعمالهم التي يتقصّدون منها الربح المادي تحت غطاء الوطنية وحب الوطن؟ وهل السلطة الرابعة هي مكسر العصا؟ هذه السلطة التي لطالما دعمتهم وروّجت لبرامجهم من خلال تغطية مؤتمراتهم الصحفية بعد اصرار شديد منهم؟ وهل المهنية تقول ان يصدر قرار بعدم التصوير في الدقائق الاخيرة؟
بالاضافة الى كل ذلك، تلقّينا العديد من التعليقات التي تنتقد كل هذا التبذير والمبالغة في المفرقعات والمصاريف الباهظة التي واكبت النقل المباشر والتي وبحسب قول تلك الرسائل، ان هذه المصاريف يمكن ان تعيل عائلات كثيرة في بشري هي بحاجة اليها اكثر وهي أهم بالنسبة اليهم.
إذأً، مهرجانات الارز هذا العام لم تكن بأفضل حالاتها! وعلى القيّمين على هذا المهرجان ان يعيدوا حساباهتم وان ينظروا الى مهنيتهم في الاعوام المقبلة، إحتراما لاسمه ولارزتنا.