يستطيع النجم المصري تامر حسني أن يخلق حالة خاصة كلما اصدر عملا فنيا جديدا، تامر صاحب الموهبة الكبيرة في التمثيل والغناء وصاحب الكاريزما العالية التي ينقلها من وراء الشاشة الى امامها ويدخل بتواضعه ومحبته قلوب كل من يصادفه.
تصدّر تامر المركز الأول بإيرادات الأفلام في موسم عيد الفطر في فيلم "تصبح على خير".
شاهدنا الفيلم مؤخرا كما اننا لم نندم على دخولنا صالة السينما لمشاهدة الفيلم من باب الحشرية كما التسلية .
قصة "تصبح على خير"، قصة جديدة ومبتكرة ومن اجمل ما يمكن ان تكون فيه الاعمال. وأن نشاهد عملا مختلفا لا يشبه اعمال سابقة، هو انجاز في زمننا الحالي حيث عصر الاقتباس وتشابه الافكار. قصة رجل اعمال غني جدا يعاني من مرض نفسي و اكتئاب بسبب عدم استطاعته ان يكون أبا وتبقى فرحته ناقصة دائما، يتعرف على صاحبة مشروع تدّعي انه سيعطي سعادة للبشرية وهو يعيش من خلاله الحلم ويقتبس الشخصيات ، اندمج حسام (تامر حسني) في هذه الشخصيات وعاش المغامرات ليكتشف اخيرا انها مجرد خدعة من زوجته التي تريد سرقة امواله.
القصة والحبكة رائعتين ، استطاع تامر ان يعيش حالات كثيرة في الفيلم واثبت عن نضج تمثيلي ملفت، في تنقله بين الرجل الغني العصبي والمحبَط و الرجل الشعبي (في الحلم) الذي يسرق و"يصيع"، وكان واضح البذخ على هذا الفيلم من خلال الديكورات وتغيير الشخصيات وما يتطلبه ذلك من انفاق للاموال لتحقيق لوك كل شخصية بالشكل المتكامل والمطلوب .
عند متابعتنا لاحداث الفيلم، نشعر ان هنالك قصة فعلا عميقة تنتظرنا بالنهاية ، قد تجعلنا نخرج من السينما بنظرة جديدة لبعض افكارنا: الانتقال بين الرجل الغني والفقير والتفتيش عن السعادة بين الحلم والواقع والكثير من الموضوعات العميقة التي يمكن ان نعيشها في الفيلم لنصاب مع نهايته بدهشة قد تصل الى خيبة الامل حين نكتشف ان الموضوع مجرد خدعة وخيانة زوجية من اجل المال . يحصل (حسام) على حقه ممن خدعوه من دون ان نعرف ما اذا كان قد شفي من مرضه النفسي أم لا أو كيف انجرّ الى كل هذه المتاهات رغم أنه رجل ذكي جدا.