أنجي جمّال، مخرجة لبنانية ارتبط اسمها بالابداع، فهي قدّمت في السنوات الاخيرة كليبات كانت حديث الناس من حيث فكرتها المبتكرة، والفخامة والتقنية العالية في الصورة، اضافة الى عدة مميّزات أُخرى، فأصبحت المسؤولية تلاحقها.
كليبات كثيرة لا تشبه اي اعمال اخرى، كان آخرها كليب النجمة اليسا:" عكس اللي شايفينها"، الذي شكّل الموضوع الفني الاكثر تداولا في الآونة الاخيرة......
عن تفاصيل هذا الكليب، كان لنا لقاء خاص مع أنجي جمّال..
"عكس اللي شايفينها"، هو الكليب الرائع الذي يحصد ملايين المشاهدات والاعجابات، اخبرينا عنه..
كالعادة، أُعطي الكليب كل ما استطيع ان اعطيه. ولدى سماعي اغنية:" عكس الي شايفينها"، احببتها طبعا، وانا اميل دائما للاغنيات الرومنسية واحب ان اصوّرها شخصيا. اليسا قالت لي إن الاغنية حققت انتشارا واسعا وملايين الناس استمعوا اليها، فشعرت عندها بمسوؤلية كبيرة كالمسؤولية التي شعرت بها حيال اغنية:" يا مرايتي". ملايين الافكار خطرت في رؤوس الناس عن الاغنية، فشعرت مجددا بمسؤولية كبيرة وكان لديّ تحد بأن اقدم شيئا جديدا كي أخرجهم من الافكار التي رسموها للاغنية واعطيهم فكرة جديدة يحبونها.
أحب القصص الحقيقية ، فأنا حين اقرأ او اشاهد فيلما أميل الى القصص الواقعية، اشعر انها تُمثّلني اكثر، لذلك ما إن حملت "اللابتوب"، وكتبت على غوغل عائلة ارستقراطية لبنانية وقصة حقيقية، جاءت الفكرة، لا اريد ان اتابع اكثر لاسباب معينة. تذكرت حينها المرأة التي أتناول قصتها بالكليب، وتذكرت كم كنت أشاهدها وأحبها وأردت أن أعرف عنها أكثر.
رأينا اليسا تمثّل بكل ما لديها من أحاسيس: كنجمة وكأم وكزوجة وفاجأتنا، اخبرينا عنها اكثر..
فاجأتنا وفاجأت نفسها ايضا، لا انكر ان السبب الرئيسي انها احبّت الفكرة من الاساس وكان لديّ رعب من الفكرة، فقلت لها يجب ان تسميعها بقلب وعقل مفتوحين واتمنى الا تفهميني خطأ، قلت لها إنها قصة راقصة لبنانية وأخبرتها من . أحبّت الفكرة كثيرا، ومن خلال معرفتي باليسا، لأن هذا هو التعاون الرابع بيننا، لا اخاف من ان اقدم لها فكرة جديدة، ففي:" يا مرايتي"، مثلا، تجرّأت و"دفشت"، الحدود الخاصة بها اكثر، بعدها تجرأت أن أُقدّم معها "عكس اللي شايفينها"، واكتشفت انها انسانة تعطي من قلبها وتقدم كل ما يتطلبه عملها. لذلك لا شك لدي انها ستعطي الكثير للفكرة ، ولكن خفت من ان يكون لديها تحفظ على قصة راقصة لبنانية، اعتقد انها قالت لي: "أنجي ما تفكري اني رح ارقص"! فشرحت لها قصة حياتها فعشقت الفكرة، وانا وهي حاربنا كي يكون هذا الامر حقيقيا، المشروع مطروح منذ ستة اشهر ونحن لم نصدّق حتى الان اننا قمنا به، حتى طوني سمعان الذي كان من اهم الداعمين للمشروع والفكرة وأخبرته القصة من قبل، وأحبّها،،هو ايضا لا يُصدّق ما قُمنا به، وهو يسمي هذا المشروع our baby، لم يكن الامر سهلا.
ما هي العراقيل التي واجهتكم؟
لا يمكنني ان اتحدث عن ذلك، لكن ما استطيع قوله ان هناك sponsors يموّلون المشروع. الكليب يحدث في التسعينيات، واليسا لا يمكن ان تتعامل مع اي منتج، إذ يجب ان يبدو الامر اننا في التسعينات ولا نريد ان نظهر:" fake". إن موضوع "السبونسرز" دائما ليس سهلا، ومن الصعب جدا ان توفّق بين المنتج وبين الفكرة التي تطرحها بطريقة طبيعية ، التمويل كان أحد أكبر الصعوبات.
وهل كان الحل في الصحافي الذي وصل الى بيروت ويحمل هاتفه ويخبر قصته..
انا من الاساس وضعت الصحافي في القصة و اخترت هذه العوامل لكي اتفادى الموضوع الخاص بالتمويل.
حين حاولت ان أتعرّف على قصّة تلك الراقصة، لم اجد الاّ مقالا واحدا عنها، الّا انه كان كافيا لأن أعرف وأفهم معاناتها. وعلمت ان صحافيا كان معجبا بها ولديه مشاعر تجاهها. لقد كانت امرأة لديها ما يكفي من الجمال.
كانت لديها مأساة تجلّت بوفاة ابنها في بركة السباحة، فتناولت ادوية مهدئة.... ألا تخشيّن من ان يكون هنالك شيء غير حقيقي وتواجهي اعتراضا من اهلها؟
انا قلت إننا استندنا الى قصة واقعية ولم اقدم تسميات من اجل كل تلك التفاصيل، لا اريد ان اتحدث عنها لانني لم اتحدث قبل مع اي احد مقرّب منها او من اقاربها ولم اتعرف عليها من خلالهم. انا تخيّلت، وبالنسبة الى المهدئات مثلا، علمت بانها تتناولها في تصريح منها في المقال الذي ذكرته في السابق، والذي قالت فيه إنها رأت ابنها في الحلم، وقالت انها مدخنة وانها نسيت سيجارتها متقدة ورأت ابنها يقول لها انتبهي الى نفسك من الحريق، فقالت انها شعرت بوجود ابنها معها. كل هذا كان وحيا بالنسبة إليّ ولم اخترع اي شيء شخصيا.
اليسا ايضا ليست مدخنة ولا تطيق التدخين على حد علمنا؟
لم احتج ان اقنعها حتى بالموضوع، هي محترفة وبمواصفات عالمية بالعمل ولا تقف عند اي تفصيل، حتى الشموع اطفأتها بأصابعها رغم ان هنالك حلولا ، هي لا تعلق على تفاصيل صغيرة.
اليسا تحب داليدا، فهل هذا شجعها كي تمثل حياة داني بسترس كونها تشبهها؟
فكّرت بالامر نفسه حين قدّمت الفكرة وقلت لها هذا الشيء ، المرأة التي أخبرت قصتها ايضا يمكن اعتبارها مارلين مونرو النسخة اللبنانية، بالنسبة إليّ، وهي مثال لكل امرأة تحت الاضواء او اي فنانة نجمة، والناس التي لا تظهر حقيقتها دائما وفي داخلها هنالك وجع لانهم أشخاص مثلنا واعتقد ان وجعهم يصبح اكبر .
واتمنى اليوم من كل شخص يعاني ان لا يلجأ للمهدئات لأن هنالك الكثير من الحلول موجودة على الانترنت، فنحن في العام 2017 .
تأخذين الفنانين الى التمثيل دائما..
احب القصص ومعروف عني اني اخبر القصص بالكليب، والتمثيل عامل اساسي فيه، ولكني لا انسى ال glamour واللقطات الجمالية.
رأينا اليسا جميلة حتى خلال بكائها..
هذا رائع ، وهذا صعب، ولكن كون هنالك خبرة بيننا اعرف مصادر قوتها وتعرف مصادر قوتي.
هل توقعت كل هذه التعليقات الايجابية على الكليب لاسيما من الفنانات..
شعرت وكنت متحمسة لان يصدر الكليب وكنت اعرف ان هنالك صدقا بالكليب لانني وصلت لنضج كبير بالكليبات ونجاحي مشترك مع كل الفريق، توقعت نجاحه ولكن السرعة التي نجح فيه كانت مرعبة، خفت حين شاهدت الذي يحصل، لم استطع فتح التويتر منذ اول عشر دقائق من اطلاق الكليب، لم افهم ما يحصل، ولم اتوقع هذا الكم الرائع وهذا الأمر اكبر مني ولا اعرف اذا من الممكن ان استوعبه، وضعت هاتفي جانبا وقلت اني لا اريد ان ارى ما يحصل فهذا يوترني ويصدمني.
لم ننم ليلتها، لا انا ولا اليسا ولا طوني، هم يتحدثون عبر ال chat يقولون انجي اين انت وهاتفي كان بعيدا، لم احتمل كل هذه التعليقات.
هو انجح كليب قدمته حتى اليوم؟
الذوق نسبيّ في الفن ، وكل الكليبات مثل اولادي لا يمكن ان افرق بينهم ولكن كردّة فعل، هذه المرة الاولى التي يحصل فيها ما حصل.
هل من عروض كي تحولي هذه القصة الى فيلم سينمائي او مسلسل درامي؟
اتمنى، لاني اعشق هذه القصة واحب ان اخبر اكثر عنها ، فالكليب وعلى الرغم من انه مطوّل، شعر الناس بأنه سريع لانهم شاهدوه كفيلم. اذا اردنا ان نقدمه كمسلسل يجب ان يتم بدقة كبيرة.
هل هنالك اتصال بعائلة داني بسترس ؟ وما هي ردة فعلهم؟
لا يوجد اي ردة فعل على الموضوع، قد يكونوا معارضون ويمكن غير معارضين لا اعلم شيئاً عن الموضوع واعود لاكرر لم أُسمّها بالاسم.
هل غيّرتم النهاية؟
لا، هي قتلت نفسها انتحارا بالمسدس وصوّرنا بنفس نوع المسدس، وكان لدي تحد كيف اريد ان اجعلها تنتحر بأقل عنف ممكن، ولكن فعلا قصتها مؤلمة. احب ان اعرف الناس ماذا حلّلت وماذا فكرت.
من تختارين ان تكون بطلة المسلسل؟
كل فنانة قد تكون هي البطلة لكنها ستخضع لاختبار . لا مشكلة بأن تكون اي ممثلة محترفة تعطي الدور حقه.
ماذا بعد:" عكس اللي شايفينها" ؟
هذا الكليب ذكّرني بكليب:" مجنون". شعرت معه بمسؤولية كبيرة وخفت ممّا سوف أقدمه بعده! ، لذلك، أترك الامر للظروف و"المضمون"، هو من يُقرّر.
كانت البداية مع رامي عياش ..
طبعا ، رامي له فضل كبير في انطلاقتي، فمن خلال كليب:" مجنون"، إنتشر إسمي وهو صديق أُوجّه له تحية كبيرة.