دخلت مجال الإعلام من أوسع أبوابه شاشة التلفزيون، هي ابنة الصحافة منذ ما يزيد على عشرين عاماً، والإنطلاقة كانت من قناة المستقبل كمُعدّة ومُقدّمة في برنامج عالم الصباح، ومن ثم مراسلة ميدانية في نشرات الاخبار، كما شاركت في تغطية العديد من الأحداث السياسية والأمنية وحضرت الكثير من المؤتمرات والقمم العربية، وأجرت عدداً كبيراً من المقابلات مع شخصيات عربية وأجنبية، فبعملها التراكمي حققت الكثير من النجاحات، ما جعل إسمها يلمع في سماء الإعلام.
إنها الإعلامية اللبنانية شهير إدريس، التي تحل ضيفة على صفحات موقع "الفن"، لتتحدّث عن تجربتها الأولى في الكتابة من خلال كتاب الحديقة الخلفية، والذي يتناول أربعين قصة قصيرة لأربعين إمرأة تخطين عمر الأربعين.
تقول إدريس إن الكتاب هو تجربة شخصية ويحكي عن المرأة بعمر الأربعين، أشبه بقصص صغيرة مرّت بها المرأة في هذا العمر، فهناك الكثير من الأشياء تتغيّر عن المرأة من الناحية الفيزيولوجية والصحية، وهو بمثابة صحوة في عمر معيّن نتيجة خيانة أو علاقة فاشلة، حتى نظرة للمجتمع بطريقة مختلفة وللمحرّمات خصوصاً تجاه المرأة.
ولا تنكر إدريس أن الكتاب يحتوي على تجارب شخصية مرّت بها، لكنها كتبتها بقالب أدبي وأضافت اليها من مخيلتها، بالإضافة الى تجارب لنساء تعرفهم وأيضاً تجارب لصديقاتها.
من ناحية ثانية، تجزم إدريس أن لا دور أو علاقة للتجربة الصحافية السياسية في كتابها، فهو تجربة مختلفة، وقالت: "أنا ومنذ صغري، كنت أحلم أن أكتب بهذه الطريقة، وعندما قررت أن أكتب تحوّلت القصص الى كتاب".
وتؤكد إدريس أن أسلوب الكتابة وخبرتها الصحافية واللقاءات التي أجرتها مع أهم السياسيين في لبنان والعالم العربي، وأيضاً التجارب التي عاشتها مع أشخاص قريبين لها، أعطوا دفعاً للقصص في الكتاب، حتى أنها أخذت أفكاراُ من بعض النساء.
وتشير إدريس الى أنها حاولت في هذا الكتاب جعل الناس وخاصة الرجال يفكرون بطريقة أخرى عن المرأة وعدم الحكم عليها في هذا العمر بالتحديد، (الأربعين)، لأن المرأة في هذا العمر تتبدّل أحوالها وقد تثور على المجتمع ويصير لديها تغييرات فكرية ونفسية وفيزيولوجية، فحتى المرأة لديها:" جهلة الأربعين"، وليس الرجل فقط!!. فالكتاب أسلوب أدبي وليس قصة إبتدعتها الأحداث، لأن كل قصة لها رمزيتها وشخصيتها.
وتقول إدريس:" إن للرجل دور في هذا الكتاب، لأنه يحكي عن علاقة المرأة والرجل أيضاً ونظرة الرجل للمرأة، بمعنى أن لا يحكم عليها إذا مرت بعلاقة فاشلة سابقاً، فلهذا الأمر أسباب كثيرة، وعليه أن يداري شعورها إذا ما حاول أذيتها. حتى ان بعض الرجال طلبوا مني أن أكتب عنهم".
وتختم إدريس بالقول:" إن الكتاب كان تجربة فريدة، وإذا قررت أن أكتب مرة جديدة، فسوف أكتب عن تجربتي في العمل الصحافي السياسي، لكن بقالب مختلف كلياً عن الكتب السياسية التي تسرد تاريخاً فقط، سأكتب قصصاً عايشتها في كواليس العمل الصحافي والسياسي.