على عادتها كمثل كل عام، لابد أن تفاجئ الجمهور بتقديم شخصيات مختلفة وصادمة في أعمالها الدرامية، فهي لا تختار إلا الدور الذي يُخرج كل قُدراتها الفنية حتى ولو كان الأمر صعبا ومرهقا بالنسبة اليها.
قدّمت في رمضان شخصية زينب الغزالي بكل حذافيرها مقتربة من الشكل والروح، فهي فنانة متمكنة ووجودها بأي عمل فنيّ يُحسب له حساب.... هي الفنانة صابرين، التي تتحدث لـ"الفن"، عن كواليس التحضير لمسلسل: "الجماعة2"، وعن صعوبة المشاهد، وعن المنافسة وسبب عدم مشاركتها في أعمال أخرى أو في السينما، وتكشف لنا سر الصدمة التي تلقّاها أبناؤها منها هذه المرة! اضافة الى امور كثيرة أُخرى تطرّقنا اليها في الحوار التالي:
في البداية.. ما الذي اعتمدتِ عليه لتقديم شخصية: "زينب الغزالي"، في مسلسل "الجماعة2"؟
إعتمدت على السيناريو الخاص بالعمل والذي كتبه الكاتب الكبير وحيد حامد، وقرأت السيناريو واكتشفت أن الشخصية صعبة للغاية وتحتاج لمجهود نفسي كبير إلى جانب أن الشكل وكل شيء يخص الشخصية كان بحاجة لمجهود مني ومن فريق العمل، والحمد لله استطعت تقديمها بأفضل صورة ممكنة واقتربت كثيرا من الشكل المطلوب ،من خلال الماكياج والإستعانة بأشياء أخرى، كما أنني لم ألجأ لأي من أقارب زينب الغزالي لتقديم الشخصية، بل ان السيناريو كان مرجعي الوحيد للشخصية.
وما هي أصعب المشاهد التي قدمتيها في العمل؟
العمل كله صعب، واستغرق وقتا وجهدا كبيرين لتقديمه بأفضل شكل ممكن، ولكن المشهد الاصعب بالنسبة إليّ كان مشهد المبايعة مع المرشد، حتى أن تصويره إستغرق يومان وكنا نتعامل مع هذا المشهد على أنه مباراة تمثيلية، خصوصا وأنه صُوّر لمرة واحدة فقط ومن دون إعادة، فاللعب على الجانب النفسي في هذا المشهد كان أصعب شيء، إلى جانب الحديث بالفصحى، وهذا شيء صعب للغاية لأن الأمر ليس مُجرد حفظ وتسميع، بل من الضروري إقناع الجمهور.
وهل صحيح أنكِ كُنت تخشين أن تتشابه شخصية: "زينب الغزالي"، مع "أم كلثوم"، الذي قدمتيه منذ سنوات؟
هذا حصل معي بالفعل، وخصوصا لما هناك من تقارب في الشخصيتين من حيث القوة والكلام والحزم والإصرار وأشياء أخرى، ولكنني أصرّيت على تقديم شخصية، "زينب الغزالي"، من دون التفكير في ما قدمته في شخصية أم كلثوم، حيث لعبت على عنصر الشكل الخارجي والعامل النفسي وطريقة الحديث وكذلك الإنفعالات.
وكيف كان التحضير لشخصية: "زينب الغزالي"؟
كانت هناك فترة تحضيرات ومناقشات صعبة للوصول لأفضل شكل ممكن وقريب من شخصية زينب الغزالي، حتى أننا استعنّا بفريق من أميركا إلى جانب الماكيير محمد عشوب ومحمد عبدالحميد، والتحضير استغرق أكثر من شهرين بسبب بعض الصعوبات التي واجهتنا، وأذكر منها مثلا الجهد الذي بُذل للحصول على أنف مثل أنف زينب الغزالي، وتجسيد ضحكتها وطريقة حديثها قدر الامكان،ولكننا قرّبنا الأمور. وتحدّث إليّ المخرج شريف البنداري واستعنّا بماسكات وطقم أسنان وحواجب وغيرها أشياء كثيرة، للوصول الى شكلها. وكذلك الامر بالنسبة الى الملابس وغيرها من التفاصيل، تحقيق هذه الشخصية كان امرا مرهقا للغاية.
صرحتِ بأنكِ كُنتِ قلقة من تقديم شخصية زينب الغزالي.. فما السبب؟
رغم أن السيناريو الذي كتبه وحيد حامد، غني للغاية ولم أُضف كلمة واحدة من خيالي على أي مشهد في العمل، إلا أن تقديم شخصية قوية وقيادية مثل زينب الغزالي هو تحد كبير بالنسبة إليّ. خصوصا أنني وقت قراءة السيناريو، فكرت كثيرا في مفاتيح للشخصية ووجدت الأمر صعبا، ولكن مع جلسات العمل ومحاولات الإقتراب من روحها وشكلها بدأت الأمور تسير بشكل طبيعي، والحقيقة أنني شاهدت أغلب الخطب التي ألقتها وكذلك الأرشيف الخاص بها إلى جانب قراءتي عنها، وهذا كله ساعدني في تقديم شخصيتها.
وهل تضعين مساحة الدور في حساباتك؟
لا اضع مثل هذه الاشياء قبل اختيار أي عمل فني أشارك فيه، خصوصا حين يكون هناك دور يتضمن مشهدا وحيدا ويكون أفضل من بطولة من الجلدة للجلدة، كما أن التمثيل بالنسبة إليّ هو متعة كبيرة، وإذا لم يتحقق ذلك في أي دور يُعرضُ عليّ، فإنني أعتذر عنه مهما كانت مساحته كبيرة، لأنني أعتبر ان الاهم هو مدى تأثير ما أُقدمه على الجمهور.
بعيدا عن مسلسل: "الجماعة2".. ماذا لديكِ من أعمال أخرى؟
أشارك في الجزء الثاني من مسلسل: "أفراح ابليس"، والعمل جارٍ عليه، وأنا سعيدة بهذا العمل وأقدم فيه دورا جديد اومختلفا للغاية، كما انني سعيدة بالتعاون مع فريق العمل ككل.
ولماذا تحرصين على المشاركة في عمل واحد فقط كل عام في موسم رمضان؟
من الصعب للغاية أن أشارك بعملين دفعة واحدة خلال موسم رمضان، خصوصا وأن الأدوار التي أُقدمها تحتاج لمجهود وتركيز كبيرين للغاية، وأنا لا أحب أن أشتت نفسي على أكثر من ناحية، بل أفضل التركيز من أجل الوصول لأفضل نتيجة ممكنة.
وما هي الأعمال التي تابعتيها في رمضان هذا العام؟
حقيقة.. الموسم الرمضاني هذا العام، حمل مسلسلات متميزة للغاية، وأنا شاهدت هذه الأعمال وأُعجبت فيها للغاية، ومن بينها: "كفر دلهاب" و "الزيبق" و "واحة الغروب" و "ظل الرئيس"، كلها أعمال مميزة وتستحق النجاح.
وكيف وجدتِ المنافسة؟
المنافسة صعبة وهناك أعمال كثيرة تتعرض للظلم خصوصا وأن الجمهور لا يستطيع مشاهدة كل الأعمال المعروضة في الموسم ذاته، ولكن مستوى الجودة هذا العام عالي جدا تميّز خلاله الكثير من الفنانين، وأنا حقيقة لا أنظر للمنافسة بل أركز على ما أُقدمه للوصول لأفضل مستوى ممكن، وفي النهاية النجاح على الله.
تقولين إن ردة فعل أبنائك على أعمالك تكون صادمة.. فهل تعرضتي للصدمة منهم هذا العام؟
ضحِكت وقالت: "طوال عمرهم يصدمونني بآرائهم في أعمالي، وقد يكون هناك عمل تحدث عنه الناس والنقاد ولاقى اصداء ايجابية، الا ان رأيهم ورغم ذلك، يكون دائما صادما وضدّي! وهذا العام، حصلت لهم مفاجأة كبيرة في دوري في شخصية زينب الغزالي خصوصا حين نمت بماكياجها يوما في المنزل ليستيقظوا في الصباح ويشاهدونني فكانت المفاجأة الكبيرة!!
وفي النهاية.. ماذا عن السينما؟
السينما مهمة للغاية بالنسبة إليّ، ولكنني لا أستطيع أن أقبل أي عمل لمجرد التواجد بل من الضروري إختيار العمل المميز لتقديمه، وآخر أعمالي في السينما كان فيلم: "الماء والخضراء والوجه الحسن".