"السيكوباتي" أو psychopathic هو شخص يعاني من اضطراب نفسي تصحبه عدائية إذ يرغب في الانتقام من الآخرين بأي طريقة وهو يشعر بالمتعة أيضاً تجاه سلوكه هذا بدلا من الشعور بالندم، ويمارس أعمالاً إجرامية كي يعيش هذا الشعور الذي يمنحه معنى لحياته
لكن الفرق بين هؤلاء الناس والأشخاص العاديين قد يكون ببساطة في طريقة توصيلات الأعصاب في الدماغ أو التشبيكات، ما يعمل على خلل في التعامل مع المعلومات وفق ما كشفته دراسة جديدة أجرتها جامعة هارفارد على مجموعة من السجناء بولاية ويسكونسن الأميركية، بعضهم يعانون درجة عالية من الاعتلال النفسي.
واستناداً إلى قائمة المراجعة النفسية للمرضى النفسيين، فإن السيكوباتي هو شخص ساحر ومتهور وكاذب في كثير من الأحيان، ويخفق في تحمل المسؤولية عن سلوكه.
وقد أجرى الباحثون اختبارات على متطوعين من بينهم لمعرفة كيفية استجابتهم للرضا والإشباع الفوري وتأخره، حيث توصلوا إلى اختلافات مذهلة، فقد أظهر السجناء الذين حصلوا على أعلى الدرجات في اختبار الاعتلال النفسي، نشاطا أعلى في الدماغ في منطقة تسمى المخطط البطني، تعتبر بمثابة مفتاح لتقييم الإشباع ومعدلات الرضا على المدى القصير.
وخلص البروفسور جوشوا باخولتز إلى نتيجة مفادها : "أنه كلما كان الشخص أكثر سيكوباتية، زاد حجم الاستجابة المتحصلة، وهذا يشير إلى أن حساب الإشباع عنده يتجاوز المعهود".
وأوضح أن كل ذلك يتعلق بالارتباطات داخل المخ، حيث إن هؤلاء الناس يتعلق خللهم بقصور المعلومات، فهم لا يمتلكون المعلومات الكافية التي من شأنها أن توجههم لصناعة القرار الأكثر تكيفاً مع الواقع، لهذا تكون خياراتهم سيئة في الغالب، وقد لوحظ نفس النوعية من النظرة قصيرة الأجل والقرارات المتهورة والمندفعة عند الأشخاص، الذين يعانون من الإفراط في تناول الطعام ومتعاطي المخدرات.
وبذلك يكون السيكوباتيون ليسوا غير إنسانيين كما يتم تصويرهم، لأن ما ينتج عنهم هو المتوقع من أناس يعانون من خلل معين في توصيلات الدماغ خلافاً لمعتقدات قديمة تقول أن السيكوباني هو نتاج تربية خاطئة في الطفولة، أو شعور بالاضطهاد في سنين مبكرة من الحياة أو العيش في الحرمان والقسوة.