على الرغم من المنافسة القوية هذا العام للمسلسلاات العربية التي اكتظت بها القنوات، الا ان هنالك مسلسلات لم تلقى مبيعاً يليق بقيمتها الفنية على عكس بعض المسلسلات التي لقيت رواجاً تسويقاً كبيراً ودعماً اعلانيا رغم محتواها الضعيف قصة وإخراجا بقصص "مفبركة" اعتمدت على مقومات تبتعد عن القيمة الجوهرية للعمل الفني.
ولكن مسلسل "شوق" للمخرجة رشا شربتجي، ونص الكاتب حازم زيدان وبطولة نسرين طافش وباسم ياخور ونخبة من نجوم سوريا، كان اكثر من ملفت، رغم ان عرضه ينحصر على قناة مشفرة قبيل رمضان وقناتين سوريتين في شهر الصوم.
واستعرض العمل قصة البطلة "شوق" التي تصاب بمرض نادر "الزهايمر مبكر"، فتذوي الوردة الغضة، تلك الشابة الجميلة العاشقة بالتدريج بفعل المرض باسلوب واداء عال وسلس ومقنع، يجعل المشاهد ينسى ان ما يراه امامه تمثيل، ليعيش مع تفاصيل هذه الشخصية المحورية التي تلامس القلب والعاطفة الى ان تنتهي نهاية مؤلمة...
وعلى صعيد اخر، يتناول المسلسل قصص سبايا "داعش" والفساد الاقتصادي من خلال رجال اعمال مشبوهين، ويدخلنا في آلام الشارع السوري في ظل الأزمة، لتأتي تركيبة شخصية "شوق" منسجمة ودسمة، كما أضاف اداء نسرين المتجلي الذي وصل الى حدود النضج الفني الواضح لمسة سحر على العمل الذي دخل القلوب ولامس الارواح.