كانت نتيجة مسلسل "لآخر نَفَس" واضحة أمامنا، ومع ذلك فضّلنا الإنتظار، كان الأمل بتغييرات جذرية تُعيد نص كارين رزق الله إلى رُشده كما عهدناه في السنوات السابقة، لكن النص زاد سوءاً مع مرور الوقت ولولا الشخصيات التي أضحكتنا لما تمكن من استمرّ بمتابعته على هذا الفعل.
كانت التوقعات عالية جداً على كارين بعد عملين حققا أعلى نسبة مشاهدة في لبنان، وكانا نقطة تحوّل في الدراما اللبنانية. وهذه السنة بدا واضحاً أنّ رزق الله لم تأخذ وقتاً كافياً في الكتابة، طرحت قضية مفهوم المؤسسة الزوجية والخيانة، لكنّ العنوان الملفت لم ينقذها من الفشل هذا العام.
نعم كارين فشلت هذه السنة، لا نُقارن "لآخر نفس" بغيره من الأعمال لأنّ المسلسل حقق نسبة مشاهدة مرتفعة، إلاّ أنّنا نقارن عملها بالمسلسلين السابقين، ومعالجة الموضوع ودراسة الشخصيات.
بدت القصة الأساسية بين "كارين- بديع أبو شقرا- رودني حدّاد" ركيكة، حاولت كارين أن تُظهر قصة حب أقرب إلى الخيال، إلاّ أنّنا ما شاهدناه في الحلقات الأولى كان عبارة عن مُدير يتحرّش بموظفته والأخيرة ضعيفة الشخصية مهزومة. أخبرتنا "هزار" أنّ قلبها يدّق ويخفق كلّما إلتقت به، على عكس المشاهدين الذين لم يدّق قلبهم لهذا الحب، لا لأنّهما متزوجان، بل لأنّ القصة غير مقنعة، كما أنّ كمية الفلسفة الموجودة في شخصية "غسّان" تجعل المشاهد ينفر منها، رغم المواضيع الحقيقة التي يتحدث عنها مع "هزار" إلاّ أنّ الكلام لم نره إلاّ كلاما ولم نشهده في سلوك الشخصية، وباختصار من يسمع كلامه يعجب لأفعاله.
حاولت كارين إقحام المشاكل التي يُعاني منها اللبناني بشكل غير مبرّر بطريقة مباشرة من دون أن تمرّ بسلاسة ضمن الأحداث. إجبار المشاهد على فهم الإشكالية التي تطرحها كارين لم يكن يوماً في نصوصها، الأمر الذي يضع المدة التي كتب فيها النص أمام العديد من علامات الإستفهام؟ هل يعقل أن تكون من كتبت "قلبي دقّ" و "مش أنا" هي نفسها من كتبت "لآخر نفس"؟
رغم هذه الخيبة التي أصابت مشاهدي المسلسل، إلاّ أنّ بعض الشخصيات كانت العامل الأكبر في متابعة الجمهور لـ "لآخر نَفس"، ومع كل هذه العقبات، إلاّ أنّ هذا لم يمنع كل من رندة كعدي، غابريال يمين، ريتا عاد ودوري السمراني من التحليق عالياً، فكانوا أبطال العمل الحقيقيين.