يرى الكاتب والناقد المسرحي عبيدو باشا أننا في لبنان ينقصنا الكثير لتأسيس دراما حقيقية، وتحدّث لموقع "الفن" عن الأعمال الرمضانية والمشاكل التي تعانيها، بالإضافة الى رأيه بتيم حسن ونادين نسيب نجيم وسيرين عبد النور، كما تحدّث عن أعماله الجديدة، والتعاون المسرحي الذي سيجمعه مع الممثل بديع أبو شقرا.
برأيك ما هي الأعمال الأفضل والأسوأ في رمضان؟
هناك مستوى مهني لا يمكن أن نتخطاه، فحتى الأعمال السيئة يوجد فيها أشياء إيجابية والنقد يجب أن يكون متوازناً، وبرأيي مسلسل الهيبة هو الرقم واحد وقناديل العشاق الثاني، ويأتي بعد ذلك أدهم بيك، والحديث عن نسب المشاهدة مشكوك فيها بإستمرار لأنها مدفوعة وكل محطة تلفزيونية تضع الأرقام التي تؤمن مصلحتها وتجعلها في المرتبة الأولى، وهذا لا يمكن البناء عليه لتأسيس دراما حقيقية، فليس هناك من إحصاء بالعالم العربي موثوق فيه.
كما أن النصوص كانت ضعيفة جداً في الدراما الرمضانية كل النصوص، فمثلاً الروائي المعروف خلدون قتلان الذي كتب قناديل العشاق، إذا أردنا المقارنة بينه وبين نص مسلسل الشهبندر الذي كتبه هوازن عكو، فتميل الكفة لصالح هوزان، فمعظم الدرامات الرمضانية تعاني من مشاكل بنيوية على صعيد النصوص، وأصبحوا يتجهون الى ورش الكتابة صار.. نحن في عصر التهافت على الكتابة.
كيف تنظر الى أداء سيرين عبد النور ونادين نسيب نجيم؟
أنا تحدّثت عن نادين أكثر من سيرين، وبرأيي سيرين تخّلت عن الأشياء التي كانت تخفف من حضورها التمثيلي، أي أنها كانت تميل الى الإستعراض والان أصبحت أكثر تواضعاً أمام الكاميرا، وتتقدّم الى المكان الذي يجب أن تكون فيه، أما نادين فالله وهبها الكاريزما العالية وعلّمت نفسها بسرعة لتقّدم عمل جيد أمام الكاميرا، وقبل أيام تحدّثت مع نادين وقالت لي أن سيرين "عم تشتغل بس تعباني وراسها مشغول فطوّل بالك"... وهذا الكلام فهمته وقدّرته من نادين أي أنها تقصد بأن سيرين هي الوصيفة، وهذا الجو بين الفنانين والممثلين يمكن أن يساعد ببناء منصة، لا تزال بعيدة عن الدراما اللبنانية.
أنت مدافع شرس عن ثنائية تيم حسن ونادين نسيب نجيم..
لماذا علينا أن نكون ضد هذه الثنائية الممتعة واللطيفة؟!.. برأيي نادين لاتزال وتيم لايزول.. فتيم لديه خبرة كبيرة وخريج معهد الفنون في سوريا، وللأسف نحنا نميل الى الإستعراض و"البهورة"، وهم على العكس يميلون للعمل الجاد لبناء دراما حقيقية، وبالإضافة الى الموهبة هم عملوا على حضورهم ويمتلكون أداوات ويطورونها، ويعملون على منهج واضح.
كيف تنظر الى الدراما اللبنانية؟
ليس لدينا دراما لبنانية هي مسلسلات لبنانية، ونحن لا نبني على أسس متينة، ينتهي المسلسل ونذهب لتحضير لمسلسل أخر حتى نلحق بالعرض الرمضاني المقبل أي ننسى الذي سبق، وبهذه الطريقة لن نخلق سياق درامي جيد، والمشكلة أن البعض في لبنان يعتبر نفسه من العباقرة فنحن ينقصنا الكثير لتأسيس دراما حقيقية.. "بيطعلوا بعض المتنجين بقولوا انتهى عصر الدراما العربية وبلش عصر الدراما اللبنانية.. يعني يحترموا عقولنا شوي!!".
هل من أعمال جديدة تحضّر لها؟
لدي أغنية لحّنها مارسيل خليفة بعنوان "موشح" وأيضاً أغنية عن فلسطين لحّنها خالد الهبر، وأكتب بإستمرار نقد مسرحي بالإضافة الى التمثيل والإخراج، ولأول مرة سأكتب مسرحية تتحدّت عن علاقة زوجين وهي مكتوبة خصيصاً لفتاة تدعى سوسن شوربة، والممثل سيكون مفاجأة وهو إسم معروف، والمشكلة أنه ليس لدينا شيء يمكن البناء عليه فقد أتذكّر 20 مسرحية شكّلت علامة فارقة بتاريخ المسرح اللبناني، وبالمقابل لا يمكن أن أتذكّر أي عمل درامي شكّل علامة فارقة بالعمل الدرامي اللبناني.
هل بديع أبو شقرا هو بطل مسرحيتك؟
نعم لقد أصبتها، بديع ممثل جيد وعليه أن يهدأ ويفكّر جيداً، والإنتباه الى من يحاول إستثمار نجاحاته المتتالية، وعدم صرف هذه النجاحات بسرعة.