شقّ طريقه في مجال التمثيل بثبات وتصميم.
إرادته على تقديم الأفضل لم تمنعه من تطوير نفسه وتحويل كل دقيقة في حياته إلى درسٍ يتعلم منه. بدأ يفرض حضورة أكثر على الساحة التمثلية حتى بات اسمه حاضراً في كل الاعمال تقريباً. دوري سمراني، الذي يجسد 3 شخصيات منوعة بثلاث أعمال مختلفة خلال شهر رمضان، يتحدث لموقع "الفن" عن تجربته في مسلسلات "لآخر نفس"، "وين كنتي" و"قناديل العشاق". فماذا قال عن زملائه الممثلين؟ ومن هو المخرج المفضل لديه؟ وما هي أعماله الجديدة ؟ كل هذه الأجوبة وغيرها في هذا اللقاء.
تطل في شهر رمضان من خلال 3 مسلسلات وهي "لآخر نفس"، "وين كنتي" و"قناديل العشاق". اليست كثيرة؟
كان من المتوقع أن أطلّ بأربعة أعمال ولكن لحسن الحظ ان المسلسل الرابع لم ننته من تصويره بعد. عادة لا أحبذ الظهور بأعمال عدة خلال شهر رمضان خوفاً من أن أعلق بدور محدد ويؤثر ذلك سلباً على الأدوار الأخرى. ولكن بفضل ورشات العمل التي أخضع لها والتأني في دراسة الشخصيات، ظهرت في هذه الأعمال بأدوار مختلفة ولا تتشابه.
لكن حجم الأدوار يختلف بين عمل وآخر...
صحيح يختلف ولكن يمكن أن تقع بالتكرار من خلال مشهد أو حركة وهذا ما حاولت أن أهرب منه وأتفاداه والحمدلله لم افقد تركيزي.
بعض الممثلين يتم حصرهم بأدوار معينة . كيف تتجنب هذا الموضوع ؟
أحيانا قد يحصر الممثل بدور معين كالمحامي أو الطبيب ولكن النص يمكن أن يساعد الممثل لكي يجد أمورا تساعده على تسليط الضوء على جانب جديد من هذه الشخصية. حتى الان لا أشعر أنني محصور بشخصية معينة بل أتلقى العديد من العروض المنوعة ولكن عندما أصل إلى هذا الموضوع سأنسحب من العمل حتى لو كان الدور بطولة أولى.
شاهدناك سابقا مع كارين في مسلسل "مش أنا" بدور صغير جداً والآن تقدم دوراً أكبر في مسلسل "لآخر نفس". هل اتفقتم على هذا الأمر العام الماضي ؟
أبداً لم تكن الأمور عمل مقابل الآخر. أنا وكارين لم نعمل معا سابقاً وكانت تعتقد أن أدوار الشر فقط تليق بي، ومما لاشك فيه أن شكلي الخارجي يساعدني كثيراً على اتقان هذه الأدوار. وعندما قدمنا مشهدين أنا وكارين وبديع العام الماضي في "مش أنا" وجدت انه لدي طاقات أكبر من مجرد تأدية الأدوار الشريرة واتفقنا على ان يكون هناك تعاون في المستقبل. وعندما بدأت التحضير لمسلسل "لآخر نفس" تواصلنا وقمت بكاستينغ لأكثر من دور في المسلسل وفي النهاية اتفقنا على شخصية "الان" شقيق "غسان" الذي يؤدي دوره الممثل بديع أبو شقرا. كارين انسانة خلوقة وتعرف كيف تختار فريق عملها. علاقتنا جيدة وقدمنا عملاً جميلاً. وفي النهاية هي ممثلة محترفة وانا ممثل محترف ونستطيع أن نقدّم أداءً جيداً معاً.
هل خضعت لكاستينغ ؟
الكاستيغ مش عيب بل هو ضرورة لكي يقتنع الكاتب والممثل بالشخصية التي سيلعبها الممثل. من يعرفني يعلم جيداُ ما الذي يمكن أن أقدمه، اما من لم يشاهدني سابقاً كالمخرج أسد فولادكار فهو مضطر لأن يطلب مني ان أقرأ النص أمامه وكارين كانت تثق بي كثيراً وأنا أقدر ذلك. وكما ذكرت كان هناك أكثر من خيار !
شخصية "ألان" في المسلسل تعيش أكثر من حالة نفسية بسبب ارتباطها بالشخصيات الأخرى. هل تطلّب منك أيّ مجهود ؟
هذا الدور كان تحدّ بالنسبة لي . كل ممثل يمكنه أن يؤديه ولكن بطريقته الخاصة. اخد مني الكثير من الوقت خلال التحضير لكي استطيع أن أفصل بين طريقة الأداء المختلفة أمام كل شخصية تقابلها ليكون هناك تنوع في الاداء . علمت على حركات اليدين وعلى العيون... اخدوا مني الكثير من الوقت. وشخصيتي في هذا العمل أخذت حقها أكثر من دوري في "وين كنتي" و"قناديل العشاق" لأن مساحته أكبر. ولكن كل التجارب التي شاركتها فيها كانت رائعة أكان مع المخرج سمير حبشي أو أسد فولادكار او سيف الدين سبيعي.
هل انت راض على المساحة التي أعطيت لشخصية "ألان" في العمل ؟
كل خط درامي كتبته كارين في هذا العمل ركزت من خلاله على ان يكون دسماً وغنياً .. ستتفاجأون بأمور كثيرة في المسلسل. دور ألان اذا صح التعبير هو ضمير بديع أبو شقرا .. الان هو الشخص ذات الصفات الحسنة في المسلسل، لكن مشكلته الوحيدة أنه مغرم بآنجي ولكنه يخجل من مصارحتها بالموضوع. الشخصية دسمة وانا كنت راض عنها تماماً.
كيف كان التعاون مع فريق العمل من كارين وبديع وصولانج وتينا ..
هم أقدم مني في مجال التمثيل وأنا أخضع لورشات عمل في التمثيل لكي أصل إلى مرحلة استطيع فيها مجاراة هذه الاسماء الكبيرة وصاحبة الخبرة. تعاونت سابقاً مع بديع في فيلم "يلا عقبالكن شباب" ومسلسل "مش انا" والآن اضفت اليهما "لآخر نفس". لي الشرف بالوقوف أمام بديع فهو يساعدك كثيراً من دون ان يتكلم. كارين كذلك، واحببت كثيراً الارتجال الذي خلقناه في "مش أنا" خلال تصوير المشهد .. جاد خطار شاب موهوب.. تينا لا يمكنني أن اعلق .. صولانج تؤدي دورها بشكل رائع . واتمنى تكرار التجربة !
ما الذي ينتظرنا في شخصية "ألان" ؟
سنرى تناقضاً كبيراً في هذه الشخصية ولكن في النهاية المنطق سيتحكم بكل شيء في النهاية، سيبقى ألان الشخص المثالي الذي سيبقى بجانب الجميع.. وكل الناس سيقتنعون بأن ما فعله هو الصحيح. كارين كتبت العمل بطريقة منطقية جداً وحتى الحوار كتبته بطريقة ناضجة وواضحة.
هل وصلتك الأصداء والتعليقات السلبية على العمل ؟
طبعاً سمعنا الكثير ولا مشكلة لدينا ... منذ البداية كنا نعلم أن العمل سيخلق جدلاً داخل المنزل الواحد وبين أفراد الأسرة الواحدة. من المميز أن يخترق أيّ عملٍ عقول الناس فيجعلهم يفكّرون ويحللون بطرق مختلفة. صحيحٌ أنّ كثرٌ لم يفهموا فحوى المسلسل وما قصدته الكاتبة منه، ومنهم لم يجد أيّ مبرّر للخيانة، لكن من المميز أنّ المسلسل يسلط الضوء على مشكلة البرودة بالعلاقة بين الزوجين، وبالتالي قد يبحثون عن حلولٍ لها. فالجمهور يترقّب الصورة النهائية لكلّ عملٍ التي تجمع بين البطل والبطلة، إلا أنّ "لآخر نفس" جمع هذه الصورة مع بداية العمل ليتوسّع النقاش حول الحكاية ويتخطى حدود تلك الصورة.
من سينتصر بالنهاية: القلب أو العقل ؟
القلب والعقل والمنطق.
انت من الاشخاص الذين انضموا إلى مسلسل "وين كنتي" في الجزء الثاني. اخبرنا عن التجربة ؟
حتى لو كانت مساحة الدور صغيرة، إلا أنّ الأهم يكمن في قدرتها على جذب الجمهور ومدى تعلقهم بتلك الشخصية، وليس من السهل أن تترك بصمة لافتة ضمن مساحةٍ محدّدة في العمل. بداياتي في التمثيل كانت مع رانيا عيسى فهي من اقترحت اسمي للمشاركة في مسلسل "عصر الحريم" بحكم الصداقة التي تجمعنا. كما أني اجتمعت مع رانيا بأكثر من 3 مسلسلات حتى أصبح التمثيل متعة.
وما التطورات التي ستطرأ على قصتك مع أمل ؟
الآن سيبدأ البحث عن الطفل الضائع وسيظهر الحماس عند المحامي بشكلٍ غير متوقع كما سيظهر تعلقه بها أكثر وأكثر. كلوديا مارشلينا تسلط الضوء من خلال هذه الشخصية على الأشخاص الذين ينظرون إلى المرأة المطلقة التي لديها أولاد بطريقة مختلفة. "جواد " سيبقى إلى جانب "أمل" حتى النهاية.
ماذا عن"قناديل العشاق". فقد أديت الشخصية بطريقة لافتة.
أولا أريد أن اشكر سيرين عبد النور لأنها طلبتني بالاسم لكي أجسد هذه الشخصية. التقيت بسيرين في مسلسل "روبي". هذا المسلسل الذي يتناول بلاد الشام الكبرى قديماً وكنا بالجبل وقتلوا زوجها وابنتها فقصد تالمنطقة التي يتحدثون فيها الشامية وبقيت هناك. الدور صغير وتوفي من الحلقة الأولى ولكنها تبقى تتذكره حتى النهاية. الدور جميل جداً وعندما تقف أمام هذه الانسانة تعلم جيداً كيف يكون التمثيل متعة وراحة. الحوار ليس طويلاً ولكن الحركة كانت أكبر.
كيف تنظر إلى تجربتك مع المخرجين سمير حبشي وأسد فولادكار وسيف الدين سبيعي ؟
شهادتي مجروحة بسمير حبشي فنحن اجتمعنا بأربعة اعمال وأحبه كثيراً . له مكانة خاصة في قلبي وعندما أقف امام عدسته أؤدي الدور بطريقة لا تشبه العمل مع أي مخرج آخر. أسد أول عمل معه فهو سلس للغاية، يتقبل الأفكار ويناقش بمختلف التفاصيل كما أنه منفتح للغاية. سيف الدين هذا العمل الثالث معه الذي أجده مختلف تماماً عن العملين السابقين.
لاحظنا أنّه في "وين كنتي" و"لآخر نفس"، أنت الرجل الثاني في حياة المرأة. أما في "قناديل العشاق" فأن الرجل الأول وزوجتك ستغرم برجل ثانٍ. من هذا المنطلق، هل انت مع الزواج الثاني ؟
بالطبع، أنا لست ضدّ الزواج الثاني شرط أن يكون متوجاً بالحبّ. فعلى الصعيد الشخصي، لن أقدم على خطوة الزواج إذا لم يدقّ قلبي "وإذا بحبّ المرأة رح كون مرتاح حتى لو كان الزواج العاشر".
ما هو مصير المسلسل الرابع الذي لم يعرض؟
مسلسل "خمسين ألف" للمنتج زياد شويري الذي لم يتمكن من دخول هذا الموسم الرمضاني، إذ لا نزال نصور بعض مشاهده، وأجهل موعد عرضه. أم االدور فهو لافت والمسلسل من بطولة مجموعة من الممثلين اللبنانيين.
هل ستزيد متطلبات دوري سمراني المادية والمعنوية في مجال التمثيل؟
بالتأكيد ستزيد ولكن لا اعني بالضرورة المتطلبات المادية .. الشغف الذي بداخلي لهذه المهنة لا استطيع أن اسيطر عليه. التمثيل ابعد مما بتفكر فهو بمثابة حياة ثانية، وأسعى لأعطيه حقه.