انه العاصي على كل تحديات العصر بأصالة نخبوية قل نظيرها في عالمنا العربي. في جعبته مفاتيح النجاح والذكاء والخيارات الصائبة، وفي مقلتيه تجذر بالارض والعرض والكرامة. انه شهامة الاغنية اللبنانية الفلكلورية وحداثة الاغنية العصرية... انه المزيج الذي اعتصر اسرار النجاح فاستمر بوتيرة تصاعدية من النجاح المطلق في كل عمل يطلقه.
عاصي الحلاني الذي بات الرقم الصعب في زمن الشح الفني والركود اللاهث خلف الاسفاف نعول على الحلاني رمزا يعيدنا بجبلية صوته إلى زمن الاصالة الذي بات مخزنا في خانات الذكريات.
نعم فنحن بأمس الحاجة إلى عاصي الحلاني نجما وكيانا ولونا غنائيا ما ملكه الا بسيادة الحضور الراقي الذي نعتبره ملك المسرح من دون منازع.
نراقب وبترقب طيلة السنوات الاخيرة التي قدم فيها العاصي اعمالا لنجدها مختارة بعناية فائقة من خلال الكلمات المعبرة التي تحاكي الكثير من المواضيع المؤثرة والالحان والتوزيع المتقن.
انه مشوار النجاح المثقل بالاجتهاد والمواظبة على تقديم الافضل على الاطلاق من "يا ميمة" و "واني مارق مريت" وصول إلى البومه الأخير "حبيب القلب".
هذا الالبوم اختاره بعناية ليكون بمستوى مسيرة عاصي الحافلة بالنجاحات. فقد حرص من خلال هذا الالبوم على المزج بين الاصالة والحداثة من خلال العديد من الاغنيات التي تستحق عناء الاهتمام والاستماع نظرا إلى كم الفرح التي تحتويها. فهو يبدع احساسا في الاغنيات الرومنسية وخصوصا حين يقول مطلع احدى الاغنيات "غمرني حبيبي وشد قد ما فيك طالع ع بالي صوت قلبي سمعك".
ومن خلال هذا العمل نلاحظ حرص عاصي على تقديم الاغنية اللبنانية الفلكلورية بالاضافة إلى الاغنية الايقاعية وينطبق عليه "السهل الممتنع". وإلى كل من حاول الاصطياد غامزا من ملامة العاصي على عدم تضمين عمله الاخير أغنية مصرية نقول له بالفم الملآن عبثا تحاول، فالحلاني لم يقصر حتى في الاغنية اللبنانية التي قدمها بالعشرات في البوماته السابقة وان غابت عن البومه الاخير فحتما ستكون حاضرة في اعماله المرتقبة.
الحلاني قبل ان يكون فنانا نفتخر به وبحضوره وبحرصه على استمرار الاغنية اللبنانية نعول على اخلاقه العالية جدا التي تحترم الناس صغارا وكبارا فقراء واغنياء. ولعل ما يميز هذا الرجل عملة الوفاء التي قل نظيرها عند كثر ممن يدعون كرم الاخلاق المزيف والمزورة.
اقله وبحكم تعاملي ومواكبتي للحلاني لسنوات وجدته محترفا في تعاطيه مع اهل القلم والاعلام، فهو يقدر من سانده ويسانده وينصف نجاحاته المتكررة. دافئ اللسان وملتزم اناقة الصمت... وحين يتكلم تجده متمكنا من الامور الفنية والاجتماعية والسياسية والخيرية... فالعاصي ممن ينطبق على خيره :لا تسمح ليمناك ما فعلته من خير يسراك.
اخيرا لا بد من كلمة حق تقال في عاصي الحلاني والبومه الاخير الذي احتل المرتبة الأولى عبر الاذاعات اللبنانية والعربية وعبر محلات الفيرجين والاي تيونز انك حقا عصي على السائد المبتذل وفخر للأغنية اللبنانية والفلكلورية.