"الحبّ يَصنعُ الشاعر فتأتي قصائده، والحبّ يَصنعُ الفنان فتأتي لوحاته، والحبّ يَصنعُ الإنسان فيأتي التاريخ"، تنغمسُ ريشة الفنان التّشكيلي سمير تماري بالحبّ والفرح فتزدهر لوحاته التي تُعدُّ قصيدة مرسومة.
منذُ فترة تاريخيّة طويلة، بدأ الفنّ التّشكيلي بعمومه بخربشات على جدار الكهوف، وكانت بعضها تُمثّل صراعات الإنسان وتطوّره مع تطور الحضارة البشريّة.
وظلّ الرسم حتى يومنا هذا يُحاكي في مفاصله فوضى النفس الآدمية من خيرٍ وشرّ، الوقت والإنسان، الحبّ والقوّة والتمنّيات.
وتستضيفُ صالة عرض جاك عويس، في الأشرفيّة، من الفترة المُمتدّة بين 8 حزيران ولغاية 17 منه، لوحات بعض الفنانين التّشكيليين، وكان لموقع "الفنّ" لقاء مع المُبدع السيّد سمير تماري، لإلقاء الضوء على إبداعاته في الرّسم، حيثُ كشفنا النّقاب عن إهتمام تماري، بالجانب النفسيّ والإنفعاليّ للشخوص المُصوَّرة.
كشف تماري، أنّه يملكُ موهبة الرّسم منذُ الصغر وعمل في مجال الإعلانات مع شركاتٍ عالميّةٍ لمدّة طويلة تجاوزت الـ 15 عامًا، وقال:"أعمالي تحملُ رسائل بداخلها ولوحاتي جميعها تملكُ مضمونًا، كما أنّها بداخل كلّ إنسان ولوحاتي هي من واقع الحياة".
وتابع:" لوحاتي تتضمّن أسلوبًا فرحًا وفيها نوعًا من الحركة والحياة، فبهذه الطريقة أضعُ ميزانًا مع المواضيع الرّماديّة".
وعن لوحته التي تحملُ إسم "وان إن، وان أوت"، قال تماري:"هذه اللّوحة تحملُ رسالةً لتوضّح بأنّ الوقت هُنا معدود."
أمّا عن لوحته التي تحملُ إسم "إستظهار"، أوضح تماري:" هُنا أعود بالذاكرة إلى الوراء إلى أيّام المدرسة خلال تسميع أحد الطلاب المُجتهدين لقصيدة أمام الأستاذ حيثُ يؤدّيها بانفعالٍ واضحٍ، وفي هذه اللّوحة تحديداً يُسمّعُ الطالب قصيدة للشاعر نقولا فيّاض التي تحكي عن الوقت."
وكيف يختار مواضيع لوحاته، أجاب تماري:" أنا أفكّرُ جيّدًا بالأمور الحياتيّة وأجسّدها بلوحاتي، كـَ الحظّ والقدر، الأمنيات والذكريات في هذه الدنيا، وأنا أرسمُ نوعين من اللّوحات لوحات تشخصيّة تُجسّدُ حالات الإنسان في هذه الدنيا ولوحات مرئيّة فرحة وهي تزينيّة أكثر".
وعن لوحة " إتس أول سات"، شرح تماري:"هذه من أجمل لوحاتي وترمزُ إلى الحياة،الحبّ والجنس، عناصر على شاكلة فخّ خلقتها الطبيعة لضمان إستمراريّة البشر، وكأن كُلّ شيءٍ مُبرمج مُسيّر في (زنبرك/النابض) مغروز في ظهرنا كما والوقت يسبقنا، في عيون المرأة التواقة الى الحب، نظرةٌ شاخصة نحو من أرادته شريك حيًّا، الرجل إطباعه مُختلف فهو مغرور بسيجاره العريض، رجلٌ وامرأة، وفي أعوامهم الآتية أولادٌ يلعبون، و(زنبرك/النابض) يعد في محطاتٍ مُتسارعة، قبل أن يكهلُ أبطال الزفاف، ويتحسّرون على يوم العمر الذي مرّ".
وتحدّث تماري عن لوحة "هولد يور هورسز"،قائلًا:"الانفعال لايُفيدك، تُظهرُ هذه اللّوحة أن الحصان الذي يمتطيه هذا الشخص، ها هو في مكانه والوقت يمضي به وفرسه الخشبي لا يتحرّك، كان ولداً يلعبُ على هذا الحصان، واليوم شابَ".
وعن أقرب اللّوحات إلى قلبه، أكّد تماري أنّ كلّ اللّوحات تعني له الكثير لكنّ هُناك لوحة "إذ لايف إي غايم" عزيزة عليه وشرحها عنها قائلًا:"تُصوّر هذه اللّوحة لمراحل الانسان الحياتية، مذ يولد وحتى يرحل، يكبر، فيدرس في الجامعة، ويعود ليتزوّج، فيشيخ لتسيّره العكاز، قبل أن يستقر في الخانة الأخيرة التي تُشكّل علامة استفهامٍ كبيرة: ماذا بعد الرحيل؟ العبرة من اللوحة هي في القول ان الحياة مطباتٌ ونجاحات، صعودٌ وهبوط".
ولدى سؤالنا عن لوحة "ترايتور"، أوضح:" تحملُ هذه اللّوحة سؤالًا وهو لمَ تُهاجم ساعة الحائط بإصبعك؟ غليلك تشفيه بهذه الحركة الصبيانيّة، وانت على مشارف الرحيل، إنتبه الوقت عدوك الاساسي خصوصًا في ايامك الأخيرة، تستعيد حكايتك، وتجدها على شفير نهاية".
وأخيرًا، كيف تصفُ لنا لوحة "ذي ماغنيت"، شرح تماري:" في هذه اللّوحة جسّدتُ المرأة التي ينظر اليها الجميع، لاسيّما وأنّه عنصرٌ جمالي، تُغري الجميع ويغني لها العصفور، ويتحلّق حولها الصبية، وهي بأنثاها تُشخّص في جميعهم، كأنها حفلةٌ تكريميّة".
نُرفقُ لكم صفحة الموقع الرسمي لـِ السيّد تماري: www.samirtamari.com
لمشاهدة ألبوم الصور، إضغط هنا.