ينقسم الجمهور العربي سنوياً بمشاهدة المسلسلات العربية ومما لا شك فيه أن الدراما المصرية هي الدراما الأبرز والأهم والأضخم من حيث النص والاخراج والممثلين وهذا العام أيضاً كان عامها فقدمت أعمالاً مميزة وأخرى أقل تميزاً.
كبار النجوم فشلوا هذا العام بالتميّز ونجوم آخرون حافظوا على وهج نجاحاتهم الاولى ولفتوا أنظار الجمهور العربي إن على الشاشة او على نسب المشاهدة العالية على موقع يوتيوب.
سنلقي الضوء تباعًا حول أعمال عربية هي "على ما يبدو" الأكثر ضخامة وتميزاً وابداعاً، وأبرزها مسلسل الحرباية.
تقدم النجمة هيفا وهبي "الحرباية" هذا المسلسل الدرامي المشوق الى أبعد الحدود. لطالما استفزنا العنوان لنعرف ما المقصود فيه فاكتشفنا ان الحرباية هي صديقة هيفا في المسلسل والتي جعلتها الظروف المؤلمة تشبهها وحولتها من إنسانة ضعيفة وبريئة الى أخرى تبحث عن راحتها على حساب ظلم الناس الآخرين ولكن تبقى "عسلية" التي تغير اسمها ضحية محيطها واخطاء الآخرين وضحية الفقر والحياة الصعبة.
أداء هيفا وهبي في هذا العمل ممتع تتنقل بشخصيتها وتتقمص شخصيات تماماً "كالحرباية"، فخرجت بدور عسلية من نفسها وخلعت عنها صورة الديفا التي اعتدنا عليها فنامت بالشارع وعملت كخادمة وأثبتت بشكل واضح أنها ممثلة من الطراز الرفيع ورغم ذلك حافظت على جمالها المبهر.
كل ما في الحرباية متقن، الفنانة دينا تقدم أجمل أعمالها على الاطلاق أتقنت دور المرأة البلطجية التي جعلتها الظروف أيضاً تتاجر بالمخدرات وتهرب من وجه العدالة.
منذر رياحنة غير بشكله وجعل نفسه أكثر بشاعة كي يكون فعلاً رجلاً بلطجياً، تاجر مخدرات.
الممثل خالد كمال ايضا صاحب أداء ملفت بدور راشد الرجل البلطجي والقاتل.
للعام الثاني على التوالي، نجحت هيفا وهبي بأن تكون بطلة في شهر رمضان المبارك وهي طبعاً أصبحت الممثلة المنتظرة بعد أن برعت بدور مريم العام الماضي فكسبت الرهان هذا العام بالحرباية وقدمت عملاً سيسجل بالخط العريض في تاريخها الفني.
النص والقصة وتطور الاحداث السريع البعيد كل البعد عن الملل الذي قد يقع به المشاهد هي نقطة قوة رائعة في هذا المسلسل، واقع مرير هو طبعاً ليس واقعنا جميعاً ولكنه واقع عدد كبير من الاشخاص وهنا تكمن التحية للكاتب أكرم مصطفى والإخراج رائع من مريم أحمدي.