ما نعرفه عن إعلاميات هذا العصر الرديء، لا يتعدى حدود "بوتوكس" وسيليكون الوجه، يخفي تجاعيد التعالي وقباحة التكبّر، ما نعرفه عن إعلاميات العصر المتردي هذا، هو إبتسامة زائفة من أمام الكاميرا وجفاصة روحٍ من وراء الكواليس. إعلاميات هذا الزمن، عاشقاتُ إضاءة، مدمنات سجادة حمراء، مرتهنات لأخضر الدولار وأسود النفوس. لكن التعميم خطأ فادح، فهذا الزمن نفسه، كما هو لتلك الإعلاميات، هو أيضاً لإعلاميات مغايرات للسائد، كالإعلامية ديانا فاخوري. الإعلامية الحقيقيّة البعيدة عن فساد الشهرة ومجدها الباطل، أطلقت أمس عبر وسائل التواصل الإجتماعي الخاص بها، فيديو لمبادرة إنسانيّة أطلقتها من منطلقٍ وطنيّ-إنساني.
المبادرة بسيطة كبساطة الناس، وهي حملة تبرعات لثيابٍ لكل الفئات العمريّة، ستمتدّ خلال شهر رمضان المبارك وتنتهي عند بداية العيد، موعد توزيع الثياب على أهالي بيروت المحتاجين. لفتتنا المبادرة فإتصلنا بديانا فاخوري لنستوضح أكثر.
قالت ديانا إن المبادرة هي فرديّة من إبنة بيروت، المنطقة التي تنتمي إليها بفخرٍ وإعتزاز، بيروت المنسيّة التي لا يفكّر فيها أحد كما قالت ديانا، التي صرّحت بجرأة أنه لم يعد هناك من يفكّر بأهل بيروت، فهناك شوارع ومناطق كثيرة تحت رحمة الحرمان. المبادرة وفق ديانا لم تأت على شكل جمع تبرعات ماديّة، فأنا لا أريد أن أدخل في معمعة المال وحساباته. البلد يمرّ بأزمةٍ إقتصادية أضافت فاخوري، فمن المعيب أن يمرّ العيد على الناس وهي غير قادرة على تأمين الملبس لتستقبل هذه الأيام المباركة ببهجة كما إعتادت في الماضي. لذا قررت وبمبادرة شخصيّة مني وبدعمٍ من صندوق الزكاة، أن نزرع البسمة في نفوس هؤلاء الفقراء ونعيد العيد إلى حياتهم.
طلبت من الناس الذين يحبون المشاركة في التبرّع بثيابٍ مستعملة أو جديدة، عبر الإتصال بالأرقام المذكورة في الفيديو أو في القاعة التي سيخصصه صندوق الزكاة لهذه الحملة. وسأكون موجودة قدر المستطاع في القاعة لكي أستلم الملابس شخصياً، كما أننا سنطلب من بعض المتطوّعين بإستلام الملابس من المتبرّعين. وستتم عملية توزيع الملابس خلال الأيام الأولى للعيد في المناطق البيرويّة كافة، ختمت فاخوري.
لا، الزمن ليس رديئاً ولا متردياً، الزمن زمن إنسانيّة ومحبة، زمن حقيقة الإعلام الذي وإن تشوّه بقباحة النفاق والرشوة والتطبّع، يعود جميلاً كجمال روح ديانا فاخوري.