ممثل سوري، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، بدأ مسيرته الفنية من خلال المسرح، حيث كان عضواً في فرقة (فواز الساجر) المسرحية، ثم قدم أول أدواره في التلفزيون عام 2001 من خلال مسلسل "صلاح الدين الأيوبي". اشتهر بالمسلسلات الدرامية وأهمها "فارس بني مروان"، "الوزير وسعادة حرمه"، "قمر بني هاشم"، "بيت جدي"، "رجال الحسم"، "أهل الراية"، "طالع الفضة"، "الدبور"، "زمن البرغوت"، "بوب الريح"، "عطر الشام"، "تحت المداس"، "باب الحارة".
الفنان علاء قاسم حلّ ضيفاً على موقع "الفن" من خلال اللقاء التالي:
تشارك هذا الموسم في أعمال عدة، حدثنا بدايةً عن الجزء الثاني من "عطر الشام".
أستمر بتجسيد شخصية "كداس" التي قدمتها في الجزء الأول، وهناك تطورات عدة، حيث تنكشف قصة "كداس" مع "فوزية" ويضطر للهروب من الحارة فيتحول إلى شخص "فراري"، وزعيم عصابة، ويبدأ بالتهجم على الحارة لتكون نهايته سيئة.
في الدراما دائماً ما تكون النهايات حزينة للشخص السيء والشرير، ومفرحة للشخص الجيد، والخير ينتصر على الشر، عكس الواقع تماماً.
أيضاً تلعب أحد أدوار بطولة مسلسل "وردة شامية"، فما شخصيتك؟
ألعب شخصية ضابط سوري يدعى "أدهم"، وهو شخص انتهازي يدّعي الطيبة كي يصل إلى مصالحه المرتبطة بالحكم والسلطة، وبعد وصوله إليها يبدأ باكتشاف مرتكبي جرائم القتل بذكائه وحنكته، لكن حادثة ما تمنعه من استكمال التحري والوصول إلى المجرم.
العمل مستنسخ عن قصة واقعية وسبق أن قدمت، أتعتقد أن الجمهور سيرحب بالفكرة مجدداً؟
"شيفرة دافنشي" هو بالأساس رواية، وفيلم "العطر" كذلك، وقدّم بطريقة ساحرة وجميلة جداً، وكما يقول شكسبير "الأفكار دائماً موجودة على قارعة الطريق". لكن الأمر يتوقف على كيفية معالجتها وتقديمها بطريقة مختلفة، وأنا هنا لا أقارن بالمستوى الأدبي أو الفكري، وهذا الموسم أخذنا على عاتقنا أن نقدم قصة "ريا وسكينة" عبر مسلسل تلفزيوني، وأتوقع أن تكون طريقة معالجة الفكرة والنص والأداء جديدة ومتميزة ومختلفة عما قدّم، وهذه ميزة تحسب للعمل، وسنتعرف على وقعه على الجمهور خلال رمضان.
وأرى أنّ أيّ قصة درامية يتم تنفيذها وحبكها بطريقة صحيحة مع الاهتمام بأدق التفاصيل وتوفر جميع العناصر الفنية الناجحة، فإن نتيجتها ستكون مرضية وناجحة حتماً.
حدّثنا عن العملين الكوميديين "سايكو" و"كعب عالي". ما تفاصيلهما؟
حللت ضيفاً على "سايكو" بشخصية "بهاء" المكلف بمهمة مراقبة "حكمت" التي تؤدي دورها الفنانة أمل عرفة، ومراقبة زوجها "أبو النور" (أيمن رضا) بهدف الحصول على قرص مدمج يتضمن معلومات سرية وملفات فساد، فيصبح صديقاً مقرباً من الأخير ويحصل منه على معلومات مهمة قبل أن يكتشف أمره لاحقاً ضمن مفارقات غريبة وكوميدية.
وشاركت بمسلسل "كعب عالي"، وألعب شخصية محقق ملقب بـ"هولمز" انطلاقاً من تعلقه بشخصيته، ويكون كذلك مولعاً بمشاهدة الأفلام السينمائية البوليسية التي تطور أداءه في التحقيق بحسب قناعته. كما يهتم بتأليف نظريات حديثة في التحقيق مستفيداً من نظريات العلوم الأخرى ويحاول تطبيقها على أهالي الحي بأسلوب كوميدي لطيف.
الشخصية جميلة ومميزة لكن تم إيقاف العمل، ولا أعلم إن كنتُ سأكملها أم لا كون العمل معلّقاً، ولا يوجد أي جواب واضح وصريح من المخرج أو الشركة المنتجة إلى جانب التأويل والتسويف اللذين استمرا على مدى خمسة أشهر، إذ وصلني خلال الأشهر الماضية عدة رسائل نصية مفادها أن العمل سيستكمل وبالتاريخ الفلاني وسنبدأ عمليات التصوير بتاريخ كذا، ولم ينفذ أيّ شيء من هذا الكلام.
أنجزنا أقل من 20 في المئة من العمل، وحقيقةً ليس هناك أي مؤشرات تدل على أن العمل سيستكمل، ومن المحتمل أن يستكمل لاحقاً أو يكمله الورثة من بعدنا.
لعبت دوراً بمسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"، حدثنا عنه.
صحيح أديت دور "أيهم"، وهو شخص يدّعي أنه على علم بمكان رجل معتقل، فيبتز زوجته كاريس بشار للحصول على الأموال ويتلاعب بمصيرها.
مؤخراً أصبحت أغلب الأعمال المنتجة مشتركة، وبرأيي إن كانت تلك الأعمال مشغولة ومكتوبة على أساس درامي صحيح وغير مفتعل أو مقحم أشجعها ولا أمانع المشاركة بها، خاصة وأن تلك الخلطة تساعد على تسويق العمل ويحل أزمة التسويق التي يعاني منها المسلسل السوري.
أغلب مشاركاتك ضمن أعمال شامية، هل هو خيار المخرجين أم أن شخصيتك تفرض ذلك؟
لا أريد إلقاء اللوم على أحد لكن معظم مخرجينا لا يتمتعون بروح المغامرة والاكتشاف، فعندما ينجح أي ممثل بتجسيد شخصية معينة ينطبع الأمر في ذاكرة المخرجين والمنتجين وينظرون له دائماً من الزاوية ذاتها، ويسعون إلى استقطابه لاحقاً بأي شخصية مشابهة أو مماثلة كونهم لا يفضلون المجازفة بممثل آخر، ويركضون وراء الاستسهال والأمور الجاهزة، رغم أن الممثل قد يبدع أكثر في زاوية أخرى.
مشاركاتك قليلة بالأعمال الكوميدية ما السبب؟
الأمر له علاقة أيضاً بخيار المخرجين ورؤيتهم للأمور، وبالنسبة لي ليس لديّ أدنى مشكلة ولست ممتعضاً ولا مرهقاً، كما سبق وعُرضت عليّ عدة أعمال كوميدية لم تنل إعجابي فرفضت المشاركة.
ما الذي شدك لمسلسل "سايكو" إذاً؟
العمل ليس كوميدياً فحسب وإنما ذو بعد وعمق، وبالطبع مميز كون من تلعب بطولته بخمس شخصيات ممثلة ممتازة هي أمل عرفة، كما شاركت المخرج زهير قنوع بكتابة العمل إذ سبق وكتبت عدة نصوص مهمة حققت نجاحات كبيرة، إلى جانب تولي كنان صيدناوي إخراجه وهو يدرك تماماً ما يريد وقدم رؤية واضحة لذلك، ناهيك عن أهميته كتقني، حيث اشتغل بطريقة وإيقاع وروح أضفت على العمل الكثير، إضافة إلى النجم أيمن رضا وكل الممثلين الموجودين، وحقيقة عملنا بطريقة أكسبت الأشياء قيمتها.
كيف تقيّم النصوص المقدمة في الآونة الأخيرة؟
مشكلتنا بالعموم أننا غير قادرين على تشخيص المشكلة، ومن الضروري أن نقوم بذلك حتى نتمكن من حلها، والمشكلة أكبر من وجود أزمة نصوص، وهي أن كل شيء أصبح مستباحاً.
لأي عمل متحمس أكثر: لأعمال الأزمة أم الكوميديا؟
سواء كان العمل يحاكي الأزمة أو أي موضوع آخر، مجرد أن يكتب بأصول درامية مع مراعاة أدق التفاصيل من الشركة المنتجة إلى جانب قدرتها على تقديم نفسها بشكل راق، أي توافر كل العناصر الفنية اللازم وجودها بأي عمل فني ناجح فبكل تأكيد أنا وأي ممثل آخر نتمنى أن نكون جزءاً من المشروع.
قدمنا أعمالاً عديدة لا علاقة لها بالأزمة لكن فنياً لم تكن مشغولة بطريقة صحيحة ولا بالمستوى المطلوب كون هناك مجموعة من المخرجين والخبرات والممثلين تركوا البلد، وبعض شركات الإنتاج توقفت عن العمل، فتضاءل حجم الإنتاج من عام 2010، حينها أنتجت سوريا 56 مسلسلا، والعام الماضي قدمنا 32 عملا، أما في العام الحالي سنقدم 25 عملاً، وأتمنى أن نقدم في العام المقبل كمّاً أكبر بكثير.
هل ما زلت قادراً على تقبل أعمال الأزمة؟
يبدو أن الأزمة أصبحت كزمرة دمنا، وأي مواطن يعرف تماماً ما هي زمرة دمه وأوضاعه الصحية، فقد اعتدنا عليها وأصبحت جزءاً من حياتنا اليومية ابتداءً من لحظة خروجنا من منزلنا لتأمين مستلزماتنا الحياتية إلى حين موعد نومنا.
وأنا كمشاهد أحب العمل الذي يلامس الحقيقة قدر الإمكان رغم أن أغلب الأعمال غير قادرة على تحقيق هذا الشرط.
لك بمهنة التمثيل حوالى 14 عاماً، لكنك لغاية اليوم لم تحصل على دور بطولة مطلقة!
لعبت أدوار بطولة بعدة أعمال منها "بيت جدي" و"طيور الشوك" و"عطر الشام" وغيرها، وبالطبع كل ممثل سواء قديم أم جديد يطمح لذلك، لكني حقيقة مستمتع جداً بكل ما أفعله وأقدمه وليس لدي أي رغبة أن أحسب على طرف أو أن يحسب أحداً عليّ.
والأهم من ذلك هو الاستمرارية والتميز وأن تقدم نفسك بكل عمل جديد بطريقة جديدة ومختلفة ولا تشبه سواها.
دائماً تستذكر الكبار أمثال خالد تاجا رفيق سبيعي وغيرهم أترى أن رحيلهم سيترك أثر على مستوى الدراما السورية؟
بحكم علاقاتي الشخصية، هناك الكثير من الفنانين الكبار قدراً وقيمة وعمراً لم يكونوا يمتلكون بمرحلة من المراحل ثمن طعام أو مواصلات ويذهبون لعملهم سيراً على الأقدام.
هؤلاء الأشخاص عانوا كثيراً حتى تمكنوا من تأسيس حركة فنية، أما جيلنا والأجيال التالية جاؤوا فوجدوا كل الأمور جاهزة، والمشكلة أن الكثير من الأشخاص الوافدين الجدد إلى الفن لم يشاهدوا تجارب أحد ولا يحترمون أي فنان ويعتقدون أنهم عباقرة، وعندما يتم تجريبهم يفشلون. فمثلاً صلاح قصاص وخالد تاجا هما رمزان، لكن مشكلتنا بهذا العصر أن فكرة الرمز قد سقطت وانهارت عند المجتمع، فإذا تمكنا من المحافظة على أشخاص أو عقائد أو مفاهيم نكون قد ساهمنا بتماسك المجتمع وبإعادة انطلاقه. هؤلاء الرموز خسارة كبيرة وتعويضهم ليس بالأمر السهل، فكيف نستطيع أن نعوض شخصاً مثل رفيق سبيعي كقيمة فنية وإنسانية أو خالد تاجا أو نجاح حفيظ وأسماء كثيرة أيضاً؟
باعتبارك مدرّساً بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ما رأيك بقرار حرمان السنة الرابعة من عرض التخرج؟
هذا القرار صادر لهذا العام فقط ولن يطبق على طلاب السنوات القادمة، وأي إدارة تفخر بتقديم عروض لكل الأقسام، ولكن عندما تتخذ قرار حجب عرض التخرج عن الجمهور فالمفروض أن نتقدم بسؤالها لنتعرف على الأسباب التي أوصلتها لذلك.
انتقادات كثيرة وجهت لعميدة المعهد على القرار جيانا عيد خريجة الدفعة الثانية من المعهد العالي للفنون المسرحية أي من أوائل الدفعات، فهي أكاديمية وابنة الاختصاص، ومشكلتنا نحن العرب أننا إن أردنا أن نطعن أحد نقوم بشتمه على أساس أننا نسيء له وهذا هو الرمز والأيقونة الذي تحدثت عنه قبل قليل، وسواء كنا مع أو ضد القرار يبقى اسمها جيانا عيد عميدة المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد منحتها الجهة المسؤولة بالدولة الثقة ونصبت على هذا الأساس بمنصب عميدة.
وهي مسؤولة عن هذا الصرح، والقرار الذي اتخذته ليس قرارها وحدها وإنما هو قرار "مجلس معهد" أعلى سلطة بالمعهد ويصدر بتوقيع العميدة.
كيف تمضي وقتك بعيداً عن الفن؟
بالقراءة ومشاهدة الأفلام والإصغاء إلى مشاكل الناس العاديين وهمومها، فأنا شخص ملتصق بالمجتمع وأتعامل مع الناس بكل ود ومحبة وألفة.
ماذا عن السينما؟
أنا مولع بالسينما وأشاهد جميع أنواع الأفلام، خاصة التي تحقق حضوراً جماهيرياً أو التي تحصل على جوائز أوسكار.
بعيداً عن الفن، ما سر أنك متحفظ دوماً عن أخبارك الشخصية؟
اسمها حياتي الخاصة، أي أنها تخصني لي وحدي، وهناك بعض الأشخاص لهم وجهة نظر خاصة وأنا لست ضدها، لكني أنا كفنان أعتقد أن الأمور المتعلقة بالجانب المهني والفني هي ما يهمني تصديره للجمهور وليس حياتي الشخصية.
وأرى أن هناك مسائل أهم بكثير قادر أن أسلط الضوء عليها، لكن حياتي الشخصية ليست بمتناول الناس ولا بأي معنى من المعاني.