ذاب ثلج جائزة الموريكس دور وتجلى المرج في العديد من الصور التي قررنا الاضاءة عليها. فمن واجبنا كسلطة رابعة ان نضع بعض الاحداث التي وجدنا فيها شوائب تحت مجهر النقد الموضوعي وفق المعايير المتعارف عليها.
لا يختلف اثنان على أهمية جائزة "الموريكس دور" التي باتت اشهر من نار على علم والتي تعتبر وجها ثقافيا وحدثا مشرقا للبنان. اكثر من ذلك لقد تحولت الجائزة إلى محطة سنوية ينتظرها المشاهد والنجوم على حد سواء لتكريمه على اجتهاده وباكورة أعماله.
لكن ثمة بعض الشوائب التي تشوب تلك الجائزة سنوياً والتي تدفعنا إلى التعقيب عليها من باب التصويب ليس أكثر أو اقل.
البداية من عدم تمكن حضور الفنانة اليمنية بلقيس لتسلم جائزة افضل فنانة عربية التزاما بقرار وزارة الخارجية الاماراتية التي تمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان. فقد غردت بلقيس عبر التوتير قائلة: "في قمة سعادتي الليلة لحصولي على جائزة أفضل فنانة عربية خليجية لعام 2016 في جائزة الموريكس دور وكل الشكر لكل من رشح وصوت ودعم بلا حدود... واحتراما للقانون الصادر من وزارة الخارجية الإماراتية بمنع سفر المواطنين إلى لبنان فقد اعتذرت عن عدم الحضور وسأستلم الجائزة في دبي". قرار بلقيس اثار غضب اللبنانيين الذين انتقدوا تغريداتها عبر مواقع التواصل وردّوا عليها بأنّها غير معروفة أصلاً، ولن تغني لبنان بقدومها. حتى النقاد الصحافيون استهجنوا تصرف بلقيس هذا ورأوا أنها لا تستحق التكريم في لبنان كونها تخاف على نفسها من زيارته. فيما علق البعض أن بلقيس يمنية وغردت عن القانون الإماراتي معتبرين أن النجمة اليمنية أرادت أن تجد "حجة" فقط لعدم تواجدها في "الموريكس دور".
ولبلقيس نقول... لك كل الحق ان تلتزمي قرارات الدولة الاماراتية التي تحرص على رعاياها في لبنان. ونقدر احترامك لقرار الدولة إنما حياتك ليست اعز من 6 مليون نسمة تقيم في هذا البلد وليست أعز من حياة الفنانة احلام التي تزور بيروت اسبوعيا لتصوير برنامج "اراب ايدول" وليست اغلى من حياة الفنان احمد حلمي الذي يقصد بيروت لتصوير برنامج "ارابز غوت تالنت" وليس اعز من حياة شيرين عبد الوهاب ومحمد حماقي ومنى زكي الذين حضروا لتسلم جوائزهم. ناهيك عن ان الوضع الأمني في لبنان يشهد حالة من الاستقرار ومن دون مبالغة مقارنة مع الدول العربية المجاورة. إضافة الى انه ما من بلد عصي على الارهاب الذي بات يتهدد الدول العظمى كافة. بلقيس وعلى الرغم من محبتي وتقديري لها، اخفقت في قرارها هذا وكان عليها ان تعتذر قبل منحها الجائزة بدلا من دخولها في هذه المعمعة التي افقدتها الكثير من شعبيتها في لبنان. ويبدو أن بلقيس حاولت بعد ذلك تبرير موقفها حيث نشرت فيديو تعبر عن سعادتها وفرحتها بالفوز بهذه الجائزة وأشارت إلى أنها لم تتمكن من السفر إلى لبنان لأسباب خارجة عن إرادتها.
من الجوائز التي اثارت فينا العجب والريبة حصول مسلسل "أمير الليل" على جائزة افضل مسلسل عربي في الوقت الذي يستحق فيه اسوأ اخراج على الاطلاق رغم احترامنا لحصول منى طايع على جائزة افضل كاتبة والفنان رامي عياش جائزة أفضل ممثل مطرب.
كما لم نفهم حصول الفنانة عبير نعمة على جائزة تقديرية عن برنامجها الذي أنتجته الميادين "موسيقى الشعوب" ورغم أنها قد تستحق جائزة أفضل صوت غنائي متميز، إلا أنّ في ما يتعلق بالجائزة المخصصة للبرامج، هناك بعض البرامج التلفزيونية كبرنامج The Voice أو برنامج "لهون وبس" لهشام حداد، تستحق الجائزة.
أما بالنسبة إلى تكريم الفنان معين شريف حسناً فعلوا، لأن تكريمه كان يجب اتمامه منذ سنوات خصوصاً حين اصدر اغنية "شو بيشبهك تشرين"... ولم نعلم السبب الذي دفعهم إلى الانتظار لتكريمه طيلة هذه السنوات.
كما نلفت نظر القيمين على الجائزة إلى ضرورة واهمية اختيار الاشخاص المناسبين لتكريم الضيوف. فقد لاحظنا اخفاقهم وإلى حد كبير في اختيار بعض الشخصيات لتكريم نجوم العرب. فإن قررتم اختيار صحافيين لتكريم بعض النجوم عليكم بالبحث عن الصحافيين الجديرين بالإحترام والذين يملكون منبراً مؤثراً في الرأي العام والاعلام.
في الختام نشير الى أن افتقاد الحفل لكل عوامل الإبهار والجذب، ادخلنا ضمن بوتقة الملل والتكرار لجوائز شاب البعض منها الرتابة والتكرار والملل.