أنجز مخرجون لبنانيون شباب مع شركائهم الأجانب أربعة أفلام قصيرة مشتَرَكَة ستُعرَضُ في 18 أيار الجاري في افتتاح تظاهرة La Quizaine des Réalisateurs ضمن مهرجان كان السينمائي الفرنسي، وهي تندرج في إطار برنامج بعنوان La Factory الذي أطلق قبل خمسة أعوام ويهدف إلى تشجيع المخرجين الشباب من مختلف أنحاء العالم والذين يعملون على أوّل أو ثاني فيلم روائي لهم.
ويشكّل موضوع اللجوء السوري إضافة إلى هاجس الهجرة إلى أوروبا، محور أحد الأفلام الأربعة، فيما تشكّل بيروت المتغيرة حجراً وبشراً، خلفية اثنين من الأعمال الأربعة. وبينما يركّز أحد الأفلام على العلاقات العائلية، يثير فيلم آخر الاعتبارات الطبقية في العلاقات الاجتماعية.
واشترك اللبناني أحمد غصين مع الفرنسية لوسي لاشيميا، المتخصصة في مجال التحريك، في تصوير فيلمهما القصير "تشويش". ويتولى سعيد سرحان الدور الرئيسيّ في العمل المشترك الذي تبلغ مدته 17 دقيقة. ويتناول الفيلم قصّة سعيد الذي يتولى وظيفة حارس، ويكون مركزه تحت جسر فؤاد شهاب في وسط بيروت. وفي أول يوم عمل له، يُؤدي سعيد مهمّته بكثير من الجدّية، ولكن مع حلول الصباح، يُدرك أنه عاجز أمام ما يحصل أمامه، ولا يحرس عملياً اي شيء. ورأى المخرجان أن الفيلم "يتناول بطريقة مبتكرة الواقع الذي تعيشه بيروت، من خلال قصة هذا الحارس الذي سحقته المدينة، والعنف الذي يهجم عليه بطريقة سرياليّة، وهو فيلم عن وحدة هذا الحارس والإنسان في المدينة وعن وظيفة حراسة شيء ليس بمقدورنا حراسته وحمايته".
أما فيلم "سلامات من ألمانيا" للبناني رامي قديح والبوسنية أونا غونجاك، مع إيلي نجيم تمثيلاً، فيتناول قصة شاب لبناني ينتحل صفة لاجىء سوري كي يتسنى له تحقيق حلمه بالهجرة إلى أوروبا والاستقرار فيها، فيشتري جواز سفر سوريًا مزوّراً، ويفعل كل ما يلزم ليبدو سوريّ الهويّة، ولكنّه لم يتهيأ لِتَبعات أنْ يكون لاجئاً سورياً.
"أوتيل النعيم" للبنانية شيرين أبو شقرا والإيطالي- السويسري مانويل ماريا بيرّوني يروي قصة شخصين يلتقيان عند شاطىء البحر، وسرعان ما يسرّ كلّ منهما إلى الآخر بتفاصيل عن حياته ومشاكله: أحدهما مقاول يشيّد مبنى ضخماً في بيروت، والثاني مقامر فَقَدَ الكثير مما يملكه بسبب مراهناته االخاسرة، يدير فندقاً متواضعاً ملاصقاً لهذا المبنى. وسرعان ما تتطور علاقتهما إلى صفقة يتبيّن أنها ليست سوى مكيدة مدبّرة. ويضمّ الشريط في الأدوار التمثيلية كلاً من الفنان أحمد قعبور وسامي حمدان.
أما "الغران ليبانو" للبنانية مُنيا عقل وإرنستو (نيتو) فيلالوبوس من كوستاريكا، ومعهما تمثيلاً كلّ من ثريا بغدادي وجورج دياب وألكسندرا القهوجي، فيروي قصّة رجل وشقيقته يلتقيان للمرّة الأولى منذ 12 عاماً، بعد أن عاش الرجل منعزلاً في إحدى المناطق الريفية:عندما يفيق باسم من حالة سُكره الشديد جنب البحيرة وبين أسماكه النافقة، يجد أخته يمنى تقف أمامه ومعها نعش. ويتبيّن للشقيقين أنهما، رغم اختلافهما الكبير، يتشاركان الكثير من الأمور، وتجمعهما أمور تافهة وبسيطة، وبالتالي يدركان أنهما عائلة ويحتاج أحدهما إلى الآخر.