غياب دور الدولة والحاجة لرأس مال ضخم وغياب دور الخبرات التنظيمية للحفلات كانت من أبرز العوامل التي تحدث إلينا نجوم وصُناع الموسيقى في مصر بخصوص فكرة عدم وجود مهرجانات موسيقية ضخمة تتسع لآلآف من الجماهير على غرار ما نراه كل عام في "موازين" و "جرش" و"هلا فبراير"، وعلى الرغم من أن مصر رائدة الفن في الوطن العربي إلا أن المسؤولية تقع كاملة على وزارة الثقافة المصرية المسؤولة عن تنظيم مثل هذه المهرجانات رغم وجود أماكن تاريخية كثيرة في مصر قادرة على إحتضان هذا النوع من المهرجانات في مصر.. "الفن" يرصد لكم آراء بعض صُناع الموسيقى في مصر بخصوص هذا الأمر مُتمنين أن يكون لنا التأثير في الأمر وتعديل الواجهة نحو تقديم مهرجانات موسيقية قوية تليق بصورة مصر في التحقيق الآتي:
هاني شاكر: لدينا أماكن ثقافية وتاريخية كفيلة بإحتضان مهرجانات غنائية ضخمة
في البداية إستعنا برأي الفنان هاني شاكر النقيب المُعتزل للموسيقيين.. فيبدي رأيه عن الأمر ويقول: "أعتقد أن مثل هذه المهرجانات هي بمثابة إفادة لمصر بشكل عام، فلو لاحظنا سنجد أنها تروج للسياحة من ناحية وسنجد كماً كبيراً سواء من النجوم من مختلف أنحاء العالم يشاركون في الفعاليات الخاصة بالمهرجانات الموسيقية إلى جانب حضور جماهيري كبير، كما أن لدينا الكثير من الأماكن السياحية المميزة والكفيلة بإحتضان مثل هذه المهرجانات، وفي الوقت نفسه هي إثبات أن مصر بلد الأمن والأمان وقادرة على إحتضان وتنفيذ مهرجانات بأفضل شكل ممكن ونحن قادرون على ذلك لأننا رواد الفن في الوطن العربي".
محسن جابر: من الضروري وجود مهرجانات ضخمة لأن لمصر الريادة في الفن والموسيقى في الوطن العربي
أما المُنتج الموسيقي محسن جابر رئيس شركة "عالم الفن" فيؤكد أهمية وجود مثل هذه المهرجانات في مصر ويقول: "من الضروري وجودها لأن لمصر الريادة في الفن والموسيقى في الوطن العربي لكن أعتقد أن غياب دور الدولة في هذا الأمر سبب كبير في عدم وجود هذه المهرجانات على أرض الواقع بخاصة أن مثل هذه المهرجانات تحتاج لدعم كبير من الدولة سواء على المستوى المادي أو التنظيمي إلى جانب الدعاية الخاصة التي تستلزمها هذه المهرجانات".
وأضاف جابر قائلاً: "على الدولة أن تراعي مسؤولية تنفيذ مهرجانات موسيقية ضخمة في مصر وإستقطاب نجوم عالميين من جميع أنحاء العالم كما نرى في المهرجانات الأخرى مثل جاستين بيبر وأديل وكريستينا أغيليرا لأنهم في الوقت نفسه يروجون للسياحة بوجودهم في هذه المهرجانات، لكن في الوقت نفسه كل التكاليف تكون على المهرجان سواء من خلال خطوط الطيران أو الإقامة وما إلى ذلك، فالأمر يحتاج لدعم كبير ومن الطبيعي أن يكون المردود إيجابياً وخير إثبات على ذلك هي تجربة أميركا التي تعتمد على السينما كمصدر دخل أساسي، ونحن في الشركة مستعدون لأي وقوف إلى جانب الدولة في تنفيذ مثل هذه المهرجانات الضخمة والمهمة".
مصطفى كامل: تنظيم المهرجانات مسؤولية وزارة الثقافة
ومن جانبه أبدى نقيب الموسيقيين الأسبق الفنان مصطفى كامل رأيه فيما طرحناه عليه من تساؤلات بخصوص عدم وجود مهرجانات غنائية مصرية قوية على غرار ما نراه في الدول العربية الأخرى وقال: "المفروض أن فكرة تنظيم المهرجانات هي مسؤولية وزارة الثقافة والدولة بشكل عام، فالكثير من الأفكار موجودة لكن عدم وجود رعاية وإحتضان لهذه المهرجانات هو ما جعل هذه الأفكار لم تنفذ حتى الآن، وهذا الأمر إنعكس بالسلب على الساحة الغنائية وظهور نوعيات رجعية من الأغنيات لا تمت للموسيقى الراقية بأي صلة".
وأضاف مصطفى كامل قائلاً: "أعتقد أن روتانا لها دور كبير في هذا الأمر بخاصة أن من يشاركون في المهرجانات العربية على غرار موازين وجرش وهلا فبراير وغيرها من المهرجانات هي نفس الوجوه التي تُشارك كل عام، وإدارة الفن في الوطن العربي قائمة على تحكم روتانا في الأمر بنسبة كبيرة لأن الأمر بمثابة تربيط علاقات".
نادية مصطفى: المسؤولية على الحكومة وصناع القرار والأمر يحتاج لإمكانيات ضخمة
أما من جانب نقابة الموسيقيين فتحدثت إلينا الفنانة نادية مصطفى عضو مجلس إدارة النقابة بخصوص رؤيتها فيما طرحناها من تساؤلات تخص علاقة النقابة بعدم وجود مهرجانات غنائية وقالت: "أعتقد أن الأمر هو مسؤولية الحكومة وصُناع القرار في الدولة في المقام الأول بخاصة أن لدينا الكثير من الأماكن الكفيلة بتنفيذ مهرجانات قوية وضخمة تتسع للآف من الجماهير لكن الأمر يحتاج لإمكانيات ضخمة للغاية من أجل تقديم مهرجانات تليق بصورة مصر أمام العالم لأن الأمر ترويج للسياحة وإعطاء صورة لمصر في المقام الأول وعلينا أن ننفذها بأفضل شكل ممكن، كما أنني لا أعتقد أن النجوم الكبار في مصر والذين لهم تاريخ فني أو الشباب سوف يتأخرون على مصر لو طلبت منهم أن يُشاركوا في مثل هذه المهرجانات".
هاني مهنا: لا نستطيع الضغط على الدولة في الوضع الإقتصادي الحالي ولا يجوز لشركات خاصة تنفيذ هذه المهرجانات
أما الموسيقار هاني مهنا.. فيقول إن الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر في الوقت الحالي لا تجعل أي شخص يستطيع الضغط على الدولة من أجل تنفيذ مهرجانات موسيقية ضخمة تحتاج لرأس مال ضخم للغاية، مؤكداً أن تنفيذ هذه المهرجانات لا يمكن أن تكون فيها شركات أو قطاعات خاصة لأن الأمر يتعلق بعناصر كثيرة من بينها التنفيذ على أفضل شكل ممكن وإعطاء صورة مُبهرة عن مصر وترويج للسياحة إلى آخره، وتابع قائلاً: "علينا الحفاظ على الهوية المصرية لأننا رواد الفن في الوطن العبي إلى جانب أن لهذه المهرجانات دوراً إجتماعياً مميزاً للشباب وإبعادهم عن الدخول في أشياء كثيرة قد تُضر بالمجتمع ومنها على سبيل المثال الإرهاب".
كارمن سليمان: الأزمة في التنظيم وتنفيذ مهرجانات ضخمة تليق بصورة مصر
ومن ناحية أخرى تحدثت المطربة الشابة كارمن سليمان عن رأيها في الأمر وقالت إن الأزمة الحقيقية تكمن في التنظيم الجيد لمثل هذه المهرجانات الضخمة، مؤكدة على ضرورة إهتمام وزارة الثقافة والقطاعات المعنية بالأمر بتنفيذ مهرجانات موسيقية ضخمة تليق بمصر وتستقطب نجوماً عالميين على غرار الكثير من المهرجانات الكبيرة في الوطن العربي.