صدرت للكاتب والإعلامي اللبناني سمير فرحات روايته الجديدة "بنات خودا" عن دار الفارابي للنشر، وفيها يرسم مصير ثلاث شخصيات محورية تتصادم في خضم مأساة الطائفة الايزيدية في العراق، واجتياح مناطقها من قبل تنظيم داعش في العام 2014، وما أدى إليه هذا الاجتياح من اعتقال أكثر من 5 آلاف فتاة إيزيدية واغتصابهنّ، وبيعهنّ كالأغنام، وإعدام مئات الرجال والمسنين الايزيدين، وإجبار المعتقلات والمعتقلين على دخول دين الإسلام، بعد اتهامهم بعبادة الشيطان.
تبدأ الرواية بقصّة حبّ بين شاب إيزيدي يدعى أزاد وشابة إيزيدية تدعى نارين، انطلقت قبل 9 سنوات من الاضطهاد فيما كان أزاد يسعى الى الهجرة من العراق للالتحاق بعمه في ألمانيا. وسيكون لهذه العلاقة أثر جارف في حياته، وهي تنمو وسط أحوال سياسية وأمنية دموية. تجاريه نارين في جنون حبّ مستحيل، تسحقه العادات والتقاليد، ولا تحسب أن القدر سيكتب كلمته الأخيرة في قصة حبهما، على يد أحد مقاتلي داعش اللبنانيين.
في خلال النسيج الروائي لقصة الحبّ، تدخل الرواية الى معابد الايزيديين، هذه الطائفة الغامضة في تاريخ العراق والتي لطالما اتهمت بعبادة الشيطان، فتضيء على بعض معتقداتها وممارساتها وطقوسها. كما تلامس موضوعاً حارقاً في هذه المرحلة، يتعلق بطرق تجنيد الإرهابيين عبر زرع أفكار دينية متطرفة في نفوسهم، من قبل رجال الدين.
والأهم أنها تصفع بألم عالماً غارقاً في اللامبالاة والتوحش، إزاء مأساة فتيات ما زلن الى حدّ الساعة سبايا بين أيدي المتطرفين، يُبعن، ويُغتصبن، وتمتهن كراماتهن، ويرغمن على أشنع الممارسات.
"بنات خودا" رواية اللحظة، ستشهد لاحقاً لتاريخ إنسانية ساقطة.