فنان ذو طابع خاص فهو متلوّن بطريقة غير عادية حيث قدم الدراما ونجح فيها وأبكى الجمهور في أكثر من عمل فني، كذلك قدم الكوميديا وأضحك الجمهور، فهو من ضمن نجوم قلائل مؤثرين بأعمالهم بشكل كبير في الجمهور وهذا الأمر يحمله مسؤولية كبيرة... هو الفنان عمرو سعد الذي يتحدث لـ"الفن" عن مسلسله الجديد "أيام حسن الغريب" لموسم رمضان المقبل، وعن فيلمه "مولانا" الذي حقق نجاحاً كبيراً كما أعلن عن موقفه من مسلسل "بشر مثلكم" ورؤيته للرسالة الحقيقية للفن ورأيه في فكرة المنافسة وشقيقه المطرب المتميز أحمد سعد وموقفه من عمل ابنه في الفن بعد ظهوره العام الماضي معه في اللقاء الآتي:
لماذا اخترت قضية تهريب الآثار هذا العام لتقدمها من خلال مسلسل "أيام حسن الغريب" في رمضان المقبل؟
في البداية السيناريو جذبني للغاية ويحمل أفكاراً مختلفة لقضية تجارة وتهريب الآثار، وموضوع المسلسل يحمل عمقاً إنسانياً في هذه القضية وغير متشابه مع أي عمل تم تقديمه وطرح قضية تجارة الآثار فيه، هذا إلى جانب أن الشخصية التي أقدمها جذبتني للغاية وتحمل تطورات كبيرة بكل مرحلة داخل العمل، وأتمنى أن يحقق العمل النجاح في رمضان المقبل.
هذا العمل يمثل التعاون الثالث مع المخرج مجدي أحمد علي بعد النجاح الكبير لفيلم "مولانا" ومن قبله بسنوات مسلسل "مملكة الجبل"؟
سعيد للغاية بتكرار التعاون مع مخرج كبير ومهم مثل مجدي أحمد علي والذي يحمل أفكاراً مميزة للغاية في طريقة اخراجه، لاسيما أنه أصبح بيننا إنسجام كبير فلماذا لا نستغله طالما أننا نرتاح في التعاون مع بعضنا البعض وهذا كله في صالح الجمهور.
وهل صحيح أن تقديمك لفيلم "مولانا" أوقف العمل على مشروع مسلسل "بشر مثلكم" الذي أعلنت نيتك لتقديمه منذ سنوات؟
هذا غير صحيح والمسلسل لم يتوقف بل ما زلت مرتبطاً به حتى الآن وأتمنى أن أقدمه خلال الفترة المقبلة، كما أن "بشر مثلكم" مختلف تماماً عن فيلم "مولانا" ولا تشابه على الإطلاق ما بين العملين، وفي الوقت نفسه نحن نسعى لتقديم رسائل مجتمعية في أعمالنا الفنية ومن ضمن هذه الرسائل ضرورة تقديم أعمال تجدد الخطاب الديني وتحمل أفكاراً توعوية للناس، لذا فالمشرف ما زال قائماً ولم اعتذر عنه.
بعد فترة من عرض فيلم "مولانا" بدور للعرض السينمائية، هل تشعر أن الفيلم وصل بالفعل للجمهور من خلال الأفكار الموضوعة بداخله؟
أنا راض للغاية على ما حققه الفيلم من أصداء طيبة للغاية بخاصة أنني مقتنع بأن فيلم "مولانا" حقيقي ومناسب للوقت الحالي والعصور الأخرى بخاصة أنني لا أهتم بتقديم أفلام أحصل على صداها ومن ثم أفكر في غيرها بل إنني أطمح لتقديم أعمال تعيش مع الجمهور، والحمد لله الفيلم حقق نجاحاً كبيراً وإيرادات عالية ووصلت رسائل العمل للناس بسهولة ومن دون أي مقدمات.
رغم جدية الفيلم واحتوائه على قصة جريئة وجديدة في الوقت نفسه، إلا أنه حمل بداخله الكوميديا.. فما مدى صعوبة ذلك بالنسبة لك؟
هذا كان شيئاً صعباً للغاية أن نقدم موضوعاً جاداً وجريئاً ويحمل رسائل مجتمعية ويكون مصحوباً بالكوميديا، كما أن فكرة أن يبكي الجمهور ويضحك في الوقت نفسه صعبة للغاية تستهلك مجهوداً ذهنياً كبيراً، لكن الحمد لله نجحنا في أحداث ذلك وحقق العمل نجاحاً كبيراً في المجمل.
ولماذا صرحت بأن دورك في فيلم "مولانا" هو الأفضل في مشوارك الفني؟
سعيد للغاية بهذا الدور الذي شعرت من خلاله أنني قدمت رسالة مجتمعية حقيقية وأخلاقية، كما أن شعور الراحة الذي أعقب تقديم الدور يلازمني حتى الآن.
لكن دورك وأداءك بفيلم "مولانا" جعل التفكير يذهب لأكثر من مكان والجمهور يتخيل أنك تُقدم مزيجاً من شخصيات المشايخ في شخصية واحدة، فهل هذا مقصود؟
درست الشخصية التي قدمتها بشكل جيد وقمت بالكثير من التمارين الصوتية والأداء، وحاولت قدر الإمكان ألا أميل لأي طريقة معينة يعتمد عليها أي داعية أو شيخ ممن هم موجودون في الواقع كي لا يختلط الأمر على الجمهور وحتى لا يتخيل أحد أن الفيلم يُقدم عن شخصية بعينها ممن هم موجودون في الواقع وبالتالي نبتعد عن الهدف الاساسي الذي نُقدم الفيلم من أجله وهو فكرة تجديد الخطاب الديني، لذا قدمت الشخصية بطريقتي الخاصة ومن خلال دراستي للسيناريو بشكل جيد والمناقشة مع المخرج مجدي احمد علي.
قدمت الكوميديا والدراما والتراجيديا وحققت النجاح في كل طرف.. من وجهة نظرك ما هي رسالة الفن؟
الفن بشكل عام رسالة وكل ما يندرج تحت الفن راقي والمحترم، ويحترم عقول الناس سواء بالدراما أو التراجيديا أو الكوميديا فهي رسالة أيضا، فأهم شيء أن يُحقق ما نُقدمه للجمهور مردوداً فعلياً إيجابياً لديهم سواء بالضحك أو التأثر وما إلى ذلك، فرسم البسمة على وجوه الناس رسالة مهمة من خلال ما نُقدمه والتغيير والتأثير فيهم رسالة مهمة، وأنا أحب أن أُقدم اعمالاً تمزج ما بين الدراما والكوميديا.
وهل تهتم بفكرة المنافسة الفنية؟
لا أهتم بهذا الامر على الإطلاق منذ بدايتي ولا أحب أن أُشتت نفسي بهذا الأمر بل أنظر وأركز لما أُقدمه وأسعى أن أُحقق الإختلاف والتنوع في أعمالي وأن تصل للجمهور العربي كله، ومحبة الجمهور هي أكبر نجاح اشعر به.
وماذا عن شقيقك المطرب احمد سعد ورأيك في موهبته؟
شهادتي مجروحة في شقيقي لكنني سأتحدث بصراحة، فهو فنان وموهبة كبيرة ولا جدل على ذلك، لكنني ارى أنه لم يحصل على حقه بخاصة أنه يمتلك موهبة من الضروري أن تتواجد بصفة مستمرة على الساحة، واتمنى له النجاح والتوفيق.
لكن ما سبب غنائه أغنيات في أكثر من عمل فني من بطولتك؟
حقيقة.. أنا أحب صوت أحمد واشعر بتفاؤل كبير حين يغني في أعمالي الفني، والإختيار غالبا ما يكون من أسرة الاعمال الفنية التي أُشارك بها وأنا أُصدق على إختيارهم بعد أن يخبروني به.
شارك إبنك العام الماضي معك من خلال مسلسل "يونس ولد فضة"، فهل بذلك توافق على عمله بمجال الفن فيما بعد؟
لا أعارض عمله بالفن لكنني أهتم بدراسته في المقام الاول، والوقت الحالي ليس لتقرير موقفه من دخول الفن أو لأنه ما زال صغيراً، وفكرة ظهوره معي في المسلسل أوضحتها للجمهور بعد عرض العمل، ومن ثم حين يكبر وتكون لديه الموهبة ولو اختار الفن فلن أقف في طريقه.
ما الذي تسعى إليه من خلال عملك في الفن؟
طموحاتي كبيرة ولدي الكثير من الاحلام التي أُريد أن أُحققها مع أنني حققت جزءاً منها لكن هناك طموح وصراع دائم مع نفسي أن أُقدم الأفضل لجمهوري وأن تكون أعمالي مؤثرة في الناس لأن النجاح ليس في خطوة أو أكثر بل في الإستمرارية.