احمد كرارة نجم واعد بكل المقاييس كونه يختار أدواره بعناية شديدة لعل أبرزها المسلسل اللبناني "امير الليل" حيث جسد ببراعة متناهية دور منير الشاب الذي يضحي ويحب من طرف واحد ويعيش صراعات جمة.
.
اليوم في جعبة احمد عدد من الاعمال ومن هنا كان هذا اللقاء الحصري معه بالقاهرة:
اصبحت الاكثر شهرة بين ابناء جيلك من خلال مسلسل "امير الليل"؟
هذا العمل افتخر به جداً، والشخصية التي جسدتها فيها الكثير من الاضداد وقد احببتها كثيراً، والكاتبة منى طايع صاغتها بحبكة رائعة، وبالمناسبة هي التي رشحتني مشكورة لدور منير بعد ان شاهدتني بأحد الاعمال المعروضة لي على احد الفضائيات، وسألت عني صديقة لها صودف انها مشتركة بيننا، وعلى الفور حدثتني عن الدور الذي هو اصلاً مكتوب لشخصية مصرية وهي رأتني قادراً على تقديمها وكان ان وضعت فيه عصارة جهدي بالعمل، وعلى فكرة نص منى طايع ما ان تقرأيه حتى تشعرين انك تغوصين في اعماقه، وفي مشاهد كثيرة عندما كنت احفظها وهي عبارة عن "مستر سين" كنت ابكي لا شعورياً من شدة التأثر بالاحداث، وأعترف بأني عندما بدأت تصوير العمل كنت خائفاً للغاية كوني أجسد شخصية ضمن حقبة زمنية بالقرن الماضي، ودور منير يختلف عن عمري الحقيقي حتى شكلي تغير كلياً وكانت الصعوبة بالنسبة لي أن اتكلم بروح شاب متخرج من جامعته ويعمل غرسون في ملهى وهو من بيئة فقيرة ويحب مطربة من طرف واحد، ويضحي بسببها "لجدعنته وشهامته" كونه يمنحها اسمه للطفل الذي انجبته من آخر(يضحك ويقول) في هذا الزمن لم نعد نجد من يضحي كما فعل منير من شدة حبه لنريمان التي لعبت دورها الزميلة ميس حمدان.
برأيك في تلك الحقبة هل كان هناك من يضحي كما فعل منير ويتزوج من امرأة حامل ويمنحها والطفل اسمه ليستر عليهما؟
الدنيا لا تخلو من الطيبين في أي زمن كان، وعندما قرأت النص مراراً وغصت به تعاطفت مع ظروف ناريمان لذا من الطبيعي ان يضحي منير لاجلها، وعندما دخلت التصوير انصهرت كلياً بشخصية منير لمدة 62 يوماً وزال كل الخوف الذي كان يعتريني ، وعندما عدت من لبنان الى مصر ظل منير راسخاً بوجداني من شدة تأثري به، لدرجة انه يوجد مشهد بيني وميس اقول لها فيه "انت ليه بتعملي كدة؟ بتعملي بيا كده ليه؟" وهنا اقتربت مني الكاتبة منى طايع وقبلتني وهنأتني وقالت لي "لقد جعلتني اصدق انك منير وليس احمد كرارة"، ومثل تلك الامور الجميلة التي تحصل في اللوكيشن مع الكاتبة الرائعة والمخرج نديم برباري صاحب اطيب قلب بالدنيا وكافة طاقم العمل جعلوني أشعر بأني واحد منهم مما كان يعطيني دعماً لاقدم افضل ما عندي.
اندمجت مع الطاقم اللبناني؟
الى أبعد حدود وربطتني صداقة جميلة مع الجميع.
*في "امير الليل" كنت النجم المصري الوحيد بعمل لبناني هل من الممكن أن نراك بعد النجاح الذي أحرزته بخلطات عربية مع نجوم آخرين؟
لا أحب عقدة النجم الأوحد، وأؤيد الاعمال المشتركة وسبق أن قدمت عملاً مشتركاً قبل "امير الليل" الذي لا أنكر أن دوري به كان مميزاً، وللأمانة نجاح الشخصية يعود للكاتبة منى طايع التي صاغت منير وأنا جسدته بعفويتي وفصلت احمد كرارة عن نفسي كلياً، لدرجة أن مشاهد عدة كانت تجمعني مع ميس ما ان ننتهي من تصويرها حتى اظل زعلاناً منها من شدة تأثري بمعاناة منير الذي ضحى لاجلها الكثير وفضلت عليه بيتر سمعان وكانت اي ميس تضحك من كل قلبها.
وقفت امام بيتر سمعان ورامي عياش ايضاً؟
صحيح، رامي انسان جميل جداً وأعتز بصداقته، وهو خارج التصوير شخصية لطيفة ومحببة جداً وصاحب اطيب قلب كما اني من عشاق صوته، وفي "امير الليل" مثّل كأجمل ما يكون، وبيتر سمعان فنان رائع جداً بكل المقاييس.
"امير الليل" هوجم بشدة وآخرون أحبوه بشدة؟
لا اعرف سر الهجوم، اؤيد الانتقاد البناء لكن أرفض أن تتم مهاجمة أي من الأعمال لمجرد الهجوم ولهدم مجهود فريق العمل، وهؤلاء لا أعتبرهم نقاداً بل أعداء النجاح، وصدقيني لو كان "امير الليل" عملاً فاشلاً لما انتظره الكثيرون، حتى لو كان فيه بعض الأخطاء لكن بالنهاية يوجد قصة قوية وشخصيات محبوكة بطريقة سلسلة وعدة أحداث تدور بحقبة زمنية مهمة من تاريخ لبنان، وكلنا تعبنا ليلاً نهاراً مع المؤلفة ليخرج هذا العمل بأبهى صورة اذ كانت تجلس مع كل طاقم العمل لتشرح لهم ابعاد الشخصيات التي يقدمونها والمخرج نديم برباري بذل اقصى جهوده مع الجميع، لذا ضد كل الهجومات التي شنها البعض على العمل الذي تكبد انتاجاً ضخماً.
كثر تعاطفوا مع مشهد موت ميس على يديك؟
صحيح، كان مشهداً مؤثراً وفيه صرخة مكبوتة.
أعلم أن النجم القدير اسعد رشدان كان يُشيد بتمثيلك؟
صحيح، هو نجم كبير قيمة وقامة، وكان ملكاً بتمثيله وأنا معجب بشخصيته على المستويين الشخصي والفني، وحتى عندما كنت اشاهد "امير الليل" كنت أراقب مشاهده وحركات يديه وملامح وجهه التي تتغير بلحظة وعصبيته وطيبته، وأذكر أنه جسد مشهداً مع عصام مرعب الذي لعب دور ابنه حين يدفعه اي عصام لاسعد عقب موت زوجته زينه، وهنا تجلت في ملامح الاستاذ اسعد كل علامات الغضب والخوف والتوتر في آن ومن الصعوبة أن يمثل أحد كل هذه الانفعالات بلحظة واحدة ما لم يكن بمقدرة الاستاذ اسعد رشدان الذي اعتبره "رقم واحد".
كيف تقيم الممثل اللبناني من خلال تجربتك بـ"امير الليل"؟
اللبنانيون مجتهدون ويسعون ليقدموا أفضل ما عندهم، ولطالما كان الممثل اللبناني يُقدم أقصى جهوده في سبيل عمل مميز ولو عدنا بالذاكرة الى الوراء لا يُمكن ان ننسى صباح ووديع الصافي ونور الهدى ويوسف شاهين وآسيا داغر وغيرهم وكلهم ينحدرون من جذور لبنانية، واليوم يوجد طاقات رائعة بلبنان وفي "امير الليل" كان أغلب طاقم العمل لم يسبق له العمل بمصر باستثناء ميس حمدان ومع ذلك فوجئت باندفاعهم وحبهم للفن.
يعني الممثل اللبناني لا يعتمد على شكله كما صرح ذات يوم أحد المخرجين؟
أبداً، من قال هذا التصريح؟ أنا عملت بمسلسل قدمنا فيه حقبة زمنية لا تشبه حاضرنا حتى رامي عياش تخلى عن وسامته، وشخصياً "شوفي شكلي كان عامل ازاي"، وعصام مرعب بدور رجا كان رائعاً، وجومانه شمعون المختارة كانت "هايلة" وعصام الاشقر بدور المختار كان مبدعاً بصراحة الجميع لم يعتمدوا لا على الثياب ولا الابهار بل ركزوا على مضامين الشخصيات التي جسدوها ومن هنا ترفع لهم القبعة، وبرأيي الشخصي الممثل اللبناني ممثل قوي له حضوره بالوطن العربي وبصراحة العمل مع اللبنانيين متعة.
ماذا عن فيلمك"الفندق"؟
الفيلم من بطولتي وعلا غانم واحمد بدير ومحمد نجاتي، تدور الاحداث ضمن فندق ويتطرق للخيانة الزوجية، واجسد شخصية صديق محمد نجاتي المتزوج من علا التي يخونها وهنا تقرر أن تعيش حياتها وتلجأ لي كصديق فتحصل بيننا علاقة ويكتشف الامر وتتوالى الأحداث بإطار درامي شيق فيه، وبهذا الفيلم سأكون خائناً للصداقة على عكس دوري في "امير الليل".
ماذا عن مسلسلك "فوبيا"؟
هو من بطولة خالد الصاوي اطل به كضيف شرف بـ15 حلقة ومن المقرر أن يعرض في رمضان، ولا أمانع أن أطل كضيف شرف او حتى بمشاهد معينة طالما المضمون جيداً، لأني أؤمن بالنوعية على حساب الكمية، وأجسد دور شاب لديه أخت تقتل واعمد للانتقام لها اذ اتحول من شاب طيب الى شخصية انتقامية عنيفة جداً.
الأعمال التي تابعتها العام الماضي؟
بصراحة لم أتابع أياً من الأعمال لانهماكي بـ"امير الليل" وما أقوله صراحة وليس تهرباً.
تلقيت عروضاً من لبنان؟
حتى الآن لم اتلق أي من العروض لأنه فور انتهائي من التصوير عدت الى القاهرة والمسلسل انتهى عرضه لتو، وبصراحة اتمنى المشاركة بعمل لبناني آخر لكن بشخصية مختلفة تماماً لأني مع التلون بالشخصيات، هذا بالاضافة الى اشتياقي الجديد الى لبنان وشعبه الطيب.
ترفض عدة عروض؟
صحيح لأني اريد أن تكون خطواتي محسوبة وسعيد بما حققته حتى الان من نجاحات، ولا تنسي ان كثرة الظهور تحرق الممثل
لو كنت في الحقبة المنصرمة من الزمن الى جانب من تتمنى الوقوف؟
الشحرورة صباح، كما احب من سوريا دريد لحام.
من يلفتك من نجوم لبنان اليوم؟
معجب جداً بجورج خباز اعتبره فنان خارج حسابات الزمن الذي نعيشه وكنت اتمنى ان اكون ببيروت بتوقيت عرض مسرحيته، وعلى فكرة المسرح اللبناني جميل جداً وناشط.
لم تحدثني عن غريمك بيتر سمعان؟
(يضحك ويقول) هو غريمي الذي احبه، كان غريمي بـ"امير الليل" وخارج التصوير اخ وصديق عزيز على قلبي، كما انه ممثل موهوب للغاية وكان يعطيني زخماً لابدع من امامه في المشاهد التي تجمعنا.
أمير كرارة شقيقك؟
صحيح، وقبلي دخل غمار التمثيل قبل سنوات طويلة ومثلي عاشقاً للبنان ولا تنسي ان مسلسل "روبي" اعطاه شهرة كبيرة في لبنان وكذلك مشاركته بـ"ديو المشاهير"(يضحك ويعلق) امير له معجبون كثر في لبنان واليوم صرت استحوذ عليهم بعد عرض "امير الليل"، وعلى فكرة هو شقيقي الاصغر واتجه للتمثيل قبلي بينما كنت اعمل في مجال البيزنس في البنك وصودف ان دخلت المجال بفترة النضوج.
الفنان شكوكو ليس جدك وامير كما يقال؟
هو خال والدتي ومن الطبيعي ان نناديه بجدي وهو فنان كبير وحمل لقب فنان الشعب وقدم اروع المنولوجيستات بالفن العربي، وهو الوحيد الذي صنعت العاباً تشبهه، وعلى فكرة كانت الصبوحة رحمها الله من احب الفنانات الى قلبه.
الكوميديا ليست ببالك؟
-لا تليق بي، اشعر بذلك.
اقصى طموحاتك بالتمثيل؟
اتمنى ان انجح ويحبني المشاهد واقدم ادواراً استخرج منها طاقاتي ومكنوناتي بأنتظار استخراج الفن الذي بداخلي منذ كنت صغيراً.
والموسيقى؟
اعشقها جداً املك اذناً موسيقية واسمع كل الالوان الغربي والشرقي، احب عبد الحليم، صباح، شادية، عمرو دياب، ومحمد فؤاد، وصرت مدمنا على سماع فيروز كل صباح، وطبعاً حبيب قلبي رامي عياش لا سيما في اغنيته للمسلسل"حكاية جايي" وعلى فكرة موسيقى المسلسل احد عناصر نجاحه الاساسية، كما احب الاستعراضات الهندية.
ايهما اجمل بالدراما الكادر الهندي ام التركي بالدراما؟
طبعاً الهندي اذ يملكون تناسقاً بالالوان رائعاً للغاية على عكس الاتراك اذ لا اتابع اعمالهم كونها مكررة وتعتمد على الخيانه والحب والقتل والمط والتطويل.