بمناسبة اليوم العالمي للمرأة توجهت سفيرة المرأة العربية الدكتورة رحاب زين الدين برسالة إلى المجتمع وإلى كل إمرأة عربية قالت فيها: "أجمع العالم بأسره أن يكون الثامن من شهر مارس/آذار في كل عام هو اليوم العالمي للمرأة وأن يحتفلوا بها في هذه المناسبة، وكلٌ بدورهِ يطلق الكلمات الرنانة والشعارات المنمقة متحدثين هنا وهناك عبر الأثير والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي عن عَظَمةِ المرأة ومكانتها في حياة المجتمعات.
وكأنهم أرتأوا أن يكون هذا اليوم يوم الإعتراف بأهمية دورها والإعتراف بفضلها وإنجازاتها..لكن ما قيمة القول والإعتراف والهتاف لأجلها ما لم نرى تطبيقاً فعلياً لدعمها وحمايتها ومنحها حقوقها المشروعة على أرض الواقع؟!".
وأضافت قائلةً: "في حملة المرأة العربية نحن مستمرون في تقديم إعلامٍ هادف وبَنَّاء، إعلامٌ محوره المرأة والمسؤولية الاجتماعية ... نشعر بالفخر أننا منذ تأسيس الحملة قبل عشر سنوات وحتى يومنا هذا إستطعنا تقديم برامج تليق بمكانة المرأة ودورها في الحياة. ونفتخر بما قدمناه لأن المرأة العربية بشخصيتها هي موضع الإفتخار وتستحق كل الإهتمام والدعم إعلامياً وإجتماعياً. قدمناالعديد من البرامج ومنها دراما الأيادي البيضاء والمرأة النموذج وقدمنا برنامج الملكة "ملكة المسؤولية الاجتماعية" بنسخته الأولى ولن نتوقف، سنستمر في الإنجاز والعطاء لأجلكِ أنتِ وسنتابعُ خُطى المجدِ الذي تستحقينه كي تسطع إنجازاتكِ المشرفة سطوع الشمس مهما كانت التحديات بإذن الله".
وتابعت رحاب: "جميعنا يعلم أن المرأة عبر التاريخ ،في تاريخ كل الحضارات البشرية، كانت مؤهلة للحكم والسلطة ومراكز الرأي والمشورة وإتخاذ القرار، وليس فقط كتب التاريخ أنصفتها بل كل مؤلفات الفكر الانساني تتحدث عن أنها نصف المجتمع وقلب المجتمع النابض ومصنع الأجيال والرجال.فلماذا اليوم تتطور الأمم وتتقدم بينما نرى المرأة في مجتمعاتنا مقهورة ومحرومة من حقوقها بل وأيضاً معنفة وصوتها مقموع.. متناسين أنهم لولاها ما كانوا ليكونوا ويكبروا ويتعلموا ويرتقوا وينجحوا .. نعم لولاها.!!ولماذا في إعلامنا العربي نصفق ونهتم بالمؤسسات التي تنسخ البرامج الهابطة الخاوية من مضمونها الفكري والاجتماعي مقدمةً المرأة بصورة سطحية تجارية بحتة وبعيدة كل البعد عن مكارم العادات والتقاليد الأصيلة لحضارتنا العربية؟".
وختمت: "لماذا يديرون رحى الحروب والنزاعات ولا يكترثون لمعاناتها الأليمة ومرارة الذل الذي تقاسيه ؟! نعم هي الضحية .. ضحية التسلط والعنف والخوف والإكراه والإغتصاب والخطف والتشرد والنزوح . جميعها تساؤلات نطرحها في هذا اليوم وفي كل يوم أملاً أن توحد المرأة كلمتها وتدعم نفسها لتكن مؤمنة بقدراتها .. مثقفة وصاحبة فكر وإبداع .. لتكن قوية .. ومنتجة .. ومبادرة وصاحبة إنجاز وريادة. نطرحها على أمل أن ينصفها المجتمع ..أن يمنحها الفرصة الكاملة لإثبات نفسها وجدارتها في شتى المجالات .. أن يستمع لصوتها صوت القلب والعقل الذي يدعوا للسلام ونبذ العنف ... وأملاً في أن تُشَّرَع القوانين العادلة التي تحميها من كل إنتهاك وتضعها في المكانة الاجتماعية الصحيحة لتشارك بثقة وحرية ومسؤولية في مسيرة بناء المجتمع وتطويره.
كوني قوية عزيزة واثقة بنفسك وقدراتك .. كوني ملهمة مبدعة صانعة للريادة والإنجازات العظيمة .... فأنتِ اليد البيضاء وأنتِ النموذج وأنتِ الملكة .
كل عام ونساء العالم بألف ألف خير".