لقاء سنوي بعنوان "I Fight… I Live" تقيمه جمعية "بربارة نصار" للعام الثاني، لتسليط الضوء على عمل ونشاطات الجمعية بالاضافة إلى جمع التبرعات التي من شأنها أن تدعم نشاطات الجمعية التي تعنى بمساعدة المصابين بمرض السرطان.
بربارة نصار المرأة التي كانت بالفعل مثالاً في محاربتها لمرض السرطان، تستمر برسالتها من خلال هذه الجمعية يرأسها زوجها هاني نصار حالياً.
وقد حضر الحفل عدد كبير من أهل السياسة والدين والاعلام والفن والمجتمع منهم وزير الإتصالات جمال الجراح، الوزير السابق مروان شربل، ممثل عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد هادي أبو شقرا، المدير العام لوزارة الصحة وليد عمار، رئيس مجلس إدارة "تلفزيون لبنان" طلال مقدسي، اعضاء مجلس أمناء الجمعية، الاميرة حياة ارسلان، الطبيب فادي نصر، مؤسسي جائزة "الموركس دور" الطبيبين فادي وزاهي الحلو وغيرهم.
ويقول هاني نصار عن لقاء العام 2017: "أقاوم لأنتصر، شعار اتخذناه هذا العام لنشجع مرضى السرطان أن يكونوا اقوى من مرضهم وخوفهم، ولكن لا أحد باستطاعته المقاومة وحيدا دون دعم من الآخر. أحيانا كثيرة ننتصر على مرض السرطان جسديا خاصة اذا اكتشفناه في مراحله المتقدمة، الا أن الأهم هو الانتصار والشفاء الروحي الذي يجعلنا نتقبل المرض ونتحدى الخوف وتكون نتيجته لخير المجتمع".
أضاف: "قبلنا التحدي حين أسسنا الجمعية، وساعدنا خلال عامين 46 مريضا في 18 مستشفى بقيمة 80 مليون ليرة لبنانية تقريبا. وقمنا بتأمين أدوية لمئات المرضى بقيمة 520 مليون ليرة لبنانية. أما مشروعنا الجديد الذي بدأنا العمل عليه فهو مركز يستقبل مرضى السرطان للدعم النفسي والارشاد والتوجيه، وصولا الى مرحلة ثانية وهي تأمين العناية التلطيفية التي تتبع العلاج الكيميائي، وها نحن اليوم بصدد البحث عن الأرض للبدء ببناء المركز بدعم من جهات خارجية وأصحاب اختصاص".
ثم تم تكريم ثلاثة ممن أحدثت مقاومتهم للمرض أثراً على مستوى الرأي العام، بدءا من الاعلامية ليليان إندراوس التي سلمها درع التقدير الدكتور نصر من مجلس أمناء الجمعية، ثم كرمت الأميرة حياة إرسلان الاعلامية هدى شديد، وأخيرا سلم رئيس مجلس إدارة "تلفزيون لبنان" طلال مقدسي الدرع للمخرج سعيد الماروق. وتخلل حفل العشاء عرض فني لفرقة "8 eme Art" مع الفنانتين ضيا وياسمين.
موقع الفن كان حاضراً والتقى المكرمين وكان لنا معهم هذه اللقاءات المؤثرة :
• الاعلامية ليليان اندراوس قالت عن تجربتها مع المرض: "عندما أتذكر اليوم اللحظة التي عرفت فيها باصابتي أبكي من الفرح وأقول لربي: "هل أنا استحق ما اعطيتني اياه؟" .. انا أشكر ربي دائماً واطلب منه ألا تكون اعادتي إلى الحياة من دون هدف بل أن يدمني بالقوة لأساعد وأخدم الناس".
وعن تعرضها للخيبة من بعض المقربين بعد إصابتها بالمرض تجيب: "كثر وقفوا إلى جانبي ودعموني وهناك أيضاً من خذلني ولكنني لا أزعل منهم لأنهم ربما تصرفوا معي هكذا من حبهم لي... لا تجلعني أبكي لا أريد أن يراني أحد اتألم... ولكنني أشكر من وقف إلى جانبي ومن لم يفعل ذلك".
وعن تأثير عملها في الاعلام على علاجها تقول: "أنا لا أريد أن اتحدث عن السلبيات أبداً... الايجابية في الأمر أنني كنت جرئية، بفضل ربي، وتحدثت عبر الاعلام عن مرضي لخدمة الآخرين. كوني إعلامية كان لجرأتي إيجابية مدت الكثير من المصابين بالمرض بالقوة والارادة".
وبكلمة منها لكل مرضى السرطان تقول اندراوس:" لا تخافوا من شيء في هذه الحياة.. "المكتوب ما منه مهروب".. وكما تقول جدتي "بس يخلصوا الزيتات بدنا نروح".. ومن هنا لننتظر لحظة رحيلنا بفرح وسعادة".
• الاعلامية هدى شديد بدورها قالت: "لقد مررت خلال فترة مرضي بكل المحطات كالضعف والقوة والخيبة والحزن والقلق والخوف والرفض... وبعدما تجاوزت هذه المرحلة الصعبة أقول الحمد لله وصلت إلى بر الآمان. المرض يقربنا كثيراً من داخلنا حيث يوجد الايمان. ويجعلنا نرى حقيقة جسدنا وأننا أتينا إلى هذه الحياة في رحلة مهما طالت ستنتهي. وطالما اختار الله ان نجتاز المرض ونبقى على قيد الحياة فإن هناك ما ينتظرنا بعد".
وتابعت: "المرض يجعلنا نكتشف طاقة داخلية موجود في كل واحد منا... كل انسان لديه طاقة رهيبة وفي الحياة العادية يمكن أن لا نكتشفها الا بعد ان نمر بتجربة صعبة وانا اكتشفتها بسبب مرضي".
وعن تأثير عملها في مجال الاعلام على علاجها تقول: "عملي في مجال الاعلام لعب دوراً ايجابياً.. فقد أخذت من مهنتي معنويات كثيرة وكنت أحرص أن أطل على الناس قوية ومبتسمة كما اعتادوا على رؤيتي... وهذا الأمر جلعني أشعر بالتحدي وانه علي أن اكون دائماً جيدة من خلال الانتباه والاعتناء بشكلي ومظهري والحفاظ على الابتسامة".
وشكرت مدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا الذي ساعدها على رصد مدوناتها في تلك الفترة بكتاب "ليس بالدواء وحده"، مؤكدة أن الدعم المعنوي للمريض قد يكون وسيلة أسرع لشفائه وله تأثير أقوى من الأدوية والعلاجات التي يجريها.
وفي الختام قالت: "كل واحد منا بمكان ما لديه مرض وضعف أو خوف أو قلق، فالمهم أن نؤمن أن الحياة مشوار وأن نعيشها بأحسن ما يمكن ونتمتع بما أعطانا اياه الله والا نفكر بالغد لأنه ليس ملكنا بل ملك من أحضرنا إلى هذه الحياة".
أما المخرج سعيد الماروق فقال: "لقد أصبت بهذا المرض منذ سنتين... ومنذ تلك اللحظة اخترت أن أكون ايجابياً وأن أتسلح بمعنويات ايجابية. صحيح أن الأيام الأولى لم تكن سهلة أبداً ولكن قررت أن أخذ الأمور في اتجاه ايجابي. وما زادني قوة هو وقوف الناس معي من فنانين وأصدقاء ومحبين من مختلف البلدان والانتماءات والأديان".
وتابعت: "كان لعائلتي الدور المهم، وكان هناك مسؤولية متبادلة فكان علي ألا اشعرهم بهذا الهمّ والمرض. طبعاً هذه الايجابية رافقها العلاج الطبي".
أما عن تأثير عمله وشهرته على علاجه فيقول: "اليوم وبعد سنتين أصف الأمر بالإيجابي بشكلٍ أو بآخر وجلعني أفهم الحياة بشكل أفضل وقدرتها أكثر.. انا كمخرج من المهم أن يكون لدي تجارب ومطبات في الحياة فهذا يساعدني مهنياً".
وتابع: "من الطبيعي أن أضع تجربتي في عمل فني. لا اعرف من هو الفنان الجريء الذي يقبل بتصوير هذه التجربة لكن لا بد ان تترجم إلى صور أكان في كليب أو فيلم لا أعرف فكل شيء يأتي في أوانه".
وعن الحملة التي أطلقت بعنوان "لا للتدخين لعيون الماروق"، يقول: "هذه الحملة بدأت بالصدفة ولكن لاقت صدى وايجابية وتفاعلاً معها بشكل كبير. وهذا هو دور الفنان بالتأثير بشكل ايجابي على الجمهور الذي يحبه ويتابع أعماله".