إن الأوطان تكبر ولا تترهل، إن الأوطان تنضج ولا تشيخ، إن الأوطان تكبر لا بالأرقام وإنما بالكِبَر.
كذلك كبار هذا الوطن، من يضيفون مع كل سنة عمريّة سنين فخرٍ ضوئية.
في عيد ميلادكِ يا كبيرة الفنّ المعتّق في خوابي الذاكرة، في عيدك يا سميرة توفيق، لك مني تحيّة كلامٍ معطّر بحبر الوفاء، تحيّة حبٍ صافٍ كصنين الرمز وقنوبين الأصل الأصل. في عيدك يا سميرة توفيق، لا نطفىء الشمع بل نضيئها انتصاراً لوطنٍ عرف باسمك سنين عزٍ وتاريخ حياة.
في عيدك يا سميرة، نقبّل جبين بعلبك ونركع لشجر الأرز، نبتسم للروشة وندمع هيباً لسيّدة حريصا، فعيدك هو هذا الوطن المشبّع من ميرونٍ وزيت. هي الحيطان التي تحكي قصص عشاقٍ مزجوا كلام الحب بعشق أغانيكِ، هو البحر المداعب لشطوطٍ زادت وهجاً من خيطان الشمس وبريق إسمك، هو لبنان الشاهد على مسارح هزّها التصفيق وأبكاها الحنينُ شوقاً للماضي.
أنت وطن، بأفلامٍ، مهرجاناتٍ، أغانٍ، إنسانياتٍ، حبٍ، إنتشارٍ عالمي، ومكتبة فنّية تُحفظ بسرمديّةٍ صلبة.
سميرة توفيق، لا يحمل إسمك ألقاباً ولا مقدمات، فالاسم بثقلِ العيون المرتفعة نحو السماء وإرهاصاتٍ لأرضٍ يليقُ بها الإنتماء.
في عيدك نعيّد ماضينا، نعيّد هذه اللحظة بكل ثانيةٍ تمرُ بنعمة وجودك بيننا، نعيّد هذا الوطن الحبيب، فعيدك يا سميرة توفيق، وطن.