حمل لقب لوريل العرب عن جدارة وبرع بتقديم كل الادوار سواء في المسرح أو الاذاعة أو التلفزيون وقدم كل الأنماط فهو الرجل "البصباص" في ثلاثية نجيب محفوظ، والعمة بفيلم "سكر هانم"، وصديق المطربة صباح والحارس الامين لابنتها هويدا بفيلم "نار الشوق" ومقلد هند رستم في "اشاعة حب" ومن بعدها تحول الى التراجيديا وجعلنا نعيش كل معاناة القهر والفقر في أغلب الأعمال منها فيلم"الفرن" ومسلسل "الشهد والدموع" وغيرهما إنه الفنان الكبير عبد المنعم ابراهيم الذي التقينا ابنته سمية وحدثتني عن ذكراياته المميزة.
*حدثينا عن والدك عبد المنعم ابراهيم؟
-كان انساناً خفيف الظل بالتمثيل والحياة، عشق الفن منذ طفولته وكان يشاهد كل العروض المسرحية، كما تعلم الموسيقى، وتحديداً العزف على آلة البيانو، والتحق بفرقة الفنان الكبيرعبد المنعم مدبولي، واختار الكوميديا الراقية وكان لقبه لوريل العرب.
*كان صاحب افيهات مميزة؟
-فعلاً ففي فيلم ثلاثية نجيب محفوظ "السكرية وقصر الشوق وبين القصرين" تميز بمقولة جملة "احبك يا ابيض"، وبفيلم مع زينات صدقي رحمها الله كان يقول لها جملة غزلية كوميدية هي "ودانك حلوة لازم تتقرقش"، وبفيلم "اسماعيل ياسين بالاسطول" كان يردد "يا لك من شنقيط"، ومع السندريللا سعاد حسني بفيلم "السفيرة عزيزة" كان يقول بأسلوبه الضاحك "النجدة الغوووث".
*بفيلم "اشاعة حب" قلد صوت هند رستم؟
- كان من أجمل أفلامه وأحبها الى قلبه خصوصاً عندما يغازل النجم عمر الشريف على أنها فاتنة السينما هند رستم.
*ايضاً بفيلم"سكر هانم" لعب دور امرأة بشكل جميل وكوميدي للغاية؟
- هذا الفيلم قدمه عام 1963 وحقق من خلاله نقلة نوعية بمسيرته الفنية، اذ نال عنه الميدالية الذهبية وجائزة الدولة التقديرية، ومن بعده في العام 1964 حصل على جائزة الميدالية الذهبية ومبلغ ثلاثمئة جنيه عن دوره في فيلم "طريق الدموع " الذي يحكي قصة حياة الفنان الكبير أنور وجدي.
*هل تذكرين رصيده الفني؟
- في السينما قدم نحو 300 فيلم سينمائي منها "إجازة نصف السنة"،"غرام في الكرنك"، "سكر هانم"، "الثلاثية"، "سر طاقية الإخفاء"، "الزوجة 13"، "الوسادة الخالية"، "حكاية العمر كله"، "انت حبيبي"، "اسماعيل ياسين في الأسطول" وغيرها وكان آخر أفلامه "الكف" مع فريد شوقي وآثار الحكيم، كما زخر رصيده من المسلسلات والسهرات التلفزيونية ومن أشهرها "الشوارع الخلفية"، " زينب والعرش"، "الأيدي القذرة"، "أولاد آدم"، "الشهد والدموع" وغيرها وشارك المخرج الإذاعي محمد محمود شعبان "بابا شارو" في حلقات " ألف ليلة وليلة"، "أبو الفتيان"، "المماليك"، "زكية الغبية" وغيرها.
*عندما توفي والدط، كان ذاهباً الى المسرح لاجراء البروفات؟
-كان ذلك عام1987 عندما كان ذاهباً الى مسرح السلام لإجراء البروفات النهائية لمسرحية "خمس نجوم"، أصابته أزمة قلبية ليرحل وهو في الثانية والستين من العمر وخرجت جنازته من المسرح القومي بناء على وصيته التي كان قد أبلغها الى الفنانة سميحة أيوب مديرة المسرح وقتها، وشارك في جنازته عدد كبير من زملائه ورفقاء الدرب لينتهي مشوار حياته.
*كان صديقاً للمطربة الشحرورة صباح؟
-جداً وما كانا أن يلتقيا حتى يقلبا "البلاتو" الى مسرح من الضحك والمرح وقد مثل معها عدة أفلام مثل "زي النهاردة"، و"طريق الدموع "و"نار الشوق" حيث لعب دور الحارس الامين لابنتها هويدا وغيرها.
*ايضاً شارك الدلوعة شادية فيلم "أضواء المدينة" بدور سيدة عجوز؟
-قدم هذه الشخصية بمذاق خاص وذات طابع تركي أمام شادية وأحمد مظهر، وذلك عام 1972 ومثل تلك المغامرة أي أن يقدم ممثل دور امرأة في قالب كوميدي يجب أن يكون صاحب تكنيك مميز بالأداء وموهبة جريئة وخطرة في آن، وفيلم "اضواء المدينة" يُعد من أجمل الأفلام الاستعراضية على الاطلاق.
*بنفس العبقرية التي لعب بها دور الكوميديان لعب أيضا الأدوار التراجيدية؟
-فعلا فكما كان يبدو ممتلئا بالطاقة والبهجة كان أداؤه يبدو مليئاً بالألم، وترتسم ملامح الدور بكل قوة على تفاصيل وجهه ليبكينا معه مثلما أضحكنا لسنوات طويلة.
*أعلم أن لديك شقيقة في لبنان من أم لبنانية؟
-صحيح فوالدي تزوج لبنانية وأنجب منها شقيقتنا ودائماً على تواصل معها وكان يحب لبنان جداً، ونحن بدورنا أحببنا هذا البلد الجميل خصوصاً أن لدينا شقيقة نصفها مصرية نصفها لبنانية، ودائماً نزور بعضنا خصوصاً أن الوالد زرع فينا المحبة والترابط الأخوي.