في عيد الحب، لا يفكّر اللبناني بأزمة أو بضيقة ، لا يعترف بالخوف من الغد أو بالقلق من الأوضاع، في عيد الحب يلتحفُ هواءه بأحمر العشق لوناً أحاديّ التمييُز.
لم يرتح الليل في لبنان نهار السبت، فقد تعب فرحاً من الرقص والهتاف عالياً لعيد القلوب الخافقة والأرواح العاشقة، سهر الليلُ حتى عاند الشمس وكابر على نعاسه. في جبيل كان الموعد، إمتلئت الصالة بالمحتفلين والمتشوّقين لموسيقى تُشبه المناسبة.
قدّم الحفل الإعلامي رودولف هلال، الذي رحّب بالحضور جميعاً، كما خصّ الإعلامية هلا المر بتحيّة خاصة مطلقاً عليها لقب "عميدة الصحافيين" في لبنان.
البداية مع الفنان ميشال قزّي، بين أغانيه الخاصة والأغاني التي تنتمي إلى اللون اللبناني الذي يليق بصوته وخطّه الفني قدّم ريبيرتواراً متنوعاً للحضور. ميشال الغربيّ بشكلهِ الخارجي، واللبناني "الصرف" بفنّه وإنتمائه الفني، هو من الجيل المحافظ على الأغنية اللبنانية مع مواكبة "العصرنة" في الأسلوب والشكل.
سلّم ميشال قزي المايكروفون للفنان ناجي اسطا، فارتفعت كاميرات الهواتف كما أيادي التصفيق عالياً. ناجي الذي عوّد الناس على أغانٍ "ضاربة" تُحفظ في الذاكرة من أول مرة. كان لافتاً جداً حضور زوجته السيدة ديانا مع جمع من الأصدقاء. وجّه لها ناجي تحيةً خاصة وقال أنه يهديها أغنيته فنزل من المسرح وعانقها وهو يغني "لي بدي ياها هي أنت"، فتفاعل معه الحضور بشكلٍ كبير وزاد الحماس في الصالة. ناجي اسطا فنانٌ يعرف المسرح جيداً، كما يعرفه الوجدان المدعوم بمحبة الناس وشغفهم لكل جديد.
الختام كان "مسك" مع من يعيّد الحب على مدار السنة، الفنان وائل جسار، كللّ نجاح هذا الحفل "الموفّق" بأدائه الممتاز على المسرح، غنى كل ما يمكن أن تنتظره أن أو يلهف له قلبٌ. هو وائل الرومنسيُ من مطلع الأغنية الموسيقية حتى ختامها بآخر نوتة. فكيف إذ يجتمع وائل بكل هذا الكم من المشاعر مع جمهوره وفي مناسبةٍ تليقُ به؟ تكون النتيجة ما شاهده الناس ، وما يُستحق أن يُشاهد في كل فترات السنة.
طلع الفجر على وجوهٍ مبتسمةٍ عاشت الحب، مع مثلث العيد: ميشال قزي، ناجي اسطا ووائل جسّار.