تعتبر شخصية القرموطي التي يقدمها الممثل أحمد آدم من الشخصيات البارزة في السينما المصرية بعدما حققت نجاحاً مهما قبل تقديمها للمرة الأولى في السينما عبر فيلم "معلش احنا بنتبهدل" قبل 12 عاماً وأصبح أحمد آدم مرتبطاً بها. إلى أن عاد لها مرة هذا العام وقدمها في فيلم "القرموطي في أرض النار" الذي طرح في السينمات خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي ويناقش العمل فكرة تعاملات جماعة داعش الإرهابية.
ويكشف أحمد آدم في حواره مع "الفن" عن سبب عودته لشخصية القرموطي مرة أخرى وكواليس عمل الفيلم واختياره لداعش تحديداً لتكون فكرة الفيلم الرئيسية.
لماذا فكرت بتقديم فيلم عن داعش من خلال شخصية القرموطي؟
كنت أفكر جدياً في تقديم مسلسل جديد بشخصية القرموطي العام الماضي لكن اقترح المقربون مني تقديم فيلم أولاً ثم بعد ذلك أعود لفكرة المسلسل مرة أخرى، ووافقني على ذلك المنتج أحمد السبكي والمؤلف محمد نبوي والمخرج أحمد البدري وبالفعل بدأنا بالعمل على الفكرة منذ عام 2015 إلى أن ظهر الفيلم للنور في يناير/كانون الثاني من العام الحالي.
وما سببب اختيارك لجماعة داعش الإرهابية لتكون موضوع فيلم "القرموطي في أرض النار"؟
لأني واجهت أكثر من موقف ومنها شخص أوقفني في الشارع وسألني "فين القرموطي من داعش؟" واكتشفت أن القرموطي لا بد أن يكون له وجهة نظر في هذا الموضوع، وجاءتني الفكرة أن يمر القرموطي بظروف كوميدية تجعله يجد نفسه في ليبيا بين جماعات داعش، ويكون الموضوع قائماً على السخرية مع الاعتماد في المقام الأول على الكوميديا من أول الأحداث حتى آخرها، رغم أن الموضوع جاد عن جماعة اراهبية إلا أننا استطعنا صناعة فيلم كوميدي فيه ضحك لأننا عملنا عليه كورشة وأنا أحبذ عمل "الورش" في الكتابة.
ألم تقلق من تكرار شخصية القرموطي في أكثر من عمل حيث قدمتها سابقاً أكثر من مرة؟
عندما قدمتها في البرنامج الزراعي "سر الأرض" قبل 25 سنة حققت نجاحاً كبيراً وتعلق الجمهور بشخصية القرموطي، وبعد ثلاث سنوات من تقديم "سر الارض" قررت التوقف وتقديمها في "سيت كوم" بعنوان "القرموطي في مهمة سرية" الذي كان "السيت كوم" الأول في مصر، وابتعدت عن الشخصية تماماً لسنوات قدمت خلالها عدداً من الأفلام حتى لا ترتبط الشخصية بي، وعندما سألني الناس عن القرموطي قدمت فيلم "معلش احنا بنتبهدل" وابتعدت عنها لمدة 12 عاماً وعدت لها هذا العام وهذا ليس تكراراً.
تعاملت مع المنتج أحمد السبكي في الفيلم فهل عانيت من تدخلاته الدائمة في كل جزئية تخص العمل؟
لم يحدث ذلك اطلاقا فهو لم يحضر لمكان التصوير ولا مرة، او حتى سأل عن أي تفصيل في الفيلم، وتربطني بالسبكي صداقة قديمة، ورغم ذلك لم أعرض عليه أي سيناريو حتى يقوم بإنتاجه لي، وهو يثق بتفكيري ومحترف جداً على مستوى الإنتاج بخاصة أنه منتج كبير قدم العديد من الأفلام خلال السنوات الأخيرة التي تدهورت فيها عملية الإنتاج وهرب المنتجون من السوق.
لكن السبكي يتعرض للهجوم الدائم في معظم الأفلام التي تقدمها لإعتماده على نوعية بعينها؟
السبكي يتعرض للهجوم ليس لأنه يقدم أفلام "هلس وتافهة" وانما هناك من "يتصيد" له فهو لا يقدم أفلاماً تافهة، فأحمد السبكي يعرف جيدا توعية الجمهور الذي يريد أفلام من هذا اللون أو لون آخر ولا ننسى أنه منتج أفلام "الفرح"، و"كباريه" و"ساعة ونص" وعدد كبير من الأفلام الهامة لأحمد زكي ونادية الجندي مثل "امرأة هزت عرش مصر".
معنى ذلك أنك مع نوعية الأفلام الشعبية التي يقدمها المنتج أحمد السبكي؟
انا دائما مع استمرار الصناعة وازدهارها، ولذلك لا يصح تجهال طبقة كبيرة من الجمهور ونقول أن ذوقهم سيء ودون المستوى ولا نقدم لهم الأفلام التي تناسب ذوقهم، وحتى في الأغاني فهناك لون الأغاني الشعبية والمهرجانات، وحتى اذا كنت لا أحب هذه النوعية فليس من حقي مصادرة حق جمهور يريد مشاهدة هذه النوعية من الأفلام، ولابد أن يتم تقديم كافة الألوان وعلى الجمهور الاختيار من بينها.
ما هي الملاحظات التي وجدتها في الفيلم بعد مشاهدتك له عند عرضه في دور العرض السينمائية؟
لا استطيع قول ما الذي اعجبنا وما لم يعجبنا في الفيلم وذلك تماما مثلما يسألني البعض عن رسالتي في اي فيلم أقدمه، لأن هذا السؤال ليس له اجابة عندي فأي فيلم فيه أكثر من رسالة وعلى الجمهور استخلاص الرسالة كما فهمها من الأحداث، وبالفن بالتحديد لا يوجد فيلم إلا ويخرج منه صناعه بشيء جديد يتعلمونه، وكل ممثل على دراية كاملة بماذا يحب الجمهور فيه، ولكن عندما يقرر أن يقدم لوناً مختلفاً عليه أن يحب هذه الخطوة جيداً ولم يكن فيلم "القرموطي في أرض الناس" اقتنعت به مئة في المئة لما قدمته من البداية.
هل تنوي تقديم فيلماً جديداً بالمستقبل بشخصية القرموطي مرة أخرى؟
كان من السهل علي تقديم شخصية القرموطي في فيلم كل عام مثل "القرموطي في الادغال". و"القرموطي في حديقة الحيوانات". و"القرموطي راح الجيش". وسيكون بطلب من الجمهور الذي يريد ذلك ولكن منذ تقديم القرموطي في فيلم لأول مرة ارتبط بحدث، وذلك جعلني أضع في حساباتي عند تقدمه مرة أخرى يكون مرتبطاً بحدث أيضاً، وأن أكون على علم بم يريد الجمهور من القرموطي لأنهم وثقوا فيه بعدما توقع الكثير من الأحداث وتحققت بالفعل.
هل كل ما يطلب الجمهور رأي القرموطي في حدث معين ستقدم لهم فيلماً عن ذلك؟
في فيلم "معلش احنا بنتبهدل" كان فكرة السخرية من "أسلحة الدمار الشامل والاميركان اللي عاملينه مع بعض، وهو كداب ويدعي انه بيقابل كل الناس فماذا لو قابلهم بالفعل، والناس بتحب الموضوع لانه بيستوعب حاجات كتير ممكن نتكلم فيها من كتر الزحمة خصوصا في العشر سنين الاخيرة".
كيف يصنع أحمد آدم الإيفيهات في أعمالك الفنية؟
طوال الوقت أفكر وأحياناً يأتيني ايفيهات في النوم وحدث بالفعل في هذا الفيلم وأفلام أخرى. فدائما أضع الى جانبي في المنزل ورقة وقلم وأكتب الايفيهات التي تحضرني في أي وقت وتكون جاهزة للاستخدام في أي عمل فني، وحتى في التصوير أوقات تحضرني جمل مضحكة حسب الموقف وذلك يضيف للتصوير وأحداث العمل، وعندما شاهدت الفيلم تذكرت أن هناك "ايفيهات" كان من الممكن اضافتها، فطوال الوقت تظهر الايفيهات المضحكة إلى أن يأتي الوقت المناسب لاستخدامها.
هل تفضل الكوميديا في طرح الموضوعات السياسية ام الأفلام الجادة؟
الكوميديا الساخرة هي الأفضل دائما لأنها تؤدي للتغيير أكثر من الأفلام السياسية الجادة، أما التراجيديا تؤدي للتطهير وهذه قواعد أرسطو، والسخرية بالفعل تؤدي للتغير، "والتراجيديا تخليك نبيل في مشاعرك والجمهور يحب أن يرى نفسه شريراً ولا يحب ان يرى نفسه احمقاً".
القرموطي في كلمة اخيرة للفن؟
سعدت كثيرا عندما علمت ان المقابلة للبنان .. بلد الحب والجمال.