في السنوات الأخيرة برز إسم الإعلامي جاد غصن كمراسل في نشرة الأخبار، ليتحول لاحقاً لواحد من أبرز المراسلين وأكثرهم مهنية. لكنه مؤخراً لم يكتفِ بنجاحه كمراسل، بل إنتقل إلى تقديم البرامج الساخرة من خلال برنامج "هيدا تبع الأخبار" الذي يُعرض مساء كل أربعاء على شاشة "الجديد".
موقع "الفن" إلتقى جاد غصن للحديث أكثر عن برنامجه. ومعه كان هذا اللقاء.
كنت من أنجح مراسلي نشرات الأخبار، لم انتقلت إلى تقديم البرامج؟
مع مرور الوقت تفقد لذة التحدي في العمل بنشرة الأخبار، خصوصاً في لبنان لأنّ الأخبار تبدأ بتكرار نفسها ولا جديد فيها. القصة بدأت مع الإدارة التي طلبت مني تقديم فكرة برنامج ومن ثم تصوير حلقة تجريبية ومن بعدها وافقوا على بدء تصوير البرنامج الذي أصبح يُعرف بـ "هيدا تبع الأخبار".
يوجد لغط حول نوعية البرنامج الذي تقدمه، هل هو من نوعية برامج Late night show؟
لا هو ليس من نوعية late night show، بل يمكننا القول Fake news، وهي فكرة برنامج بدأت في الولايات المتحدة الأميركية تستعرض بشكل يومي أبرز الأحداث بأسلوب نقدي ساخر.
هل أنت بديل برنامج Chi N N في "الجديد"؟
في CHI N N التركيبة مختلفة، يوجد 5 أشخاص ويتناول البرنامج كافة المواضيع في هذا الأسبوع، أنا مختلف قليلاً، لكل حلقة موضوع. لكن بالتأكيد يمكننا القول إنّني أقرب إلى Chi NN من برنامجي "هيدا حكي" و "لهون وبس".
بعد الإعلان عن تقديمك لبرنامج نقدي ساخر على شاشة "الجديد"، هل سمعت عن مقارنات بينك وبين مقدمي البرامج هشام حداد وعادل كرم؟
نعم، سمعت الكثير من التعليقات التي تقول إنّني سأقدم برنامجاً شبيهاً لكنني لا ألوم الناس. في البداية يرون الشكل بعيداً عن مضمون البرنامج، كشكل ربما نحن متشابهون، لكن لا أعتقد أنّ هشام وعادل يهتمان بتقديم حلقة كاملة عن مجلس النواب أو عن اللغة العربية أو المثلية الجنسية.
ما الفرق بين برنامجك وبرنامجيْ عادل كرم وهشام حداد؟
في برنامجي أعمل تماماً كما كنت أعمل في الأفلام الوثائقية. ما أقوم به هو البحث عن المشكلة لمعالجتها والمفارقة أنّه في "هيدا تبع الأخبار" يجب أن تكون طريقة المعالجة مسليّة أكثر للمشاهد. فيما عادل وهشام يأخذان أبرز أحداث الأسبوع ويعلّقان عليها. وهذا الفرق أساسي بيننا. أعتقد أنّ كل الأشخاص الذين عملوا في مجالات متشابهة تمت مقارنتهم ببعضهم البعض في البداية، ومن ثم بدأ الجمهور يفرّق بينهم. واليوم بدأت ألمس أنّ الجمهور يدرك الفرق بين برنامجي وباقي البرامج.
من تفضل أكثر هشام أم عادل؟
أنا أفضل برنامج هشام حداد لأنّه نقدي أكثر، لكن حتى برنامج عادل أحبه ولست أنا من يتحدث عن عادل كرم وطارق كرم وناصر فقيه فهم يعملون منذ عشرين عاماً ولا داعي أن أقدّم شهادة بعملهم.
النكتة التي تقدمها أحياناً في برنامجك قد لا تصل إلى جميع الناس بمختلف ثقافاتهم. فهل برنامجك نخبوي؟
إلى حدٍ ما قد يكون كلامك صحيح. طبيعة البرنامج والمواضيع التي نعالجها يجعله برنامجاً نخبوياً. مثلاً من المستحيل أن أقوم بنكتة في برنامجي عن زميلة وقعت على الهواء. لكن إذا كان هذا الحادث سيفيدني لأخبر الناس عن موضوع معين عن البرنامج الذي تقدمه أو التلفزيون التي تعمل به قد أستخدم هذا الموضوع لأتحدث عن موضوع آخر. لكن التحدي هو أن يكون البرنامج بين النخبوي والشعبي وأحاول تبسيط الرسالة لكي تصل إلى الناس كافة.
ما هي أكثر الإنتقادات التي تلقيتها وعملت على تحسينها؟
هناك إنتقادان. الأول أن لا تتضمن الحلقة موضوعاً واحداً فقط. لأنّ من لن يحب الموضوع الذي أطرحه لن يشاهد الحلقة حتى لو كان يحب البرنامج. وهنا جعلت البرنامج أكثر تنوعاً وأًصبحت أتناول في الحلقة الواحدة أكثر من موضوع. الإنتقاد الثاني كان أن لا أبقى الوحيد الذي يظهر على الشاشة طيلة مدة الحلقة. لذا أصبح لدينا مراسلان سعد القادري ويارا الدبس. كما أَضفنا فقرة الضيف في نهاية الحلقة. وبذلك قمنا بالتنويع من ناحية المواضيع والمشهد الذي يراه المشاهدون، وهذه أمور تساعد على عدم الشعور بالملل.
هل تطلب منك شاشة الجديد أن لا تتطرق لموضوع معين؟
لا أبداً، بالنسبة إليّ الذي لا يعوّض إذا انتقلت على شاشة أخرى هو الحرية الموجودة في "الجديد". لأنّ ما إن تبدأ الرقابة على برنامج كهذا يعني أنّه انتهى، وهذا ما تُدركه القناة جيداً لذا لا تمارس أي نوع من الرقابة. كما تقوم القناة بانتقاد نفسها وهذا أمر ذكي لأنّها تتحمل النقد من أحد برامجها لدقيقة أو دقيقتين لكنها تكسب ثقة ومصداقية كبيرة لدى الناس.
لهذا السبب تعتمد نفس الأسلوب مع نفسك؟
صح، أعتمد هذا الإسلوب. لكن ليس كل نقد أقوله عن نفسي في البرنامج صحيح. مثلاً في إحدى الحلقات قلت إنّه لا يوجد ستديو لكي أصوّر حلقتي. فعلياً الستديو كان موجوداً لكنني وقتها لم أكن أرغب في التصوير داخل الستديو. بالإضافة إلى ذلك عندما أسخر من نفسي كمقدم برنامج أكون أسخر من نوع معين من مقدمي البرامج على الشاشات.
عرضت تقريراً ساخراً من أسلوب نوال بري. وبدأ البعض يلمس مؤخراً أنّ علاقة نوال بزملائها على "الجديد" ليست على أفضل ما يرام. هل يوجد خلاف بينكما؟
بالنسبة لي نوال بري صديقة شاء من شاء وأبى من أبى. نوال من الأنجح في لبنان وتحديداً إذا كنّا نتحدث على الصعيد الشعبي. والنقد يكون لأنّها الأكثر شهرة بين زميلاتها على مختلف الشاشات.
هل تواصلت معها بعد إنتقادك لها في برنامجك؟
للصراحة لم أتواصل معها بعد هذه الحلقة، لكي أعرف إذا زعلت أم لا. لكن بالنسبة لي من الطبيعي أن يتم إنتقاد الجميع وخصوصاً الشخصيات المثيرة للجدل. ونجاح نوال أتى من منطلق الجدل حولها. وكما انتقدت نفسي وانتقدت غير زملاء موجودين على شاشة الجديد وغير قناة الجديدة انتقدت نوال.
كيف ترى حرب الرايتنغ اليوم على الشاشات اللبنانية، هل دخلت بها؟
أنا ببرنامجي أنتقد غير برامج وزملاء لكن ليس بمنطلق شخصي. ولست بوارد أن أفتح معركة مع أحدهم لأنّه بكل بساطة ليس أنا. "بالعربي المشبرح ما عندي شي شخصي مع حدا". مثلاً عندما أتحدث عن شخص كميريام كلينك بالنسبة لي لدي الكثير من الإنتقادات عليها، لكن لا مشكلة لدي أن تطل معي في البرنامج لأنّه ليس لدي المنطق الذي يقول أنّ ما تقوم به ميريام كلينك هو العاطل ويجب منعها من الظهور. الناس هي التي لا يجب أن تشاهدها لكن هي من حقها أن تفعل ما تريده. لست مع المنطق الأخلاقي الذي يسمح ويمنع. بنفس المنطق أتعامل مع باقي البرامج.