إنه واحد من قلة استطاع أن يطوّع الشّعر في يراعه، وأن يعبّر عن صدق الوجدان والمشاعر نحتاً بالكلمة وإبداعاً باللغة.
إنه واحد من الذين استطاعوا أن يلهوا بالشّعر والقدر، وأن يبدأوا بالكلمة التي هي منذ البدء رفيقة الإنسان وحقيقته. إنه رفيق روحانا شاعر العامية وحارس هيكل الشّعر بكل ما أوتي من قوة إبداع ورهافة إحساس وصدق تعبير. رفيق روحانا الذي عمّد شعره بالروح بالحبّ بلبنان، حمل روحه وحلّق بها عالياً حيث اللازمان واللامكان. هو رفيق سعيد عقل شاعر لبنان، وحافظ أسراره وصديق عمره. حفظه في قلبه فظهر عقل في كلماته ومواقفه وآرائه. هو واحد من الذين ربوا أجيالاً على الجمال والحقّ، فعلّم وتعلّم وعلّم بتلاميذه كما المعلّم الأقدس المسيح. عندما يقول يرتّل كلامه ترتيلاً، وينشد شعره أناشيد جمال وإبداع وعنفوان.
من عشقوت حيث ملكوته، ملكوت الشعر الأبدي الذي لا يموت يطلّ رجل حادّ الملامح، والده شاعر كبير أنيس روحانا، لا يلين ولا يساوم بل يصرّ بعزم وبحقّ. هو رفيق روحانا، صاحب أجمل الأشعار التي غنتها ماجدة الرومي وجوليا بطرس وغيرهما.
وقد كرم نادي الشرق لحوار الحضارات وبلدية الجديدة – البوشرية الشاعر رفيق روحنا، في احتفال أقيم يوم الجمعة 27 كانون الثاني على مسرح بلدية الجديدة، برعاية وزير الثقافة غطاس خوري ممثلا بالدكتور نزار ضاهر، وحضور المحامي اميل جعجع ممثلا وزير الاعلام ملحم الرياشي، العميد الركن شربل أبو زيد ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد فؤاد خوري ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، الرائد أنطونيوس القزي ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الرائد جوزف غفري ممثلا المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة، المقدم يوسف نجم ممثلا مدير المخابرات العميد كميل ضاهر، رئيس نادي الشرق لحوار الحضارات الاعلامي ايلي سرغاني واعضاء النادي، رئيس بلدية الجديدة – السد انطوان جباره، رئيس بلدية بياقوت عصام زينون، رئيس بلدية الفنار جورج سلامه، نقيب شعراء الزجل موسى زغيب، وحشد من اهل الشعر والفكر والشخصيات السياسية والانمائية والاجتماعية.
استهل الاحتفال بالنشيدين الوطني ونادي الشرق لحوار الحضارات. تلاه وثائقي عن مراحل حياة الشاعر المكرم وذكرياته مع أهم نجوم لبنان في الفن والادب والشعر.
غنيمة
ثم القى عريف الاحتفال الدكتور جورج غنيمة كلمة رحب فيها بالحضور، واشاد بأهمية المناسبة في "تكريم شاعر من الطراز الراقي الذي سما بالكلمة لتحاكي الوجدانيات والوطن وكل ما يحفز على احترام الانسانية والقيم".
ضاهر
ثم القى ممثل وزير الثقافة ضاهر كلمة قال فيها: "شرفني وكلفني وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري أن أمثله في حفلكم الراقي هذا، وأن انقل اليكم والى المحتفى به الشاعر الكبير الاستاذ رفيق روحانا اطيب تحياته وتمنياته له بالمزيد من الانتاج الطيب، الانتاج اللبناني الاصيل والصحيح، وطولا للعمر ان شاء الله، فالشعر طالما كان طريقنا الى الله، الى المحبة، الى أرفع القيم، ومن لبنان من هنا كان الشعراء يتوالدون ويتناسلون ليغردوا ويضيفوا الى جمال لبنان جمال الكلمة، جمال الصورة والموسيقى، وها هو ابن الشعر يحمل قيثارته ليعزف لنا الحان القلب في ملكوت الشعر ودواوين الحب، حتى في كتاباته عن ارزة لبنان سعيد عقل".
اضاف: "هذا المارد، هذا الفاتح، هذا الجسر، الى أعذب الكلام منا جميعا سامعين وطلابا ومشجعين ومتذوقي الكلمة منا جميعا، في محرابك يا رفيق روحانا نشد على يديك بأن تزيدنا من معينك دائما أطيب الكلام واحلاه".
والقى سرغاني كلمة شكر فيها الحضور وكل المشاركين في هذا الحفل "الثقافي المميز لتكريم رمز من رموز الشعر اللبناني، المبدع الذي افتخر دائما بأنه تلميذ "عملاق الشعر اللبناني" الشاعر سعيد عقل. لرفيق روحانا ملكوته وهو بملكوته الملك".
وتكلم عن علاقته بالشاعر روحانا "عمرا عشرات السنين، رفيق الدرب براديو كابيتول ومجلة العنفوان".
ثم، كانت قصيدة لجباره، قال فيها: "في المئة سنة التي مرت، ماذا بقي من كل الكلام الذي قاله السياسيون غير الشعر، بكل بساطة نقول لم يبق الا الشعر، فبقي جبران وبقي الاخطل الصغير والرحابنة، واذا شلنا صوت فيروز شو بيبقى من لبنان، كل الوسخ الذي عملوه بخمسين سنة لم ينظفه الا صوت فيروز، وكل الكلام هو للوطن الذي توسخه السياسة ويطهره الشعر. جايي رفيق الشعر ماشي غالغيوم عاجبهتو كنز الشعر مرسوم، حامل السيف بايد والريشة بايد حولو الكواكب عمتدور وعمتحوم، شاعر وبدو يخلق العالم جديد حتى ما يبقى بهالدني شعب ووطن مظلوم".
بدورها، القت الاعلامية ريما نجم بجاني كلمة اشادت فيها بالمكرم وقالت: "يا رفيق الشعر والكلمة واللغة في فصحاها وعاميتها، ويا أنيس الأنيس في المنبر والموقف الشهم، وأنت راعي ملكوت الشعر في وطن الشعر، أراك جالسا سعيدا على اريكة رحيق الابداع على عنفوان اصيل وتواضع نبيل".
واشاد المحامي الشاعر عبد اللطيف سنو بالشاعر المكرم ودوره في رفع الكلمة الى مراتب الصلوات والانسانية الراقية، "وتكريمنا له ان نقرا كل كتبه وندافع عن مبادئه في التسامح الا عن مبادىء الحق والمحبة والخير والادب".
روحانا
بدوره، ألقى الشاعر المكرم كلمة شكر فيها النادي وبلدية الجديدة ووزير الثقافة على رعايته هذا الاحتفال، مشدداً على "قداسة الكلمة ونبذ البغض والحقد".
وختاماً، كان توزيع للدروع لممثل وزير الثقافة وللمكرم ولرئيس بلدية الجديدة. وصور تذكارية بالمناسبة تبعها كوكتيل.
موقع الفن الذي كان حاضراً في احتفال تكريم الشاعر رفيق روحانا عاد بهذه الكلمات:
المكرّم رفيق روحانا: التكريم الحقيقي هو أن تكون لديك نعمة العمل في مجال الفن وكل ما يأتي بعد هذه النعمة هو "زودة خير". فها من نعمة أهم من أن تكون شاعراً. أشكر كل من أتى ومن لم يستطع تلبية الدعوة أخص بيت المر الذين يعرفون كم أحبّهم. وأنا في تكريمي أشعر بأن قلبي مملوء بأصدقائي. ولأنطوان جبارة أقول نيال الجديدة التي أنا حاكم عليها فطاغور يقول "ويل لأمة لا يحكمها شاعر".
نزار فرنسيس: أقول لرفيق روحانا الله يزيدك عطاء فالشعر والكلمة لا يموتان. يليق به التكريم وهذا البلد يليق به هكذا شعراء فالشعراء هم الوحيدون الذين لا يكذبون على الوطن. ان شاء الله يضل يعطينا درر من عندو.
موسى زغيب: رفيق روحانا خدم التربية في المدرسة لفترة طويلة من الزمن، يستحق أن يكرّم فوالده شاعر كبير من لبنان وبقي فاتحاً أبواب بيته في عشقوت لمدة 19 عاماً للشعر والشعراء.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.
