توسطت لمصطفى العقاد لدى القذافي فخطفه الارهاب.
ادرس التنكر والتخفي بأكاديمية الشرطة والمخابرات ومعهد الفنون شطب المادة!!
هكذا غادرت وردة لبنان وعاشت بمصر وغنت بودعك وانهارت.
محمد عشوب اسم غني عن التعريف كونه الألمع بعالم المكياج والتخفي والتنكر وبالحقل الفني وأيضاً الانتاج، ومن هنا حصل على شهادتين فخريتين لا سيما وأنه الماكييور الخاص لعدد من الرؤساء والملوك وكبار المشاهير كما في جعبته الكثير من الأسرار وهو الأشهر بين أقرانه اذ وصل الى مصاف العالمية.. بالقاهرة معه هذا اللقاء الحصري حول ذكرياته..
الحلقة الاولى
ربطتك زمالة عمل وتحولت لصداقة وطيدة بينك والمخرج العالمي مصطفى العقاد الذي أنجزت له ماكياج نجوم فيلميه "الرسالة و"عمر المختار" كما كنت عراباً لمصالحته مع الرئيس القذافي؟
- "تمام"، مصطفى العقاد كانت تربطني به صداقة متينة وقوية جداً على المستويين الفني والمهني، وكان شرفاً كبيراً لي التعاون معه بفيلمي "الرسالة " و"عمر المختار"، والذي عرفني إلى مصطفى هو شقيقه المنتج رياض العقاد الذي كان مقيماً بمصر وتعاملت معه بعدة افلام، وللأمانة أنا ارى العالمية من خلال مصطفى العقاد، وكنت أسعد بأن رجلاً عربياً بقامته قد أصبح عالمياً وبجدارة ولا يقل عن المخرجين الأجانب أهمية، لأنه دارس لصناعة وإخراج السينما، ويفهم بكل انماطها وفروعها، وهو سرد "الرسالة" تاريخياً بأسلوب قيّم وجميل جداً، كما يكفي أن عظماء رجال الأزهر والكتاب الكبار وافقوا وأشرفوا على نص العمل ووافقوا عليه صفحة صفحة بالختم، يعني هو رحمه الله عليه واجه كل الروتينات العقيمة ومنها رفض تصوير الفيلم في مصر، فكان أن سافر الى ليبيا وعرض على المسؤولين الليبيين ورحبوا به وسخروا له كل الإمكانيات لدرجة أن ليبيا حملت تكاليف الفيلم برمته، ليصنع عملاً على مستوى عالمي بتكنيك عربي جميل وتكنيك أجنبي مميز فوصل من خلاله الى العالمية، وأذكر أنه أثناء عرض الفيلم في لندن كانوا يعرضون النسخة العربية ثم الأجنبية.
كيف كانت المنافسة بين النجمين عبد الله غيث وانطوني كوين؟
-كان العقاد يصور المشاهد الداخلية للعرب أولا ومن بعدهم الأجانب، وبالعكس في التصوير الخارجي، الأمر الذي لفت انتباه النجم كوين لا سيما مشاهد عبد الله غيث حيث أن كليهما جسدا دور حمزة عم الرسول عليه الصلاة والسلام، عندها طلب من العقاد أن يجعل عبد الله يصور المشهد قبله ليستلهم منه أكثر وأكثر ويدخل بصلب الشخصية وتقمص عبد الله غيث دور حمزة بكل أحاسيسه وهذا ذكاء منه ونجح كوين جداً، وللأمانة كنا فريق عمل جميلاً والكل تعاون مع بعضه البعض بمحبة والفة وشفافية فخرج الفيلم بأروع صورة ولا يمكن ان اتغافل ان حسية اخراجية مصطفى العقاد فاقت الخيال، مما دفعه ليقدم فيلماً عن المناضل الليبي "عمر المختار" وهذا العمل أؤكد أنه ما من مخرج يستطيع أن يُخرجه بهذا الشكل المبهر لأنه ملحمة سينمائية رائعة، كما أن ليبيا سخرت كل الامكانيات التي تحتاجها حقبة زمن عمر المختار بكل محبة، ورغم ذلك زعل مع الرئيس الليبي السابق محمد القذافي بسبب فيلم "عمر المختار" ويومها قال لي القذافي بنفسه إنه لو قرأ سيناريو فيلم "عمر المختار" -كونه العقاد- أظهره بالفيلم محارباً، وهو في الحقيقة كان رجلاً مُفكراً وهناك من ينفذ خططه لما مول له العمل كونه كان يخطط ولا يستطيع القتال كونه كهلاً، ووعدت مصطفى أن أقرب وجهات النظر بينه والرئيس الليبي بحضور بعض الأخوة الليبيين الذين وعدونا أن يتوسطوا للعقاد لدى القذافي ليموّل فيلمه "صلاح الدين" وللامانة رحب القذافي، ورصد ميزانية للعمل وكان مرشحاً له شون كونري، ومن بعدها سافر مصطفى الى الأردن ووقع الحادث الأليم الذي راح ضحيته، للأسف فقدنا مخرجاً تعلمنا منه الاخلاقيات والفن الجميل وثقافة الحوار والطيبة والإنسانية، لعنة الله على الارهاب الذي خطف منا هذا المبدع العربي الذي لن يتكرر في هذا الزمن مع احترامي لكل المخرجين.
مصطفى العقاد عراب الرعب في أميركا كونه صاحب سلسلة أفلام "هالووين" و"الطعنة" لكنك لم تتعامل معه في كلا العملين؟
- لا شك أنه عراب الرعب ومشاهد الرعب لها من يصنعها في أميركا خصيصاً، وهم أساتذة بذلك كونهم في تلك الحقبة سبقونا في تكنولوجيا الماسكات للرعب الذين هم أرباب أفلام الرعب، أنا بإمكاني أن أركب كل الدماء والطعنات والتشوهات لكن أين الامكانيات؟
متصالح مع نفسك وتعترف بأن الآخرين سبقونا بأشياء من سنوات؟
-هذه الحقيقة وليس علينا أن نخفيها وعلى فكرة أنا أكثر من تعاون مع المخرجين الايطاليين والانكليز والأميركان والإسبان وغيرهم بأفلام عالمية مثل "كليوبترا" لأليزابيث تايلور، و"الخرطوم" لجون هاستون، و"الانجيل" وغيرها من الأفلام التي صورت على أرض مصر وبالخارج، ومن بعدها تعاونت لفترة مع شركة "كوبرو فيلم" كانت تُنتج الأفلام العالمية التي تصور في مصر ويقوم بإخراجها الأستاذ خليل شوقي الذي يُجيد عدة لغات ومنها إكتسبت المزيد من الخبرة من الماكيير الإنكليزي والفرنسي والإيطالي مما زاد من معرفتي وحرفيتي، وأعترف بأنهم متقدمون عنا وحتى اليوم في مصر لا يوجد في معهد السينما القسم الفني لفن الماكياج السينمائي "ودي مصيبة وكارثة" وكل رئيس أكاديمي يأتي لا يهتم لهذا القسم الذي هو عمود رئيسي لفن التمثيل، كونه لا يقل عن الإخراج والمونتاج والتصوير والتمثيل، وللأسف في وقت من الأوقات أتى رئيس أكاديمي غبي ألغى القسم لأنه لا يعرف ما هو فن الماكياج، بينما محمد كريم رحمه الله وهو أستاذ بالاخراج وصانع للمعهد العالي للسينما كان صاحب الفكرة بإنشاء المعهد الذي افتتحه على تسع فئات من ضمنها فن الماكياج السينمائي، الى أن جاء غيره والغاه.
في فيلم "مهمة في تل ابيب" لنادية الجندي أظهرت مدى أهمية المكياج بالنسبة للجواسيس؟
- صح وبيّنت أهمية هذا الفن بالأمر، وأقولها علناً ولي كل الشرف أني أُدرس مادة التنكر في أكاديمية الشرطة في كل معاهدها منها الأمن العام أو معهد ضباط الشرطة ومدرسة المخابرات المصرية، وكلي فخر بذلك لا سيما أن من يتعلم مني صفوة من ضباط الداخلية في مصر وهذه المهمة تُقدرها الدولة المصرية لما فيها أهمية للوطن ولشباب العسكر والمخابرات بينما أكاديمية المعهد الفني تتغافل عنها للأسف.
في برنامجك "ممنوع من العرض" تروي الكثير من الأسرار عن الفنانين هل ما زال لديك أسرار تُخفيها؟
-طبعاً، لا سيما الأسرار التي تمس الأعراض والكرامات لا يُمكن أن اقولها تحت أي ضغط من الظروف، أصحاب تلك الخبريات صاروا في دنيا الحق ولا يجوز عليهم سوى الدعاء بالرحمة، وأرفض هتك الأعراض ولا أسمح بنفسي بفصح أسرارهم التي ستبقى داخل نفسي وتموت معي، بينما الأسرار العادية أي المواقف الدرامية أو الكوميدية لا مانع من سردها شرط أن لا تسيء للفن من نفسه.
لكنك أفصحت أن للنجم عادل أدهم ولداً؟
-صحيح، وأذكر عندما كان يصور فيلم "البيه البواب" سألني عن وضعي الأسري فقلت له "كويس يا استاذ" وهو كان يعلم أن زوجتي يونانية ولي منها ولد، فقال لي حافظ على أسرتك إكراماً لابنك ولزوجتك ولتبقى العائلة متكاتفة، وهنا أسرى لي أنه في بداية حياته تزوج من يونانية وعاشت معه لفترة وكان سريع الغضب ويضربها أحياناً، ومرة هربت من البيت وصار يبحث عنها فعلم انها عادت الى اليونان فلحق بها فقال له اهلها انهم لم يروها وانهم سيبلغون الجهات المختصة بالامر، وظل لفترة يبحث عنها من دون أن يعلم انها كانت حاملاً منه، ومرت السنوات وصار نجماً كبيراً والتقى صدفة بصديقة مشتركة كانت بينهما فعلم منها انها في اليونان وكانت حاملا وانجبت ولداً وصار شاباً واعطته العنوان، وسافر على الفور وهناك التقى بها وعلم انها وضعت الولد باسم زوجها الذي كتب له اي للابن مطعماً فخماً فأصر عادل ان يزور ابنه فنصحته زوجته بعدم الذهاب لانه يعلم الحقيقة وكيف انه عذبها لكنه أصر، وذهب وكانت المقابلة التي صدمته اذ قال له الابن انه لا يعرف له اباً سوى الذي منحه اسمه وارثه ورباه الى ان صار شابا، وانه يستقبله اي لعادل ادهم بالمطعم كضيف على حسابه، وهنا اسقط بيد عادل ادهم خصوصاً انه الشاب كان يشبه جداً، وطلب منه اي لابنه ان يحتضنه فرفض الابن وادار ظهره ومشى بعد ان اوصى الغرسون ان يلبي كل طلبات الضيف من دون ان يذكر انه والده.
بحوزتك أسرار كثيرة لماذا لا تقدمها في كتاب؟
-أعد حالياً لكتاب من اعداد رئيس تحرير دار الهلال ابراهيم عبد الصمد وسأسرد فيه كل سيرتي الذاتية.
وحتى لقاؤك اليتيم بكوكب الشرق ام كلثوم؟
- طبعاً كنت حينها صغيراً وطلبت من حلمي رفلة أن يضع لها المكياج بأحد تصوير اغنياتها الدينية وكان حينها قد تحول الى الاخراج فاعتذر، ورشح لها استاذ المكياج القاطوري وكنت لحظتها حاضراً فتطوعت بشجاعة ووضعت لها المكياج وكنت مساعداً حينها وكانت سعيدة جداً.
تحب حلمي رفلة كثيراً؟
-أعتبره أبا السينما المصرية قدم الكثير من النجوم وأهم الافلام وكان يتنافس مع المنتج رمسيس نجيب لتقديم اضخم الافلام لأن كليهما كانا عاشقين للسينما، وهو من استقدم وردة من لبنان عندما سمعها في اوتيل "طانيوس" فطلب التعرف إلى والدها الى أن أقنعه واستقدمها الى مصر وهو من أنتج لها "المظ وعبه الحامولي" أول أعمالها.
وأنت أنتجت لها آخر أفلامها "ليه يا دنيا"؟
-فعلاً، وغنت فيه أغنيتها "بتونس بيك".
الاعلامي وجدي الحكيم رحمه الله قال لي إن حياة وردة مليئة بالمحطات الدرامية؟
- صحيح بلا شك، تعذبت كثيرا، وعانت من العائلة والزواج والأول ثم الثاني من الراحل بليغ حمدي رحمه الله وحُرمت من أولادها، وهوجمت لأنها انتقلت من الأغنية الطويلة للقصيرة ورغم ذلك نجحت وسبب هذه النقلة والله شاهد على كلامي هو أنا، اذ يومها كنت مع بليغ حمدي بباريس مع أمين الموجي قريب الملحن محمد الموجي وبقينا معه 20 يوماً، كان يمر بظروف سيئة ويقيم بشقة استأجرها له رجل يقيم في باريس من أصل مصري وكان يحب الحانه جداً، وعندما أردت العودة قال لي إنه انجز لحناً لوردة ولو غنتها سيربح المنتج محسن جابر الكثير شرط أن يرسل له ثمن الأغنية لأنه كان بحاجة للمال، فغنى امامي "بودعك" بكل إحساسه وبكى، فأخذت الكاسيت وعدت الى مصر وكانت وردة حينها زعلانة منه فأعطيتها الكاسيت فاستغربت وأخبرتها أنه يمر بظروف صعبة ويجب أن نقف الى جانبه، وما إن سمعت الأغنية حتى قالت: "أقفل الكاسيت انه يشتمني بالاغنية"، وذهبت الى غرفة نومها وأحضرت قسيمة الطلاق ومكتوباً وكان الاعلامي وجدي الحكيم قد اعطاها اياهما عندما طلقها بليغ، وقرأت المكتوب الذي كتب لها بليغ وفيه:"حبيبتي وردة قتلتيني دبحتيني منك لله بودعك وبودع الدنيا معك"، مع احترامي لمنصور الشادي كون الأغنية مكتوبة باسمه لكن بليغ صاحب فكرة "بودعك" ولم يكن يجاهر بأية أغنية يكتبها، وهنا طيبت خاطر وردة وقلت لها: "انسي ما مضى وتذكري الخبز والملح"، وفي اليوم الثاني دخلنا استديو 45 وسجلنا الأغنية وعندما كنا نسمع الأغنية بعد الانتهاء انهارت وردة وقالت لي "منك لله"، وذهبنا الى "اتوماركيت" وقالت لي إنها جرحت نفسياً بالاغنية، فنصحتها ان تغنيها بحفلة عيد الاعلاميين وهكذا كان وغنتها ولم تلق الاغنية الضجة المتوقعة كون الحفلة كانت رسمية، فزعلت وكتب عنها نقداً لاذعاً انيس منصور اذ كان منحازاً للفنانة الكبيرة فايزة احمد، وبعدها ذهبت لأزورها فرأيتها زعلانه فقلت لها إنسي الاغنيات الطويلة وانتقلي للأغنية القصيرة الطربية، فقالت لي "هل تريدني أن أنط على المسرح؟" فقلت لها "لاء طبعاً سنبحث عن ملحن شاب ذواق وانصحك بفاروق الشرنوبي الذي قدم لايمان البحر درويش طير في السما" واغنية لمحمد الحلو كسرت الارض، وصدقيني يومها لم اكن اقصد صلاح الشرنوبي وبعد عشرة ايام اتصلت بي فقالت لي ان شقيقها مسعود التقى بالشرنوبي عند عمر بطيشة واخبره بنيتها بالتعاون معها وانه بمنزلها، فذهبت ورأيت شاباً غير فاروق واكتشفنا انه شقيقه صلاح وقلنا اننا نريد فاروق ومع ذلك استقبلناه وقلت لها لنسمع ما في جعبته وكانت رائعته "بتونس بيك" التي ما إن قالها حتى أبرقت عيناها، وعلى الفور طلبت مني أن اتصل بمحسن جابر فرفضت وقلت لها إني مصر على فاروق وضحكت، وفي اليوم التالي زارني محسن وقال لي إن المطربة نادية مصطفى استقدمت صلاح الشرنوبي من الاسكندرية لتقف الى جانبه وينجز لها اعمالاً، عندها اتصلت بنادية مصطفى واذ بها تبارك لصلاح ولوردة من كل قلبها وسجلت وردة الاغنية وحققت نقلة رائعة، ولو تلاحظين موقف نادية الرائع وكيف ان وردة غنت لون نادية مصطفى الجميلة.
ولماذا اختلفت معها؟
-لاني عرضت عليها ان تقوم ببطولة مسلسل بينها وبعض النجوم الكبار واتصلت بعبد الرحمن حافظ وصرت اسوي الامور، واذ بالاعلامي وجدي الحكيم يكلمني ويسألني عن صحة اتصالي بالشرنوبي فقلت له غير صحيح، فعلمت منه انه يريد أن يدخل الانتاج معي كونه ملحناً لاغنيات المسلسل عندها قلت له مبروك عليه المسلسل وانسحبت من العمل مع مباركتي لهم وتمنياتي لهم بالتوفيق لايماني"ان ريسين بمركب واحد تغرق"، وبعدها تصالحنا واخبرتني انها ستسافر لتصالح ابنتها وداد ومن بعدها توفت ونزل الخبر عليّ كالصاعقة.
(يتبع) في العدد المقبل يتحدث محمد عشوب عن علاقته بالشحرورة صباح والدونجوان رشدي اباظة، والرؤساء والزعماء والرئيس امين جميل