لا يختلف اثنان على جمالها، بل يعدها كثيرون أحد أجمل الممثلات السوريات وربما العربيات، إضافة إلى موهبتها التي استطاعت من خلالها شق طريق النجوم بخطىً واثقة.

تنتسب إلى عائلة فنية عريقة ذات اسم كبير، فجدها لأمها هو الفنان الراحل الكبير محمود جبر وجدتها الفنانة هيفاء واصف، وخالتاها هما ليلى ومرح جبر، وخالتا أمها هما الفنانتان منى واصف وغادة واصف، وأعمام أمها ناجي جبر وهيثم جبر.

قدمت ما يقارب الأربعين مسلسلاً، منهم "باب الحارة"، و"الدبور"، و"بقعة ضوء"، و"صرخة روح"، و"دومينو"، و"قلوب صغيرة".
تركز في حديثها على الشام وتقول "روحي معلقة فيها"، بخاصة أنها من مواليد حي الصالحية الدمشقي العريق وسط العاصمة. الممثلة السورية دانا جبر حلت ضيفة على "الفن" وكان الحوار الآتي:


تلعبين دور البطولة في مسلسل "سنة أولى زواج" فما هي شخصيتك؟
أؤدي شخصية "رولا"، وهي فتاة جميلة ودلوعة تنصاع لأوامر والدتها القوية التي تنتمي إلى طبقة راقية جداً.
تحاول والدتها أن تزوجها لرجل غني كحال شقيقتها إلا أنها تقع في غرام الكاتب "قصي" ذي الأحوال المادية المتواضعة ويتزوجها رغم معارضة والدتها ما جعله موضع مقارنة دائمة من حماته، الأمر الذي يولد مشاكل بين الزوجين بطريقة كوميدية خفيفة.

ما الجديد الذي تخبئينه من خلال هذا العمل؟
يتخلل العمل الكثير من التجديد سواء على صعيد المضمون "التصرفات" أو الشكل "اللوك الذي سأظهر به".

ألاحظ مقداراً كبيراً من السعادة التي تشعرين بها خلال التصوير.. هل إحساسي في مكانه؟
صحيح، أنا سعيدة جداً بمشاركتي، لأن العمل ظريف جداً، بخاصة مع وجود الممثلين المشاركين والمخرج المتعاون يمان إبراهيم، كما أن وجود خالتي مرح جبر يضفي لون مميز عليه، "الكاست بشكل عام كلو مهضوم".

تظهرين بشعر أسود بعد أن كانت إطلالتك بالأشقر في مسلسل "سليمو وحريمو"، هل عدت للأسود خصيصاً لهذا العمل؟
لم أغير لون شعري الطبيعي يوماً ما كونه يتناسب مع ملامح وجهي، ولا حتى في مسلسل "سليمو وحريمو" بل استخدمت "الباروكة" كون الشخصية تتحمل الظهور بهذا اللون، وكذلك مساحتها واسعة.

أغلب مشاركاتك تكون عبر الأعمال الكوميدية.. هل تميلين إلى هذا النوع؟
أنا مع الكوميديا العفوية فقط، لأنني لا أحب التصنع أو المبالغة، وإن لم يعتمد العمل على كوميديا الموقف لا أحبذ المشاركة به. فمثلاً "بقعة ضوء" عمل إنساني كوميدي عفوي ما أكسبه جماهيرية كبيرة، واعتاد الناس عليه وكأنه طبق رمضاني سنوي، والممثل يحب العمل به لأنه يعطيه مساحة من الراحة كونه يتألف من عدة لوحات مختلفة ويظهر عبرها بشخصيات عدة، الأمر نفسه ينطبق على مسلسل "سنة أولى زواج".

تشاركين أيضاً في مسلسل "كعب عالي" هل ستظهرين أيضاً بدور الفتاة الدلوعة؟
أؤدي فيه دور فتاة تعاني من حبسة كلامية ربما من الدلال الزائد وقلة الكلام، تتلقى دائماً المساعدة من صديقها "نوار"، فهو بمثابة المنقذ لها بالمواقف المحرجة.

وماذا عن "شبابيك"؟
صورت حلقة ضمن مسلسل "شبابيك" مع المخرج سامر برقاوي، ولا أود الكشف عن تفاصيلها كون العمل عبارة عن حلقات لا تحتمل الحديث عنها.

لا يختلف اثنان على جمالك.. فهل أطرك المخرجون بأدوار الفتاة الجميلة؟
ليس بخطأ، فبعض المراحل العمرية تتطلب ذلك.. والكثير من المخرجين قالوا لي "حرام نعطيكي دور الفتاة البشعة" إلا ضمن لوحة من مسلسل، أما دور بمسلسل متكامل فلا. وبرأيي الفتاة الجميلة لا تقتصر على الجميلة والدلوعة فقط، فهناك فتاة جميلة وفي الوقت نفسه قوية وذكية. فمثلاً في مسلسل "دومينو" لعبت دور فتاة جميلة وذكية تعمل مع عصابة مافيات، وهو دور صعب وجديد بالنسبة لي، وبالعموم جمالي لا يبعدني عن الأدوار التي تتطلب جهداً.

ما هي الأدوار التي تحبين تجسيدها ولم تلعبيها حتى الآن؟
هناك العديد من الأدوار التي أحب تجسيدها، لأني لم أعمل إلا الأدوار التي تناسب مظهري وعمري (طالبة جامعة أو فتاة عشرينية)، وأتوق للعب دور الأم والفتاة القوية.

ما هو الدور الذي لا تحبذين أداءه؟
أبتعد كثيراً عن دور الفتاة الضعيفة "بتبكي كتير".

هل أنت مستعدة لتغيير مظهرك بما يتناسب مع دور معين؟
في حال كان الدور يحمل قيمة فنية ومخرج العمل شجعني على التغيير فأنا جاهزة للقيام بذلك، وسأجتهد لأدائه على أكمل وجه، وبغير ذلك لن أغير مظهري كي لا أظلم نفسي.

هل ينطبق الأمر على مسلسل "خاتون" الذي كان من مقرراً أن تؤدي فيه شخصية "خديجة" وتتطلب منك أن تحلقي شعرك؟
لم أعتذر عن أداء شخصية "خديجة" التي لا نراها "صلعة" إلا في مشهدين خلال العمل الممتد على جزأين، ومن غير المعقول أن أتخلى عن شعري بالكامل طوال مدة التصوير من أجل مشهدين وأخسر موسماً درامياً كاملاً، ناهيك عن الأجر غير المناسب الذي قدمته شركة الإنتاج مقابل ذلك، إضافة إلى مواعيد التصوير غير المنتظمة.
ولو وجدت أن الدور بطولي ويستحق لتخليت عن شعري، لكن العمل يتضمن أدواراً مهمة أكثر وكان من الممكن الاستعاضة عن الحلاقة بـ"باروكة".
هناك العديد من الممثلات في الأفلام الأجنبية حصلن على مبالغ طائلة مقابل التخلي عن شعرهن وكان الدور يحمل قيمة فنية عالية "عطيني دور بطولة بحلق شعري ما عندي مشكلة لو ما في مقابل مادي".
وتواصلت مع أصدقائي الممثلين المشاركين في العمل وأخبروني أنهم عملوا لمدة سنة كاملة في خاتون أي موسم كامل.. الأمر يسبب لي "عذاب نفسي" و"حرام لشغلي".

الدراما السورية هي دراما "البنت الحلوة" هل تؤيدين هذا الكلام؟
نوعاً ما، فإذا تطلب دور معين فتاة جميلة يستحيل أن تستعيض عنها بفتاة غير ذلك، لأن المشاهد سيسخر من العمل، ويجب عدم الاكتفاء بالجمال، يجب أن تكون الفتاة جميلة وموهوبة أيضاً.
وبالمقابل هناك فتيات لسن جميلات لكنهن اجتهدن على أنفسهن وأثبتن جدارتهن وهناك أدوار تناسبهن وتنطبق عليهن.
وبنظري لا يوجد فتاة بشعة، هناك فتيات لسن جميلات بالمطلق، لكنهن يتميزن بستايل لافت أو جاذب كبير، "مو ضروري تكون البنت خارقة الجمال".

مسلسل "سنة أولى زواج" هو أول عمل تحتلين بطولته المطلقة بمشاركة يزن السيد، ألم تتأخري بالحصول على دور البطولة؟
بالطبع تأخرت.

ما المعوقات التي منعتك عن ذلك؟
لا أعلم، لكني أستطيع القول إن جميع المخرجين الذين تعاملت معهم قالوا لي الكلام نفسه "حرام تكوني بعدك هون".

هل الأمر مزعج بالنسبة لك؟
لستُ منزعجة، ودائماً أقول إن الحياة لا تعطي المرء إلا نصيبه، ما كتبه له الله، وسيحصل عليه في وقته المناسب.

هناك العديد من الممثلات يجايلنك بالعمر ولا يلعبن إلا أدوار بطولة مطلقة.. ما الذي ينقصك عنهن؟
توقفت عن العمل لمدة خمس سنوات وأعتقد أن ابتعادي كان أحد الأسباب، كما أن الأزمة السورية وأزمة النصوص ساهمت بذلك، ربما لو عملت في الخارج كغيري من الفنانات لكان حالي أفضل.
لكني فضلت العمل في بلدي واكتساب النجومية ضمنه وأحصل على الشهرة من خلاله، كما أن دور البطولة لا يشكل هاجساً لي، فأنا أعمل ليس فقط من أجل الشهرة بل لأني أحب عملي وأعمل جاهدة لأجله.

هل تلقيت عروضاً للعمل في عمل عربي مشترك؟
بداية عملي كانت في الدراما المشتركة بمسلسل "بنت النور" ومؤخراً تم ترشيحي لأحد الأدوار ضمن مسلسل "حرملك" وحصلت عليه بانتظار تبليغي بانطلاقة العمل.
بالعموم هناك العديد من العروض خارج سورية لكن صعوبة الحصول على الفيزا والتنسيق مع عمل آخر يحول دون مشاركتي، وأنا مرتبطة ببلدي إلى درجة كبيرة وأحب العمل في سورية ولا أكترث لموضوع الفيزا كونها تتطلب وقتاً، وبرأيي عندما يعرض عليّ عمل معين على الشركة المنتجة أن تهتم بتفاصيل الفيزا وإجراءات السفر والسعي لتواجدي بالعمل "واذا مو شي على أصوله ما بدي ماني مضطرة، شغلي ماشي ببلديي وما بركد ورا حدا".

ما رأيك بظاهرة الدراما المشتركة التي أصبحت مؤخراً مطلوبة أكثر من الدراما السورية الخالصة؟
لم لا، فنحن السوريون من المفروض أن نعمل بأي بلد ومع أي دراما، وبالمقابل البلدان الأخرى تسعى لجلب نجومنا ضمن أعمالها "مو وين ما كان".

برأيك هل الدراما المشتركة تؤثر سلباً على الفنانين السورين المقيمين في البلد؟
عملية التسويق لها دور كبير في ذلك وكذلك الصورة وليس فقط الممثل، وكل دفعة طلاب تتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية تقدم مهارة وموهبة لربما أكثر من سابقاتها، وكل فترة لها نجومها وفي فترة لاحقة ستتغير الأولويات والأسماء "ما رح يضلو كل العمر" وكل شخص سيحصل على نصيبه سواء في الداخل أو الخارج.

وماذا عن "باب الحارة"؟
بعد انتهائي من تصوير مشاهدي في الجزء الخامس منه لم تعاود شركة الإنتاج التواصل معي وعلى الصعيد الشخصي اكتفيت منه.

لو عرض عليك الجزء السادس أكنت وافقت؟
لو عرض عليّ الجزء السادس ولم يكن بأهمية الأجزاء الثلاثة الأولى لما وافقت. بالعموم يبدو أن تغيير الشخصيات عبر مواسم العمل نهج يتبعه صناع العمل.

هل تشعرين بأن جمال الفتاة نقمة؟
لا على العكس ثقتي بنفسي عالية ولا أشعر بالغيرة من أي فتاة جميلة وأشكر ربي دائماً على كل شيء، فأنا فتاة جميلة ولا ينقصني شيء.

وعلى صعيدك الشخصي هل كان جمالك نقمة في بعض الأحيان؟
نعم كان نقمة في بعض الأحيان وأنا لا أوجه أي لوم لأحد، فلو كنت مكانهم لأحسست بالشعور نفسه، فأنا فتاة جميلة ومن عائلة فنية معروفة ودخلت الوسط الفني وأحبني الناس بأقل من عامين، فلو وضعت نفسي مكانهم "كنت جنيت وعملت العمايل لنزلا".

برأيك من هي نجمة سورية الأولى؟
منى واصف .

ومن الذكور؟
بسام كوسا.

ومن فئة الشباب؟
يزن السيد وحلا رجب وسامر إسماعيل وعلا باشا.

ما المقومات التي يجب أن تتوافر في الفنان كي تطلقي عليه لقب نجم؟
كي أحكم على شخص أنه نجم يجب أن تتوفر فيه عدة مقومات، منها الموهبة والحضور والنفسية الجميلة والتواضع.. فممثلة بنفسية سيئة لا أعتبرها نجمة. بالعموم لا أرى أحداً بعيداً عن النجومية فكل شخص اجتهد هو نجم، وربما عدم سعيي للحصول على دور بطولة، حصدته اليوم في مسلسل "سنة أولى زواج".

اتهامات كثيرة تلاحق مظهرك وتتهمين دائماً بإجراء عمليات تجميل.. كيف تردين على هذه الأقاويل؟
"يحكوا ليشبعوا" أنا فتاة طبيعية جداً، مسبقاً أجريت عملية تجميل لأنفي وحقنت شفاهي لكني أزلت الحقن لاحقاً لأني لم أقتنع بمظهري بعد الحقن ووجدت أن الطبيعي كان مناسباً أكثر لمظهري. اتهم دائماً بحقن خداي وأنا لم أجر أي عملية حقن لهما، وكل ما كثر الحديث مع شخص معين كلما زادت أهميته.

أتفكرين باعتزال الفن يوماً ما ؟
أرفض اعتزال الفن فأنا أعمل ليس فقط من أجل الشهرة بل لأني أحب عملي.

أنتِ من أكثر الفنانات اللواتي يتعرضن لشائعات زواج وطلاق.. ما السبب؟
ضاحكة: "بيحبوني كتير وبيضلوا يحكيوا فيني".

كيف تصفين علاقتك مع السوشيل ميديا؟
لا أعتبر نفسي نشيطة كثيراً، فخصوصياتي ليست للعلن، لكني أحب مشاركة أصدقائي بصور أثناء تواجدي في لوكيشن التصوير برفقة مجموعة من الفنانين أو أثناء زيارتي لبلد معين، لكن يومياتي لا أشاركها.

تكتفين بذلك في وقت يشارك فيه الفنانين جمهورهم بيومياتهم؟
في كثير من الأحيان هناك مجموعة من التعابير يتغير معناها عند تدوينها وكتابتها وربما يفهم معناها بغير طريقة، وأنا لا أحب أن أفهم بطريقة خاطئة وبغنى عن هذه القصص.

أتهتمين بممارسة الرياضة؟
ليس كثيراً.. التزمت خلال الصيف الماضي بنادي رياضي والآن توقفت بحكم انشغالي بعملي.

هل تتبعين نظاماً غذائياً معيناً للحفاظ على رشاقتك؟
لا، لكني لا أبالغ بطعامي فهو ضمن الحد المعقول (فطور.. غداء.. عشاء).

تتشبهين بخالتك مرح جبر.. كم الأمر مهم بالنسبة لك بخاصة أنها معروفة بجمالها؟
أفرح كثيراً بذلك، "حلو الواحد يتشبه لحدا حلو".

هل وجودها ضمن الوسط الفني ساعدك على دخوله؟
لا أعلم، لكن لكل منا طريقته الخاصة بالتمثيل، القصة لا تقتصر على أني دانا جبر أو لأني شبيهة أو قرابة مرح جبر أو لأني من عائلة فنية معروفة أو لأني فتاة جميلة.. كل هذه الأمور لا تكفي بدون وجود موهبة.