أشارت بعض الدراسات إلى أن الممارسة المستمرة للتأمل تؤدي الى تغيير في نشاط المخ بالمراكز المتحكمة في الانتباه، الذاكرة، التعلم، والادراك. ويؤكد عدد من الباحثين أهمية ممارسة التأمل في المساعدة على علاج بعض الأمراض العضوية، بخاصة الحالات التي يساهم التوتر في جعلها أكثر سوءاً، مثل الإكتئاب واضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسرطان.
والتأمل هو الإسترخاء والحد من التفكير في كل ما يتسبب بالتوتر، من ميزاته كونه غير مكلف مادياً، على عكس أنشطة أخرى تحتاج الى أدوات أو ملابس أو أماكن مخصصة لممارستها.
هناك طرق مختلفة للتأمل والإسترخاء من بينها:
التأمل الموجه الذي يعرف ايضاً بالتصور أو التخيل. عبر هذا النوع من التأمل تقوم بتخيل صور لأماكن أو مواقف تساعد على الإسترخاء. ويمكن اللجوء مع هذا النوع الى استخدام روائح أو أصوات أو صور للتأثير على الحواس.
على عكس النوع السابق، يمكنك التأمل وأنت يقظ واع بالواقع المحيط بك. وتقوم خلال هذه الطريقة على التركيز على عنصر حالي مثل تنظيم عملية التنفس.
هناك أيضاً التأمل من خلال تكرار نطق كلمة أو جملة مهدئة وذلك لمقاومة تشتت الانتباه.
ويمكنك ممارسة نوع آخر من التأمل شبيه بالنوع السابق، لكن عبر تكرار النطق في ذهنك بصمت من دون إصدار أي صوت. هذه الطريقة تحقق الإسترخاء للجسم والهدوء للذهن من دون الحاجة للتركيز على أي شيء وبذل أي مجهود.
فوائد التأمل:
الوصول للسعادة ليس الهدف الوحيد من التأمل، فهناك فوائد متعددة يمكن أن تتحقق من خلال جعل التأمل عادة يومية، كالاسترخاء، التخلص من التوتر والقلق، زيادة القدرة على التركيز والتفكير بشكل أوضح، تطوير القدرة على التواصل مع الآخرين وتقبلهم، المساعدة على تحقيق معرفة أفضل للذات، تقوية القدرة النفسية على مواجهة ضغوط الحياة المختلفة، والتغلب على الشعور بالحزن.
تلك الحالة من الإسترخاء التي يخلقها التأمل لا تزول بانتهائه، فهو يجعلنا أكثر هدوءاً خلال اليوم بشكل عام، وعند جعله عادة يومية، يتحقق سلام داخلي يكون بمثابة حصن يحمينا من تأثير ضغوطات الحياة المختلفة ويوفر لنا المساحة اللازمة للتعامل مع تلك الضغوط بهدوء وتركيز، فالسر وراء القدرة على التعامل مع الضغوط وإدارتها بشكل جيد هو الهدوء والشعور الداخلي بالسلام النفسي.