باسكال صوما تفتح أبواب إبداعها على مصراعيها معانقة نبض المدينة في كل ما تتجاذبه في أمعائها المنتفخة.
روايتها ليست رواية مفتوحة إلا على الخيال، فالزمان أسبوع والمكان المدينة والشخصيات محدودة. نعم هكذا تختصر صوما الزمان والمكان والشخصيات في لعبة تسجيل لحلو المدينة ولمرّها من الداخل وليس من الخارج فهي تدخل إلى التفاصيل الباطنية ولا تهتم بالتفاصيل الظاهرة. أما الموت فهو ولادة والحب في روايتها فهو تفاعل المشاعر وعلاقات جميلة.
وتعدنا هذه الشابة الشاعرة والروائية والصحافية في جريدة "السفير" بمستقبل للكلمة زاهر ومثقّف ومبدع. هي المشاغبة التي تحرك كل ما يحيط بها لا لشيء إنما لتكتشف وتحاول التغيير، رابطة الماضي بالحاضر، ومتطلعة نحو المستقبل.
رواية "أسبوع في أمعاء المدينة" التي فازت بجائزة وزارة الثقافة عن فئة الرواية للناشئين للعام 2016، وقعتها باسكال صوما ضمن فعاليات معرض الكتاب العربي في بيروت يوم 9 كانون الأول 2016 في البيال وسط حضور كثيف من أهل الإعلام والثقافة والمحبين والأصدقاء.
موقع الفن حضر توقيع الكتاب وعاد بهذا الحديث مع صوما:
العنوان "أسبوع في أمعاء المدينة" يدلّ على االمكان الذي تجري فيه احداث الرواية، بمعنى أنها تتناول الحياة الداخلية لسكان المدينة وليس الحياة الظاهرية والسطحية التي تظهر إلى الخارج. بمعنى الخيبات والحزن والموت واللامبالاة والإستسلام للواقع. والصعوبات.. وفي الرواية هناك تتطرق للريف حين تذهب نانا البطلة إلى بيتها الريفي لتزوره. وهنا نوع من المقارنة بين حياة الريف وحياة المدينة وكيف أن أبناء المدينة لا يستطيعون أن يعودوا إلى حياتهم الريفيّة لأنهم باتوا جزءاً لا يتجزأ من جسد المدينة وهو أمعاء المدينة. وبين الواقع والخيال أشعر بأن الخيال هو جزء من الواقع الذي نتمناه أو الذي يكون في مخيلتنا. وأنا أحب أن أشغل مخيلتي في الكتابة. والكتابة الواقعية ليست لي. وأفضل أن أتعب في الكتابة ، حتى إنني أكتب الآن رواية مختلفة عن رواية "أسبوع في أمعاء المدينة". فالخيال الذي ينقلنا إلى عالم آخر أحبّه. وأنا أستمتع بكتابة الواقع المتخيّل وهو شيء جميل، كأن الكاتب إله يخترع الأمكنة والشخصيات ويخترع أحداثاً ليست مألوفة في الحياة اليومية.