تحت شعار "البدر بالدّار" وبإشراف من دار الفتوى في الجمهوريّة اللّبنانية، وللسّنة العاشرة على التّوالي، أطلقت حملة طلع البدر علينا فعاليّاتها السّنويّة احتفاءً بذكرى مولد النّبيّ محمّد (صلّى الله عليه وسلّم) في حفلٍ جرى في قاعة مسجد الأمين برعاية سماحة مفتي الجمهورية اللّبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثّلاً بأمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية سماحة الشّيخ أمين الكردي، وبحضور رئيس مجلس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني وعدد من أعضاء المجلس البلدي، بالإضافة إلى حشد من العلماء ورؤساء الجمعيّات المشاركة في الحملة وممثّلين عنهم، ومدعوّين من مختلف الجمعيّات، ورعاة الحملة.

استهلّ الحفل بتلاوة من القرآن الكريم تبعها النّشيد الوطنيّ اللّبنانيّ وعرض فيديو تعريفيّ عن حملة "طلع البدر علينا" وإنجازاتها. وبعد الكلمة التّرحيبيّة تحدّث منسّق الحملة محمّد اسكندراني عن الحملة وشعارها لهذا العام وهو "البدر بالدّار" الّذي يهدف إلى تجسيد سنّة النبي محمّد (عليه الصّلاة والسّلام) في حُسن الدّار والجوار عبر قيام الحملة والجمعيّات الأعضاء بالمشاركة بمشاريع في أحياء وشوارع بيروت لتكون مثالاً للخدمة المجتمعيّة المسؤولة وللمبادرة في تنمية الأماكن العامّة في المدينة. وتحقّق الحملة عبر ذلك أهدافها لهذا العام في إطلاق وتحفيز المبادرات التّطويرية للبيئة السّكنية وتعزيز علاقات التّعاون والبرّ بين أطرافھا. ثمّ عرض اسكندراني الفعاليات والأنشطة المرافقة للحملة والّتي ستشمل، بالإضافة إلى ما سبق ذكره، ندوات واحتفالات ومسرحيّات تستمرّ طيلة شهر المولد، وختم كلمته بشكر وتقدير جهود جميع من ساهم وشارك في التّخطيط والتّحضير لإنجاح الفعاليات.

تلا ذلك عرض الفيديو الدّعائي للحملة، وكلمة لرئيس المجلس البلديّ لمدينة بيروت المهندس جمال عيتاني بدأ فيها بشكر الحملة لأنّها جمعت العديد من الهيئات والجمعيّات تحت سقف واحد ثمّ تحدّث عن بعض الخطوات الّتي ستتّخذها البلديّة قريباً لحلّ أزمة النّفايات في العاصمة ومنها حملة توعية، وفي هذا الإطار، تمنّى على الحملة التّركيز على الأخلاق الإسلاميّة وتحديداً النّظافة في البيت والشّارع، ثمّ انتقل إلى الحديث عن مشروع تجميل وتحديث شوارع بيروت حيث عبّر عن سعادته لتعاون أهل بيروت وحملة طلع البدر علينا مع البلديّة لتحقيق هذا المشروع، وتطرّق بعد ذلك إلى مشاريع أخرى للبلديّة كالكهرباء والمياه، ثمّ ختم كلمته بتوصية حول ضرورة تحديد الأهداف حتّى يكون العمل ضمن القدرات المتاحة، كما شدّد على أهمّية دور الجمعيّات والهيئات المدنيّة في كونها صلة وصل بين المجتمع المدنيّ والبلديّة وفي تعاونها مع البلديّة لتنفيذ المشاريع.

بعد ذلك، كانت الكلمة لسماحة مفتي الجمهوريّة الشّيخ عبد اللّطيف دريان ممثَّلاً بأمين الفتوى سماحة الشّيخ أمين الكرديّ حيث بدأ بالتّذكير أنّ أهمّ مظاهر الحبّ والاتّباع هي أن نعرّف النّاس بالرّسول عليه الصّلاة والسّلام وبسنّته وفضائله وأخلاقه وتربيته للمجتمع، ثمّ أضاف: "وهذه المظاهر الّتي رأيناها في مشاريع حملة "طلع البدر علينا" ليست إلّا معنى من المعاني الّتي تركها فينا رسولنا المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، فهو الّذي علّمنا الطّهارة والنّظافة والتّرتيب والإتقان في العمل وأن نكون شامة بين النّاس وعلّمنا إماطة الأذى عن الطّريق. ففعلاً، الحملة هذه السّنة تعبّر بطريقة تطبيقيّة عن اتّباعنا وحبّنا للرّسول عليه الصّلاة والسّلام." وختم كلمته بالدّعاء بالتّوفيق لجميع المشاركين من الجمعيّات والهيئات. واختُتم الحفل بأخذ الصّور التّذكارية.