هو الولد الشقي والرومانسي الذي قدم للسينما المصرية ما يزيد عن 120 فيلم ظهر خلالها بالكثير من الشخصيات والأدوار التي رسمت شخصيته لدى الجمهور مثل "خلي بالك من زوزو" و "العار" و "اللعب مع الكبار" و "حافية على جسر الذهب" و "حب وكبرياء"، لا سيما أن مكتبة أعماله التليفزيونية حافلة بالأعمال المميزة مثل "هوانم جاردن سيتي" و "يا ورد مين يشتريك" و "المال والبنون" وغيرها من الأعمال..
هو الفنان حسين فهمي الذي يتحدث لـ "الفن" عن مشوارها الفني وبرنامجه الجديد وما دفعه لهذه التجربة وعن السينما والدراما وصديقه الفنان الراحل محمود عبد العزيز ورأيه بمهرجان القاهرة والكثير من الأشياء في اللقاء الآتي:
بداية.. نُقدم لكم التعازي بوفاة صديقكم الفنان محمود عبد العزيز وندعو له بالرحمة والمغفرة..
أشكركم على تعازيكم، وأدعو الله أن يغفر لمحمود ويرحمه ويدخله فسيح جناته، فهو كان صديقي المقرب ولم أصدق وفاته حين تم إبلاغي بالخبر لكنها حال الدنيا لا تدوم لأحد.
ومن ثم نتوجه للحديث عن أعمالك الفنية.. فهل لديك جديد على صعيد الدراما أو السينما؟
هناك بعض العروض الدرامية التي أدرسها في الوقت الحالي لكنني لم أتخذ قراراً بشأنها لحين الإنتهاء من القراءة وتحديد ما يناسبني وما لا يناسبني، ولو لم أجد ما أطمح إليه فالغياب هو الحل الأفضل.
إحكِ لنا تفاصيل برنامجك الجديد الذي يحمل "زمن"؟
فكرة البرنامج تتلخص من إسمه وهو "زمن" حيث نبحث في معاني الشعوب العربية عبر الزمن والمقارنة بين ثقافاتها وعاداتها في الوقت الحالي وما سبق من سنوات ماضية، والحقيقة أنني تحمست للغاية لهذا البرنامج بخاصة أنني صاحب فكرته، لا سيما وأنها تخص الشعوب العربية جميعها وليس شريحة معينة فقط.
وما الذي جعلك تعود لتقديم البرامج بعد تجربتين وهما "مع الناس" و "مع حبي وتقديري"؟
فكرة البرنامج المختلفة التي تهدف لمعاني إنسانية من بينها الكشف عن الإختلاف بين الناس والشعوب العربية المختلفة عبر الزمن والبحث فيما دعاهم للتغيير، وهل هذا التغيير هو الافضل أو أننا كنا قديما أفضل، لا سيما وان البرنامج تم تصويره بأماكن كثيرة ومدن عربية مختلفة مثل القاهرة وبيروت وطنجة ومراكش وغيرها، كما أن البرنامج يدعو لتفتيح عقول الجمهور على التاريخ العربي للمدن العربية التي صورنا بها.
وهل ترى أن عرضه على قناة "الغد" العربية ستوسع من رقعة إنتشاره وجمهوره؟
كان من الضروري عرض البرنامج على قناة عربية بخاصة أنه كما ذكرت لك أنه تم تصوير البرنامج في مدن عربية مختلفة، ومن الضروري البحث عن فضائية يشاهدها الجمهور العربي ولم أجد أفضل من "الغد" العربي وأتوقع أن يُحقق البرنامج نجاحاً وإنتشاراً كبيرين.
وهل للسياسة وجود في برنامجك؟
لا وجود لأي قصص سياسية أو إسقاطات بل إن البرنامج هو ربط بين الزمن الماضي والحاضر، كما أن البرنامج من البداية إجتماعي ثقافي ولا دخل له بالسياسة على الإطلاق.
صورت بعض حلقات برنامجك في أماكن تشهد صراعات سياسية مثل "فلسطين" و"العراق"، وهذه شجاعة أحييك عليها..
اشكرك على كلامك، وكان من الضروري التصوير بالمدن التي تحمل تاريخاً ثقافياً وإجتماعياً كبيراً حتى ولو كانت ظروف التصوير صعبة، فمن الضروري أن نضع هذه البلدان الكبيرة على خارطة برامجنا وأعمالنا الفنية.
لكن من خلال إنتشار بعض الصور من البرنامج أشعر بأن فكرة البرنامج تهدف لتجميل الواقع، وهذا أمر مناف لدراستك السينمائية.. فكيف ترى ذلك؟
هذا غير صحيح والبرنامج لا يجمل صورة الواقع بل إننا نُقدم الواقع نفسه بماضيه وحاضره، كما أنه غير صحيح أن يتم الحكم على البرنامج قبل عرضه أو من خلال بعض الصور عنه بخاصة أنه حين يتم عرض البرنامج ومشاهدته ستكتشفون أننا نعرض السلبيات والإيجابيات من خلال الربط بين الزمن الماضي والحاضر ونكشف لكم أيهما افضل في كل بلد صورنا فيه.
ولماذا ترفض العودة للسينما؟
لا أرى الوقت مناسباً لعودتي للسينما بخاصة مع العروض الضعيفة التي تُقدم لي، فلا يمكن أن أجازف بتاريخي الفني والسينمائي بقبول الظهور بأعمال ضعيفة لا ترتقي للمستوى.
إذاً.. فهل تعارض السينما المُقدمة اليوم؟
لا أعارضها بالمجمل لأن هناك بعض الأعمال ما زالت تسير على المستوى، لكنني أرفض الأفلام السطحية التي لا تحمل أي مضمون قوي أو يرتقي لمعنى الجودة، وأعتقد أن الجمهور أصبح واعياً لما يتم تقديمه على الساحة ويعرف الفرق بين الأعمال القوية والسطحية.
وكيف ترى مستوى مهرجان القاهرة السينمائي بخاصة أنك كنت رئيساً له لسنوات ومجهوداتك نحو ترقية المهرجان كانت واضحة، فالدورة الحالية البعض يقول إن مستوى الافلام فيها ضعيف للغاية؟
الحقيقة أنني لم أشاهد أياً من أفلام الدورة الحالية كي أحكم عليها، لكن دعنا نُفكر فيما دعا لتراجع بعض الأفلام الأجنبية المهمة للمشاركة في المهرجان وغياب النجوم بالتأكيد الميزانية الخاصة التي لا تسمح بإستضافة نجوم الغرب ومشاركة أفلام قوية بخاصة أن الغرب يضعون حساباتهم نحو دور العرض والإمكانيات الخاصة بالسينمات التي يتم عرض أفلامهم بها.
وكيف ترى في الوقت نفسه غياب بعض نجوم وصناع الافلام الغربية عن تصوير أفلامهم بمصر؟
أعتقد أن السبب الرئيسي هو عدم توفير الإمكانيات من الهيئات المسؤولة لتصوير الأفلام بمصر، هذا إلى جانب الرقابة التي تتحكم في الأمر، فكان هناك نجم عالمي سألني عن إمكانية تصوير فيلمه بمصر وحينما علم بوجود رقابة فغير وجهته نحو تصوير فيلمه بمكان آخر، كما أن هناك بعض النجوم العالميين جائوا لزيارات لمصر ولم يجدوا اي إستقبال وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق.
وهل صحيح أنك تُفكر في دخول الإنتاج؟
هذا غير صحيح، ولم أفكر في هذا الأمر من قبل بخاصة أنني قدمت ما أطمح إليه في الفن من أعمال وأدوار كنت اتمنى لعبها، لذا فلا مجال لدخول الإنتاج، وهذا لا ينفي أن طموحاتي ما زالت موجودة وكبيرة.
وفي النهاية.. ما موقفك من كتابة مذكراتك أو تقديم قصة حياتك في عمل فني؟
قُلتها من قبل وسأظل أقولها إنني أرفض تقديم قصة حياتي على الشاشة أو كتابة مذكراتي لأنه لا جدوى منها طالما أن الجمهور يعرف عني ما هو متاح لهم من فني وأعمالي، فأسرار حياتي تخصني وحدي وأرفض تقديم أي عمل عن حياتي.