عمتي هدى سلطان تحدت الأسرة وخاضت الفن فقاطعها فوزي.

نحن من سيقدم سيرته وليس سمير صبري.

قدم أجمل أغان للأطفال و"مصطفى يا مصطفى" عالمية.

ليس مطرباً فحسب بل هو أيضاً يُدرس أصول الغناء ويجيد التلحين والعزف ويتمتع بخفة ظل متناهية تماماً مثل جده الفنان الكبير محمد فوزي الذي تميزت أعماله بأسلوب السهل الممتنع، وقدم عشرات الأعمال الغنائية السينمائية، ولحن لعدد من نجوم الغناء حتى شكل ظاهرة فنية خاصة به، لكن القدر لم يمهله فغاب عن الدنيا وهو لا يزال في الأربعين من عمره عقب إصابته بمرض نادر ومن أنه اي جده لن يتكرر بتاريخ الغناء، انه محمود فوزي الدكتور والأستاذ في علم النغم والحاصل على دكتوراه من أكاديمية كامبريدج، معه كان اللقاء الآتي الذي تحدث فيه عن جده محمد فوزي وعمته الفنانة الكبيرة هدى سلطان.

ماذا ورثت من جدك؟

الشقاوة ، بالإضافة الى عشقي للموسيقى.

محمد فوزي سبق عصره؟

طبعاً وبأشواط وأحدث ثورة في عالم التلحين، ورغم أنه كان موهوباً بالفطرة لكنه فيما بعد صقل موهبته بالدراسة بمعهد الملك فؤاد الذي عُرف فيما بعد بمعهد الموسيقى العربية، وانطلاقته السينمائية كانت عام 1944 لكنه فيما بعد أسس شركة انتاج حملت إسمه وصار فتى الشاشة الأول بالأفلام الغنائية، كما طور بالموسيقى وباعتراف النقاد هو أفضل من قدم الدويتو الغنائي ومن أبرزه ديو "شحات الغرام" مع المطربة الكبيرة ليلى مراد.

أيضاً تميز بالأعمال الخاصة بالأطفال؟

فعلا، ومنها "ماما زمانها جاية"، "ذهب الليل وطلع الفجر" وغيرها وكانت علامة بارزة، وأنا شخصياً جلت بعدة دول بأغنيات جدي وحققت نجاحات كبيرة لا سيما بأغاني الأطفال.

هل صحيح أن الفنان سمير صبري سيقدم سيرة حياة محمد فوزي بعمل درامي؟

قيل هذا الكلام قبل سنوت وهذا الأمر لن يحصل لأن الأسرة ستقدم عملاً عنه لكنهم يتريثون لأنه سيكلف ميزانية كبيرة.

هل شاهدت دور جدك في مسلسل "الشحرورة" عن حياة الفنانة صباح؟

شاهدته لكن لم يعجبني ولم يأخذ حقه، كونه تعاون مع صباح بعدد كبير من الأعمال كما لحن لها عدة أغنيات لعل أبرزها التي قدماها معاً كانت فيلم "الانسة ماما" الذي حقق نجاحاً كبيراً، بالاضافة الى فيلم "فاعل خير"،"الحب في خطر" وغيرها من الأعمال، وكان يصف صوت الصبوحة بأنه يحتاج الى دراسات مطولة ومعمقة، هذا بالاضافة الى أنه كان صديقها جداً وكلاهما كانا يحبان المرح .

عمدت إلى إعادة توزيع أغنياته؟

لست بحاجة لأقدمها بأسلوب جديد فهو عندما قدمها قبل 40 عاماً أنجزها بتوزيعات جديدة دخلت العالمية مثل "مصطفى يا مصطفى" التي أول من غناها هو شقيق داليدا، ومن ثم قدمتها داليدا بصوتها و"فطومة" وغيرهما.

حدثني عن شخصيته الفنية والانسانية؟

جدي لم يكن أنانياً بدليل أنه لحن للست أم كلثوم مطلع أغنية "حب ايه" ثم أعطاها لبليغ حمدي لايمانه بموهبته، كما كانت تربطه صداقة قوية بفريد الأطرش الذي نعاه بالقول بعد وفاته عن عمر 48 سنة "لقد انطفأت النجوم بعد موت محمد فوزي"، كان كوميدياناً من الدرجة الأولى إضافة الى مواهبه المتعددة كملحن ومطرب وممثل، وكان إنساناً نادراً ينظر الى محبة جمهوره بأنها أمانة في عنقه لا بد من ردها، وكان شديد الإلتصاق بأبناء بلده ومسقط رأسه وأفراد أسرته ويسأل عن الجميع.

مرضه كان نادراً؟

فعلاً، سافر للعلاج في بريطانيا وألمانيا لكن المستشفى الألماني الذي كان يتعالج فيه أعلن أن المرض الذي أصيب به فريد من نوعه، ولم يصب به في العالم إلا 5 أشخاص حتى أنه عرف وقتها بـ"مرض فوزي" لندرته، ثم اكتُشف لاحقاً أنه كان تليفاً في الغشاء البريتوني الداخلي للبطن.

وماذا عن عمتك هدى سلطان؟

كانت رائعة بالتمثيل والغناء على السواء، وهي شقيقة جدي محمد فوزي لذا نناديها بلقب عمتي، وعلى فكرة جدي رغم عشقه للفن الا أنه اعترض على عمل شقيقته بهذا المجال، وحصلت بينهما قطيعة، ثم بعد فترة تصالحا وكانت الاقرب اليه في أزماته خصوصاً بعدما إصابته بالفيروس اللعين.

كيف تصنف صوت هدى سلطان كأستاذ بعلم النغم؟

كان صوتها رصيناً وقوياً وفيه عمل بأصول الغناء المتقن ويشجع الملحن الذي يُلحن لها على التجديد بألحانه، كما كان لها مواقف وطنية تحسب لها، اذ أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، لم تبخل عمتي بتقديم ما تستطيع من دعم مادي ومعنوي، واستغلت موهبتها في الخياطة والتطريز، وأعدت ملابس للاجئي مدن القناة وقدمتها كهدية بسيطة للمتضررين من العدوان، كما قدمت أيضا الدعم المعنوي بمشاركتها بطوله فيلم "بور سعيد" مع زوجها النجم فريد شوقي، الذي جسّد أيام العدوان الثلاثي على تلك المدينة الباسلة، وذلك بإقتراح رسمي من الرئيس جمال عبد الناصر.