يغيب الجسد تاركًا وراءه الروح ترفرف في فضاءات الإنسانية المبدعة والمفكرة. يغيب سعيد عقل منذ سنتين تاركًا فكره وفلسفته وشعره، بصمة مشرقة في التاريخ اللبناني والعربي والعالمي.
سعيد عقل الذي يلهو على يديه القدر، وشعره نبض الصبا وبلورة السحر، عمّد الأدب بأدبه وأخرجه طاهراً ناصعًا، منحوتًا بحبر الإبداع والكلمة والجمال.
كيف ننسى من حمل لبنان همّه، وطار به إلى الأنجم صخرةً لا تهزّها العواصف، ذلك كان لبنانه العظيم بتاريخه وحضارته وثقافته وشعبه.
لبنان يا سعيد عقل، لن ينساك أنت من زدته غنىً وحضارةً وإبداعاً وأدباً وإنسانيّة وهّاجةً. لبنان له شاعر في السماء يصلي له وينشده أشعاراً وروايات، إنه سعيد عقل الكلّ في واحد ، هو الذي تخطّى الزمان والمكان فأمسى خالداً في أذهاننا.
لن نودّعك بعد رحيلك الجسماني منذ سنتين فأنت حاضرٌ في كل كلمة، وفي كل قصيدة، وفي كلّ فكرٍ حرّ عميق. سعيد سكنت الجمال وسكنك، ونحن هيهات في هذا الزمن ندخل هذا المسكن.