حين غابت غاب الفن، غابت تلك الاشراقة التي نتصبح بها ونتغنى بها في نهاراتنا وترقص على انغامها في سهراتنا، غابت ولم تغب وكأنها تخطت لعبة الزمان المكان.


الصبوحة لطالما كانت طاقتنا الايجابية ، ولطالما إستعنا بها كي نشعر بفرحة قلّت في هذه الايام وفقدت قيمتها وجوهرها واصبحت قشوراً بسيطة نشحذها من هنا وهناك.

نعم صباح كانت الفرحة الحيّة ، ورغم غيابها جسدياً لازلنا نحتفل معها وتحتفل معنا بكل يوم وطني بكل مناسبة سعيدة ، حتى التعيسة منها تحولها بصوتها الى مشهد فنيّ وتشعرنا بمئة نغم يملي السكات .
ساعات ساعات نشعر بأنها لازلت معنا وبيننا بفضل حضورها الأخاذ الاسطوري الذي لا يتكرر، هي مدرسة كبيرة تتعلم منها الفنانات ويتعلم منها كل انسان ضعف وإستسلم وشعر بحزن عميق ، لتطل الصبوحة وتقول له "شو ما صار بالعالي اتطلع بتنهز الدني وما بتوقع".
سنختصر ونقول لك "إشتقنا لك يا صبوحة" ، إشتقنا بعد سنتين على غيابك لإبتسامتك وصوتك ومحبتك وتواضعك وحبك للحياة التي تمسكت بك حتى الرمق الأخير ، وكأنها تصرخ وتقول للموت "إذهب انت واترك لنا صباحنا بسلام".

مهما عبّرنا سنبقى أقل وفاء منك ، ومهما وصفناك ستعجز الكلمة عن ردّ ولو جزء صغير من كرمك وكبرك ووطنيتك.